حـوار_ حفيظ دراجي: الحكم على الرئيس سابق لآوانه وليس من مصلحة الجزائر فشل الحراك الشعبي - صوت الضفتين

حـوار_ حفيظ دراجي: الحكم على الرئيس سابق لآوانه وليس من مصلحة الجزائر فشل الحراك الشعبي

صوت الضفتين_ حــــــوارات

  1. الحلول متوفرة لإنهاء الأزمة بين الجزائر والمغرب.
  2. فشل السلطة وإنعدام الوعي المجتمعي سبب تفشي كورونا في الجزائر
  3. من حق كل مواطن المعارضة و التخندق والتعبير عن آرائه ولكن دون المساس بالوحدة الوطنية

قال الإعلامي الجزائري المقيم بالعاصمة القطرية الدوحة، حفيظ دراجي، في حوار مقتضب لـ” صوت الضفتين” أن تقييم عمل رئيس البلاد، عبد المجيد تبون، الذي تقلد مقاليد الحكم منذ ديسمبر 2019 سابق لآوانه، ومن الصعب الحكم عليه، خاصة في ظل الظروف التي تعيشها البلاد، كإنتشار فيروس كورونا الذي أرجع سبب تفشيه لإنعدام الوعي المجتمعي والفشل السلطوي في إحتوائه.

وإعتبر الإعلامي المعارض أن التغيير الذي طالب به الحرك الشعبي السلمي في الجزائر لم يحدث بعد، فسلوكيات السلطة وممارسات النظام السابق لا تزال تعيشها الجزائر ما بعد 22 فبراير، مؤكدًا أنه ليس من مصلحة الجزائر، الدولة والشعب والسلطة فشل الحراك الشعبي السلمي.

حـــــــــــــاوره/ الطاهـــــر سهـــايلية

1/ أول سؤال يمكن يشغل ذهن المتابع للوضع الجزائري هو أي مستقبل ينتظر الجزائر الجديدة.. وما مصير الحراك بعد أزمة كورونا؟

من الصعب التكهن بمستقبل لا يختلف عن مستقبل دول وشعوب في ظل تداعيات جائحة كورونا، سوى كانت إقتصادية، إجتماعية، أو حتى فكرية وثقافية ونفسيا كذلك، الكل تأثر سوى كانت شعوب أو حكومات، التداعيات ستكون كبيرة حتى على سلوكيات الناس.

أما فيما يخص الحراك، فقد صار جزء من الجزائر وهو مكون من مكونات الشعب الجزائري، شخصيا لا اخاف عليه هو ساكن في قلوب ونفوس وعقول الناس ومخطئ من يعتقد ان الحراك هو مجرد مسيرات ومن المستحيل ان يفشل.
تصور معي أن الشعب الجزائري يعود على ما كان عليه قبل 22 فبراير، نتكلم عن ذلك الفكر وذلك الوهم والتقبل لكل الإفترءات التي كانت موجودة.

من مصلحة الجزائر الدولة والشعب وحتى السلطة الحالية أن لا يفشل هذا الحراك الشعبي الوطني السلمي الموحد هذا هو الحراك الذي أقصده.

2/ ما تعليقكم على مقابلات التي يجريها الرئيس عبد المجيد تبون مع الصحافة المحلية او كتلك التي يجريها مع الأجنبية خاصة الفرنسية؟

بإعتقادي أنه في خلل بمنظومة الإتصال والتواصل على مستوى الرئاسة، بوتفليقة لم يكن يخطب شعبه، رغم أن الناس كان تريد أن يخاطبها الرئيس ولكن لم تكن تطالب أن يخاطبها الرئيس كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر. أظن ان في عهد تبون فيه نوع من Overdosed، المحيطين بها أي المستشارون مطالبين اليوم بإعادة النظر في الكثير من الأشياء سوى من حيث الشكل أو المضمون أتكلم عن عدد الحوارات الكثيرة جدا عن الديكور الذي تُجرى فيه هذه الحوارات عن الضيوف الذين يستضيفون تبون او يستضيفوهم تبون، كنا في ثمانية أصبحنا ستة.. فأربعة فصرنا إثنان. وبعدين أسئلة من دون متابعة وأجوبة تجعلك تشعر وكأن كل شيء مرتب مهما حاول الرئيس أن يكون صادقا في كلامه ولكن يبدو أن المعلومات التي تعطى له خاطئة خاصة فيما يتعلق بالأرقام، لذلك أعتقد أنه فيه بعض Overdosed “الأوفر دوس” وأنصح بمزيد من التصويب فيما يخص الأرقام والمعلومات التي تمنح له، كما أنصح بالإهتمام بالجانب الجمالي من حيث الشكل وطبيعة الأسئلة التي تطرح وطبيعة الأجوبة التي تعطي أيضا من حيث المضمون.

3/ ما تقييمك لعمل رئيس البلاد السيد عبد المجيد تبون بعد أكثر من 6 أشهر من الحكم؟

لا يمكن لأي واحد أن يقيم عمل أي واحد في ظرف ستة أشهر بما في ذلك الوزير أو السفير او المدير أو حتى مدير مصلحة.. أعتقد انه سابق لآوانه الحكم على عمله وبعدين الظرف صعب للغاية، نحن منذ اكثر من أربعة أشهر نعيش ظروف خاصة مع وباء كورونا .
لا يمكننا أن نُقيم عمله ولكن يمكن أن نلتمس بعض الإشارات التي تعطينا نظرة على ما ستكون عليه حال الجزائر فيما بعد ولهذا فحين نقول أننا لا نستطيع أن نقيم فمعناه أن التغيير ضمنيا لم يحدث في الجزائر، لم يحدث لا في السلوكات ولا حتى في الممارسات أو الأشخاص، أعتقد أن الكثير من الخيارات لم تكن موفقة أو قد لا تكون موفقة مع الوقت، وبالتالي يكذب أيضا من يقول أن هناك شيء تغير في الجزائر مثلما يكذب من يقول أننا نستطيع ان نحكم على الرئيس في ظرف ستة أشهر.

4/ الكثير من يعتقد أن التغيير في الجزائر لم يحدث بعد .. بإستثناء اللغة الدبلوماسية مع فرنسا.. كيف تعلق على ذلك؟

حتى فيما يتعلق باللغة الدبلوماسية مع فرنسا فهي كذلك لم تتغير يا سيدي الكريم، لا يجب أن نحكم على تصريح أو موقف لنقول أنه متغير، لم تتغير تماما الأمور في علاقاتنا مع فرنسا، ومن الصعب جدا أنها تتغير. لما نقول تتغير عليها أن تتغير في صالح الجزائر ، لهذا لا أعتقد أنها تغيرت ولا أعتقد أنها ستتغير بسرعة لأن الجزائر مرتبطة كثيرا بفرنسا.

باريس عروقها متجذرة في الجزائر لأسباب مختلفة تاريخيا وسياسيا وفكريا. لهذا كل ما يثار هنا وهنالك وما قد يقال عن تغيير في الإستراتيجيات واللغة الدبلوماسية مع فرنسا هو مجرد تغليط للرأي العام.

5/ هناك من يقول ان المعارضة الحقيقية في الجزائر موجودة في منطقة القبائل وهنا نقصد العلمانيين دون الحديث عن انتهازية التيار الإسلامي .. كما أن الحراك اصبح مسيطر عليه من طرف العلمانيين.. هل هو صراع ايديولوجي ام سياسة التخندق والتموقع من قبل النخب سياسية واعلامية واكاديمية وثقافية؟

أولاً كل مواطن له الحق في المعارضة، ثانيا كل واحد له الحق في التخندق أو التموقع، ثالثا هذا الحراك ليس ملك جهة أو فئة او شخص معين، هذا الحراك وطني شعبي سلمي موحد إنتهى الأمر باقي الأشياء هي مجرد تفاصيل ، لا يجب ان نبخس الناس حقهم سوى كانوا قبائل أو عرب، لا يجب أن نبخس حقهم في التعبير عن أرائهم من دون المساس طبعا بالوحدة الوطنية التي تبقى شيء مقدس بالنسبة للجزائر.

يجب أن نتعلم كيف نحترم أراء الآخرين حتى ولو كنا نختلف معها وحتى ولو كانت صادمة. المهم الشعب الجزائري موحد حول الخطوط العريضة للمنظومة الإجتماعية والسياسية في الجزائر، المهم أن الحراك يبتعد عن كل الشبهات والإستحواذ من طرف أي كان سوى في المعارضة أو السلطة.

6/ تشهد العلاقات الجزائرية المغربية توتر بين الحين والأخر تتخللها لغة المجاملة وتلطيف الأجواء في المناسبات الوطنية.. أي حل لهذه الأزمة التي طال امدها، وهل أصبحت الصحراء الغربية عائق أمام تطور العلاقات بين البلدين؟

كل ملف سوى كان مع المغرب أو فرنسا أو مع غيرهما، يجب ان يجلس الناس على الطاولة مناقشته، لا أعتقد أنه يوجد هناك ملفات متعلقة بالشرف او بالمبادئ. إذا كان المشكل متعلق بالبوليساريو فالأمر بسيط ، وإذا كان الامر متعلق بالتصريحات والمواقف فهذا الامر بسيط، الدول كانت لديها مشاكل أكبر وتوصلت لحل، إن الشيء الذي يجمعنا أكثر من الذي يفرقنا من مصلحة الجزائر والمغرب أن تعود الأمور مما كانت عليه سابقا، طبعا دون المساس بمصالح وحقوق أي من الطرفين، إذا المغرب عنده حقوق في صالحه فليكن ذلك، وإذا كان للجزائر حقوق ومصالح فليكن ذلك. وكل واحد حر في مواقفه تجاه القضايا المطروحة سوى كانت إقليمية او دولية.

مصيرنا في ظل التكتلات والظروف الحاصلة التي تعيشها المجتعات اليوم، هو أن نلتقي حول طاولة واحدة ونحل كل المشاكل التي بيننا ونفتح صفحة جديدة.

7/ شهدت الجزائر مؤخرا ارتفاع حالات الإصابات بكورونا.. هناك من يرى بأن السلطة فشلت في تسيير وإحتوى الأزمة الصحية، فيما يرجعه أخرون إلى إنعدام الوعي لدى المواطن، هذا ويعتقد تيار أخر أن أمد الأزمة يخدم السلطة اي له أبعاد سياسية، خاصة وان الجزائر تعد الدولة الوحيد تقريبا التي تجاوزت فترة الحجر الصحي 5 أشهر… كيف يقرأ حفيظ هذه التحليلات؟

صدقني موضوع كورونا.. كله على بعضه، إنعدام الوعي عند شرائح كبيرة في المجتمع وفشل نسبي من قبل السلطة. لا أريد ان أحكم على النوايا حتى اقول أنه من مصلحة السلطة إستمرار الفيروس حتى يتوقف الحراك…لالالا.. أنا قلت أنني لا أحكم على النوايا، وبعدين لو كان الامر كذلك فإنه مؤسف. الحقيقة هي ان إجراءات السلطة ووعي الشعب كفيلان سويا بأن يجعل الجزائر تتجاوز هذه المحنة الكبيرة جدا التي تعاني منها البشرية.

إن هذا الجائحة كشفت لنا عن منظمتنا الصحية التعيسة جدا، وكشفت لنا أيضا عن إختلالات كبيرة داخل منظومتنا الثقافية و الفكرية والإجتماعية عند الأوساط الشعبية من المفروض أن نصلح هذا بعد هذه الجائحة.

8/ صف لنا الاجواء في الدوحة وكيف يقضي حفيظ أوقاته في ظل إستمرار الحجر الصحي هناك؟

الأجواء عادية جدا في الدوحة، اعتقد أنه تم تسجيل إصابات كثيرة نتيجة الفحوصات التي أجرتها الدولة وكشفت عن ذلك. الدولة إتخذت جملة واسعة من الإجراءات الظرفية المؤقتة وحتى الدائمة، تماشيا مع إنتشار هذا الفيروس. اليوم وصلنا لإعادة فتح الكثير من الأشياء، نواصل تدريجيا لإعادة فتح المطار والسفر والإلتزام بكل الإجراءات الضرورية الوقائية المتخذة من طرف الحكومة القطرية.

أعتقد أن الكل راضي عن الإجراءات والكل ملتزم بهذه الإجراءات الوقائية. وتصور أن قطر هي الدولة الوحيدة تقريبا من بين دول العالم التي شهدت أقل عدد من الوفايات، لأنها تمتلك إمكانيات طبية جدا، سمحت لها بمحاصرة هذا الوباء والتعامل معه بالشكل اللائق.

أما حفيظ.. فإنه يقضي أيامه بشكل عادي جدا بين البيت والعمل، تعرف بأنه عدنا للعمل منذ شهر أفريل وبالعكس نسق الشغل إرتفع قليلا، وهو ما يجعل الإنسان يشعر بالملل خاصة في فصل الصيف، وهو بحاجة لفترة راحة يعني سفر لتغيير الاجواء هذا هو الممكن في القريب العاجل وإن شاء الله خير وأطمئن أموري عادية جدا مثلي مثل كل الجزائريين المتواجدين هنا.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *