البرنامج الأوروبي للبحث والتجديد “أفق 2020”: إنجاز أكثر من 60 بحثا علميا في تونس بتمويلات بقيمة 11 مليون أورو
صوت الضفتين -تونس
تحصلت مؤسسات بحثية ومخابر ومؤسسات ناشئة تونسيّةعلى تمويلات بقيمة 11 مليون أورو (35,4 مليون دينار) في إطار البرنامج الأوروبي للبحث والتجديد “أفق 2020” الذي انطلق تنفيذه في تونس منذ ثلاث سنوات، ليتطور عدد البحوث المنجزة في هذا الإطار إلى 61 مشروعا على أن يصل في حدود نهاية البرنامج في 31 ديسمبر القادم إلى 80 مشروعا بحثيا، وفق ما أعلنت عنه وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي بالنيابة لبنى الجريبي.
وقالت الجريبي في تصريح إعلامي ظهر اليوم الثلاثاء بالعاصمة عقب انعقاد لجنة القيادة التي تضم ممثلين عن مختلف الوزارات والمؤسسات المعنية بالبرنامج البحثي “أفق 2020″، ان تونس هي اول بلد عربي وافريقي شريك في هذه الشبكة، مبرزة ضرورة الاستثمار في النجاح الذي حققته في إطار هذه الشراكة مع الاتحاد الأوروبي لدعم إشعاع تونس على المستوى الدولي ودعم الدبلوماسية العلمية بالشراكة مع وزارة الخارجية.
وأضافت إن الأهم اليوم هو كسب الرهان للمشاركة في المشروع المنتظر تنظيمه خلال السنة القادمة “أفق أوروبا 2021″ وهو أمر صعب بعض الشيء بالنظر إلى حجم المنافسة على المشاركة في هذا المشروع”.
من جهتها أوضحت المديرة العامة لبرنامج “أفق 2020” للبحث والتجديد بوزارة التعليم العالي ألفة الزريبي أن ما يميز هذا البرنامج هو أن العمل البحثي يتم في تونس، في مخابر بحثية ومع مجموعة بحثية خاصة دون الحاجة السفر الى أوروبا لاستكمال العمل ويتركز حول 16 موضوعا محددا من بينها التغيرات المناخية والصحة والبيئة ويشمل برنامج “أفق 2020” المؤسسات الناشئة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والمؤسسات الصغرى والمتوسطة التي يمكن لها الاتصال بهذا البرنامج عبر نقطة اتصال وطنية تتولى تفسير طرق الانتفاع بهذا المشروع، حسب الزريبي.
وقالت إن “تونس حققت نجاحا هاما في هذا البرنامج وتقدمت من المرتبة 16 إلى المرتبة الثامنة على مستوى التمويل المتحصل عليه من قبل الدول المشاركة والأولى على مستوى عدد البرامج الممولة بالنسبة للدول الشريكة الجديدة في البرنامج”، معتبرة أن النجاح الذي حققته تونس لا يقتصر على التمويل بل على مستوى الاعتراف دوليا بالاشعاع العلمي كدولة يتميز البحث العلمي فيها بمستوى رفيع وفي مجال الدبلوماسية العلمية التي قالت إنه “مبدأ جديد يعتمد في تونس كأول دولة عربية افريقية وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا”.
وبينت أنه قد تم في هذا الإطار تسجيل حوالي 40 مشاركة على الصعيد الدولي و450 شريكا في هذه المشاريع مما جعل تونس بمثابة وجهة تميز علمي تحظى بكفاءات وقدرات علمية وخبرات تمكنها من تحقيق الاشعاع دوليا، مضيفة أن وزارة التعليم العالي كونت قرابة 3 آلاف باحث مهتم بالتجديد لهم اليوم القدرة والكفاءة للانخراط في هذا المشروع و40 دكتورا أصبحوا مختصين في مجالهم ويمكن لهم نقل خبراتهم للخارج خاصة للدول الافريقية.
وبالنسبة لمشروع” أفق أوروبا 2021″، أشارت الزريبي إلى وجود مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي للانخراط في هذا البرنامج، مقرة بأن المشاركة ليست سهلة بالمرة بالنظر إلى حجم المنافسة خاصة وأن قيمة التمويل في هذا المشروع تصل إلى 100 مليون أورو.
وأضافت إن لجنة القيادة ما بين الوزارات تعمل على توعية المؤسسات الناشئة والمؤسسات البحثية وكافة الأطراف التي يمكن أن تشارك في هذا البرنامج للتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية قصد إعداد خارطة طريق للاستراتيجية المتبعة للانضمام الى البرنامج المذكور.
وذكر المسؤول في نقطة الاتصال الوطنية التابعة لبرنامج البحث والتجديد 2020 أحمد معلال أن الاعتمادات الجملية المرصودة لبرنامج أفق 2020 تقدر ب 80 مليون أورو وهو البرنامج الأوروبي الأكبر في مجال دعم البحوث، مبينا أن نسبة النجاح في المشاركة في هذا البرنامج البحثي في تونس تبلغ 18 بالمائة وتتجاوز المعدل المسجل في الدول الأوروبية المقدر تقريبا بنسبة 12 بالمائة.
وتستفيد من هذا التمويل الجمعيات والمراكز البحثية والمخابر البحثية والجامعات والمؤسسات، وفق ما ذكره معلال، مشيرا إلى وجود تأثير مباشر لهذا البرنامج على التشغيل في قطاعات متعددة.