بسبب “كورونا “ملايين الأمريكيين يواجهون شبح الإخلاء من بيوتهم
صوت الضفتين -كورونا
يواجه ملايين المواطنين الأمريكيين شبح الإخلاء من بيوتهم بسبب تداعيات جائحة كورونا، التي تسببت في أزمة اقتصادية خانقة وأوصلت نسبة البطالة بالبلاد إلى مستويات قياسية.
ودق تقرير للمؤسسة الأمريكية “Aspen”، وهي مركز أبحاث غير حكومي، ناقوس الخطر بشأن تداعيات انتشار وباء كورونا على الأمريكيين، وكشف أن ما بين 19 و23 مليون أمريكي مهددون بخطر الإخلاء من بيوتهم بحلول 30 سبتمبرالمقبل، في حال عدم سداد الكراء؛ وهو ما يشكل نسبة 25 في المائة من مجموع 110 ملايين من الأمريكيين لا يمتلكون البيوت التي يقطنونها.
وتعود هذه الأزمة إلى بلوغ معدلات البطالة إلى مستويات قياسية، إذ وصلت خلال يونيو الماضي إلى 11.1 في المائة، وهي نسبة أقل بالمقارنة مع شهر ماي الذي بلغت خلاله هذه النسبة 13.3 في المائة، وافريل الذي وصلت فيه إلى 14.7 في المائة.
وعرت الأزمة الحالية عددا من المشاكل التي يعاني منها الأمريكيون، كما هو الحال بالنسبة للرعاية الصحية والسكن الاقتصادي.
ضوء أخضر للإخلاء
كشف تقرير لمؤشر “evictionlab”، خلال في سنة 2016، أن مليونين و300 ألف أمريكي تم إخلاؤهم من بيوتهم بسبب عدم سداد الكراء، وهو رقم مرشح للارتفاع خلال هذه السنة، خصوصا مع الأزمة الاقتصادية الحالية، وذلك حسب آخر الأرقام المتاحة حول هذا الموضوع؛ ما يجعل الأعداد التي تحدث عنها تقرير “Aspen” حول المهددين بالإفراغ مفزعة لملايين الأمريكيين.وحسب المصدر ذاته، فإن تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية ومدينتي ريتشمند وهامتون في ولاية فيريجينا هي أكثر المدن التي تشهد نسب إخلاء مرتفعة بالمقارنة مع بقية المناطق بالولايات المتحدة.وبالرغم من تصريح عدد من المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لن يتم إخلاء الذين لم يدفعوا قيمة الكراء خلال الأشهر الأخيرة، فإن الوضع في عدد من الولايات يناقض هذه التصريحات
وأعطت أحكام قضائية الضوء الأخضر لإخلاء البيوت التي لم يدفع ساكنوها الكراء خلال الأشهر الأخيرة، كما هو الحال بالنسبة لولاية تكساس التي قضت فيها المحكمة العليا بأن عمليات الإخلاء يمكن أن تبدأ من جديد، بعد أن تم تجميد هذه العمليات خلال مارس وأبريل الماضيين بسبب تداعيات انتشار كورونا.
وتشهد عدد من ولايات البلاد موجة احتجاجات مطالبة بإلغاء دفع الكراء خلال هذه السنة، من أجل الحيلولة دون إخراج ملايين الأمريكيين من البيوت التي يسكنونها.
ويشير تقرير نشرته مؤسسة “أوربن انستيتيوت”، مارس الماضي، إلى أن معدل الدخل السنوي لـ44 مليون أمريكي من الذين يستأجرون بيوتهم يبلغ 41 ألف دولار في السنة، في حين أن 78 مليون أمريكي من الذين يمتلكون بيوتهم يصل معدل دخلهم السنوي إلى 78 ألف دولار؛ ما يجعل المستأجرين هم الأكثر تضررا من الأزمة الحالية.
وفي استطلاع أجراه مكتب الإحصاء الأمريكي خلال ماي الماضي، صرح 25 في المائة من المشاركين في هذا الاستطلاع بأنهم لم يتمكنوا من سداد إيجار مساكنهم أو قرض البنك المرتبط بالرهن العقاري.
ويورد تقرير آخر لـ”المجلس الوطني لإسكان العائلات” أن 87.6 في المائة من المكترين قد رفعوا إيجار الشهر الجاري بشكل كامل أو جزئي، وشمل هذا التقرير 11.4 ملايين وحدة سكنية عبر مجموع التراب الأمريكي، مسجلا بذلك انخفاضا بنسبة 2 في المائة بالمقارنة مع الفترة نفسها من يونيو المنصرم.
وبالرغم من صرف الحكومة الأمريكية لأكثر من 3 تريليونات دولار كدعم موجه إلى الشركات وإعانات فاقدي الشغل، فإن هذه الخطط الحكومية لم تتضمن أي دعم موجه إلى تسديد الكراء.
وقدم عدد من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين مشاريع قوانين لإلغاء سداد الكراء في الولايات المتحدة؛ لكن هذه المشاريع لم تجد طريقها نحو المصادقة، بسبب معارضة الجمهوريين الذين يتمتعون بالأغلبية في مجلس الشيوخ.