الكمامات في كل مكان.. إجراءات جديدة لاحتواء كورونا
صوت الضفتين -أوروبا والعالم
اتخذت دول في أنحاء عدة حول العالم إجراءات جديدة لاحتواء وباء كورونا مع تصاعد معدلات الإصابة في المرض، وخشية من موجة جديدة من انتشار الفروس.
وفي مواجهة ارتفاع عدد الإصابات، أعادت الحكومة البريطانية، السبت، فرض عزل لمدة 14 يوما على المسافرين القادمين من فرنسا وهولندا ومالطا، بعد أكثر من شهر على إعفائهم من ذلك، ما تسبب بعرقلة خطط مئات آلاف من المسافرين لتمضية العطلة الصيفية.
وتخشى بريطانيا الدولة الأكثر تضررا جراء فيروس كورونا المستجدّ في أوروبا، بأكثر من 41 ألف وفاة، ارتفاع عدد الإصابات.
وسارع البريطانيون والفرنسيون المقيمون في بريطانيا والذين يمضون إجازة في فرنسا، الجمعة، إلى حجز رحلة عودتهم وتجنب العزل في المنزل، وتاليا عدم القدرة على الذهاب إلى مكان العمل أو إرسال اولادهم إلى المدرسة.
وبعد دخول القرار حيز التنفيذ، السبت، عادت الحركة إلى نسقها الطبيعي في مرفأ كاليه حيث تشكلت طوابير انتظار طويلة الليلة الماضية.
وقالت جيسيكا التي كانت تمضي إجازة في جنوب فرنسا “كنا نتوقع ذلك، لكن 24 ساعة (بين الإعلان والتنفيذ) كانت قصيرة جدا”. وتستعد جولي التي ترافقها لأخذ إجازة غير مدفوعة خلال فترة الحجر الصحي، وقالت “الأمر معقد لأن لدي وظيفة جديدة”.
وهناك حوالي 160 ألف شخص عائدين من فرنسا، وفقا للحكومة، لكن الصحافة البريطانية أوردت أن ما يصل إلى 500 ألف مسافر سيتأثرون بالقرار.
كمامات في الشانزيليزيه
وأعربت فرنسا عن أسفها للقرار البريطاني وأعلنت أنها ستتخذ “إجراء مضادا”. فهي تسعى أيضا لكبح انتشار الفيروس وارتفاع عدد الإصابات.
وفي باريس، أصبح وضع الكمامة إلزاميا في أحياء إضافية مثل الحي الذي يقع فيه متحف اللوفر وفي جزء من جادة الشانزيليزيه اعتبارا من صباح السبت.
بالنسبة إلى ماتيو جاكوت الذي كان يتنزه مع أصدقائه “يجب أن يكون وضع الكمامة إلزاميا في كل الأماكن أو عدم وضعها في أي مكان”.
وفي جنوب غرب فرنسا، سيتمّ تقليص احتفالات عيد انتقال العذراء التي تستقطب عادة حوالي 25 ألف شخص في مزار لورد، أحد أهمّ مواقع الحجّ المسيحي في العالم، إلى الحدّ الأدنى.
وجاء نحو خمسة آلاف من الحجاج إلى كنيسة القديس بيوس العاشر، وهي كنيسة عملاقة تحت الأرض يعادل حجمها حجم ملعبين لكرة القدم ويمكنها استيعاب خمسة أضعاف هذا العدد.
كمامات في وسائل النقل العام
وأعلن رئيس الوزراء الدنماركي ميتي فريدريكسن، السبت أن الدنمارك ستجعل وضع الكمامة إلزاميا في وسائل النقل العام في أنحاء البلاد اعتبارا من 22 أغسطس لمحاولة احتواء فيروس كورونا المستجد.
ودعا الدنماركيين إلى الاستمرار في اتخاذ الاحتياطات واحترام قواعد التباعد الاجتماعي والنظافة.
وحاليا، توصي السلطات الدنماركية بوضع الكمامات في وسائل النقل العام خلال أوقات الذروة في حين أنها إلزامية في ست مناطق بينها مدينة آرهوس، ثاني مدن البلاد حيث يتفشى الفيروس بشكل أكبر.
وقالت تيرا غروف كراوس المسؤولة في هيئة مكافحة الأمراض المعدية “لقد شهدنا ارتفاعا في عدد الإصابات في الدنمارك، مع وجود بؤر محلية عدة”.
وأضافت “بعض البؤر تحت السيطرة وبعضها الآخر على وشك أن يكون كذلك”.
وسجلت الدنمارك ما مجموعه 15859 إصابة بكوفيد-19 بينها 621 وفاة.
حدود مغلقة
لا تزال الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا جراء الوباء بتسجيلها 168 ألفا و446 وفاة، تليها البرازيل بـ 106 آلاف و523، والمكسيك مع 55908 وفيات، ثمّ الهند مع 49036 وفاة.
وحتى الدول التي أشيد بطريقة إدارتها للموجة الأولى لتفشي الوباء، قلقة من عودة الفيروس. فبعد نيوزيلندا التي مددت تدابير الإغلاق في أوكلاند، الجمعة، شدّدت كوريا الجنوبية، السبت، القيود خشية تفشي الوباء من جديد في سيول ومحيطها، بعد تسجيل أعلى عدد إصابات يومي خلال خمسة أشهر (166 إصابة جديدة ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 15039 إصابة و305 وفيات).
والجزائر بين الدول القليلة التي بدأت مسار رفع الحجر، إذ أعلنت، السبت، إعادة فتح المساجد وأماكن الترفيه على غرار المقاهي والمطاعم والشواطئ، بعد خمسة أشهر من الإغلاق.
وقالت ثريا التي خرجت صباح، السبت، مع جارتها فاطمة وأبنائها لتمضية اليوم على البحر، لوكالة فرانس برس “الجوّ في المنزل أصبح لا يُطاق مع الأولاد الذين يشعرون بالملل، لم أعد أحتمل”.
وسمحت المملكة المتحدة اعتبارا من السبت بإقامة حفلات الزواج وأعادت فتح بعض المحال على غرار صالونات الزينة والكازينوهات، وهي خطوة كانت أجلت تنفيذها أسبوعين نتيجة ارتفاع أعداد الإصابات.
وفي الولايات المتحدة، أعلن حاكم نيويورك إعادة فتح المتاحف والمؤسسات الثقافية الأخرى في 24 أغسطس، بعد خمسة أشهر من إغلاقها.