تصاعد التوتر بين الكوريتين وإستعداد عسكري على الحدود بعد قطع قنوات الإتصال
صوت الضفتين_ العالم
وكالات_ تصاعدت حدة التوتر بين الكوريتين على خلفية قضية منشورات مناهضة لكوريا الشمالية نشرت على الحدود بين البلدين، ما أدى بها الى وقف كل قنوات الاتصال مع الجارة الجنوبية قبل تدمير مكتب الاتصال المشترك بينهما في منطقة “كايسونغ” الصناعية، وسط استعدادات لتعزيزات عسكرية شمالية على طول المنطقة المنزوعة السلاح.
و جاء تدمير مكتب الاتصال بين الجارتين بعد تحذير من كيم يو جونغ النائب الأول لمدير إدارة اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري الشمالي ، ردا على ما تعتبره بيونغ يانغ “فشل الجنوب في منع نشطاء من إلقاء منشورات مناهضة” لها، كما قطعت بيونغ يانغ جميع خطوط الاتصال مع سيول.
و كان مكتب الاتصال قد أقيم في سبتمبر 2018 ، كجزء من إعلان “بانمونجوم” الذي وقع عليه الجانبان خلال القمة الأولى بين الزعيم الأعلى لكوريا الشمالية كيم جونج أون، والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن، في 27 أبريل 2018 .
و بالتزامن مع ذلك، أعلن الجيش الكوري الشمالي اليوم، أنه سيعيد نشر جنوده في منطقة” كايسونغ” الصناعية المنزوعة السلاح سابقا ومناطق جبل “كومقانغ” قريبا.
ونقلت وكالة الانباء الكورية المركزية عن متحدث باسم هيئة الأركان العامة للجيش الشعبي الكوري في بيان ،إن الجيش يتخذ موقفا “أكثر وضوحا بشأن خطط العمل العسكري الأكثر تفصيلا التي حددت يوم الثلاثاء لتوفير الضمانات العسكرية للإجراءات التي اتخذها الحزب والحكومة”.
ووفقا لخطط العمل العسكري المفصلة التي ستوافق عليها اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمال الكوري الشمالي، سيتم نشر وحدات على مستوى الفوج ووحدات فرعية لتأمين القوة النارية في منطقة جبل “كومقانغ” السياحية ومنطقة “كايسونغ” الصناعية، كلتيهما تقع في المناطق المتاخمة لكورياالجنوبية.
وحسب المتحدث العسكري، فإن نقاط الشرطة المدنية التي تم سحبها من المنطقة المنزوعة السلاح بموجب اتفاقية بين الكوريتين في المجال العسكري، موقعة عام 2018 ، ستقام مرة أخرى لتعزيز الحراسة على خط جبهة الحدود، إضافة لذلك، ستعزز وحدات المدفعية المنتشرة على خط الجبهة بأكمله، أولئك الموجودين في الخدمة القتالية، وستستأنف جميع أنواع التدريبات العسكرية المنتظمة في المناطق القريبة من الحدود.
ورفضت كوريا الشمالية عرض كوريا الجنوبية بإرسال مبعوثين خاصين اليوم الأربعاء لإجراء محادثات لتخفيف حدة التوترات الحالية في شبه الجزيرة ، حسبما افادت به وكالة الأنباء المركزية الكورية.
و اعتبرت بيانغ يونغ أن السلطات بكوريا الجنوبية “قامت بمهزلة تافهة لمطالبتنا بقبول مبعوثين خاصين في 15 يونيو الجاري”، لكن الاقتراح “تم رفضه بشكل قاطع من قبل كيم يو جونغ النائب الأول لمدير إدارة اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري”.
وأضافت “نحن نأخذ على محمل خطورة الموقف غير المحترم للجانب الجنوبي ، والمتمثل بالرغبة بالمماطلة وإرسال مبعوثين خاصين رغم أنهم يدركون جيدا حقيقة أن إجراءات الطوارئ غير المسبوقة في البلاد لمكافحة الوباء لا تزال سارية ولا يسمح بالدخول أو الخروج إلى أو من أراضي جمهورية كوريا الشمالية”.
وعلى ضوء الاجواء المشحونة في المنطقة، أعربت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية اليوم الأربعاء عن “قلقها العميق” إزاء خطط العمل العسكري التي أعلنها جيش جارتها الشمالية ، مشيرة الى أنها “تتعارض تماما مع الاتفاقيات السابقة بين الكوريتين، بما فيها الاتفاقية العسكرية الشاملة التي وقعتها الكوريتان في سبتمبر 2018 بعد القمة في بيونغ يانغ بين الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن، والزعيم الأعلى لكوريا الديمقراطية كيم جونج أون”.
وجاء في البيان أيضا أن هذه الخطوات “ستقوّض عقدين من الجهود والنتائج المشتركة بين البلدين لتطوير العلاقات بين الكوريتين والحفاظ على السلام في شبه الجزيرة الكورية”.
وأكدت الوزارة أن الجيش الكوري الجنوبي “يحافظ على موقف دفاعي صارم، بينما يراقب عن كثب تحركات قوات كوريا الشمالية على مدار الساعة”، مضيفة أنها ستواصل الجهود لضمان عدم تصعيد التوترات العسكرية من خلال الإدارة المستقرة للأوضاع”.
و نقلت وكالة الانباء الكورية المركزية عن متحدث باسم هيئة الأركان العامة للجيش الشعبي الكوري قوله في بيان، إن الجيش ” يتخذ موقفا أكثر وضوحا بشأن خطط العمل العسكري الأكثر تفصيلا، التي حُددت يوم الثلاثاء لتوفير الضمانات العسكرية للإجراءات التي اتخذها الحزب والحكومة”.
و على خلفية تدهور العلاقة بين البلدين، عرض كيم يون تشول وزير الوحدة في كوريا الجنوبية تقديم استقالته من منصبه ، قائلا أنه يتحمل مسؤولية تدهور العلاقات بين البلدين. و يشرف كيم يون على التواصل مع كوريا الشمالية.
و كانت سيول قد قدمت “شكوى” للشرطة ضد “مجموعتين منشقتين”، قائلة إن أنشطتهما لا تساعد “الجهود المبذولة لتحقيق السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية”، فيما صدرت دعوات إلى الجانبين من أجل “التهدئة” و “ضبط النفس”.