بالصور: سواق”التاكسيات” يقيّدون أنفسهم بالسلاسل في المغرب
صوت الضفتين- المغرب
لجأ سواق سيارات الأجرة “التاكسيات”من الصنف الأول بالرباط المغربية إلى تطويق أعناقهم وأيديهم بالسلاسل الحديدية، متوعدين بالانتحار، خلال مسيرة خاضوها امس الثلاثاء في حي القامرة بالعاصمة، تعبيرا عن احتجاجهم على عدم تفاعل السلطات مع مطالبهم، بعد توقفهم التام عن العمل خلال فترة الحجر الصحي.
ويقول أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة إن استئناف عملهم يجب أن توازيه إجراءات لتخفيف المصاريف المترتبة عليهم طيلة مدة توقفهم عن العمل، مثل سومة كراء المأذونيات وأقساط التأمين، مؤكدين أنه “من غير المعقول أن نؤدي هذه المصاريف بينما كنا عاطلين عن العمل طيلة هذه المدة”.
وقال أحد السائقين إن كل سائق سيارة أجرة تراكمت عليه على الأقل مصاريف بقيمة أربعة آلاف وخمسمائة درهم في الشهر، ما يعني أن استئناف العمل يتطلب من كل مهني يعمل في هذا القطاع توفير ما لا يقل عن ثلاثة عشر ألف درهم، متسائلا: “منين غادي نجيبو حنا هاد الفلوس”.
وتأثر مهنيو سيارات الأجرة بالرباط وسلا بقرار السلطات إلزامهم بنقل ثلاثة ركاب فقط بدل ستة، كما كان معمولا به قبل ظهور وباء كورونا، إذ يعتبرون أن تخفيض عدد الركاب إلى النصف لن يمكّنهم من توفير سوى ثمن الوقود في أحسن الأحوال، بينما عمد نظراؤهم في مدن أخرى إلى مضاعفة التسعيرة لتعويض خسارة تخفيض عدد الركاب.
من جهته، قال السايح بوحية، سائق مهني بمدينة الرباط، إن مهنيي القطاع لا يطلبون من الوالي شيئا مستحيلا، “ولكن غير ما يحگروش علينا”، وأكمل سائق آخر يدعى محمد: “حسّينا بالحگرة ملي مبغاوش يستقبلونا فالولاية”.
وتتمثل مطالب مهنيي سيارات الأجرة بالرباط وزملائهم في سلا، الذين دخلوا بدورهم في اعتصام مفتوح لا يزال مستمرا إلى الآن، فضلا عن مطالبتهم بالحوار مع مسؤولي ولاية الجهة، في إعفائهم من أداء السومة الكرائية للمأذونيات وأقساط التأمين، خلال الفترة التي توقفوا فيها عن العمل.
كما يطالبون بتجاوز قرار تقليص عدد الركاب من ستة إلى ثلاثة، بدعوى أن احترام شرط عدم تجاوز نسبة خمسين في المائة من المقاعد في وسائل النقل الحضري الأخرى، مثل الحافلات والترامواي، لا يتم احترامه.
وقال أحد المهنيين: “لقد أوقفتنا سلطات الولاية عن العمل منذ مائة ويومين، ولم يعد أمامنا من حل سوى الانتحار”، مضيفا: “مطالبنا واضحة، لا يُعقل أن ندفع تأمينَ ستة مقاعد والسلطات فرضت علينا نقل ثلاثة ركاب فقط، علما أننا نشتغل وسط منافسة حامية من الحافلات والترامواي وحتى الدراجات ثلاثية العجلات”.
وتُعد الرباط وسلا استثناء في طريقة تدبير عمل قطاع سيارات الأجرة خلال فترة الحجر الصحي، إذ أُمر المهنيون العاملون في هذا القطاع بالتوقف التام عن العمل منذ سادس عشر مارس الماضي، مع بدء تفعيل الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار جائحة كورونا؛ بينما ظل زملاؤهم في مناطق أخرى يشتغلون، مع الالتزام بشرط نقل ثلاثة ركاب فقط. ويَعتبر المهنيون المحتجون توقيفهم عن العمل طيلة هذه المدة “ظلما” في حقهم، مبدين تمسّكهم برفض استئناف عملهم ما لم تستجب السلطات الولائية لمطالبهم.