حــوار خاص_ السباح الدولي الجزائري مهدي حمامة: السباحة الجزائرية تعاني من أزمة تسيير وهذه أسباب هجرتي و إعتزالي في سنٍ مبكرة - صوت الضفتين

حــوار خاص_ السباح الدولي الجزائري مهدي حمامة: السباحة الجزائرية تعاني من أزمة تسيير وهذه أسباب هجرتي و إعتزالي في سنٍ مبكرة

صوت الضفتين_ حــــوارات _ الريـــاضة

الطاهــــر سهايلية_ يرى السباح الدولي الجزائري السابق، “مهدي حمامة” أن الجزائر تمتلك سباحين ماهرين لكنهم بحاجة لظروف عمل مناسبة مع توفير الإمكانيات المادية والمعنوية كالمسابح التي يجب أن تكون وفق معايير دولية، وضمان مستقبلهم من الناحية المالية، نهيك عن تحريرهم من ثلة من المسؤولين المحليين الذين يسعون لتنميط الحياة الرياضية في الجزائر.

المدرب الحالي المقيم في العاصمة القطرية “الدوحة”، يفتح لنا قلبه في هذا الحوار المقتضب الذي خص به “صوت الضفتين”، موضحا في الوقت ذاته، سبب هجرته من الجزائر واعتزاله السباحة في سنٍ مبكرة رغم أنه رفع الراية الجزائرية في عدة منافسات قارية ودولية.

  1. السباحة في الجزائر بحاجة لإعادة هيكلة بمنظور عصري
  2. الإعلام الجزائري ساهم في تهميش الرياضة الفردية
  3. سليم إيلاس قدوتي في السباحة
مهدي حمامة رفقة إحدى الرياضيين الفائزين في البطولة القارية التي استضافتها الجزائر
  • أول سؤال ممكن يطرأ على ذهن من يعرفك.. لماذا وضع السباح الجزائري مهدي حمامة حدا لحياته الرياضية، رغم أنه كان بإمكانه تقديم المزيد؟
  • بالنسبة للمشوار الرياضي الذي حققته مع الفريق الوطني كان لاباس به لكن ككل رياضي نخبة كان لي طموح في النجاح أبعد مما وصلت له وعدم تحقيق الأهداف التي كانت مسطرة راجع إلى عدة عوامل، منها سوء التسيير وعدم وجود تنسيق بين الرياضة والدراسة في الجزائر والمشاكل التافهة التي يحاول بعض مسؤولين المحليين إدخال الرياضيين فيها لغرض إبعادهم عن الهدف الرئيسي المتمثل في التدريب والتركيز على المشوار الرياضي، نهيك عن نقص المرافق الرياضية للتحضير والتي لابد أن تكون تحت معايير عالمية ولdس ما يوجد حاليا.
    وضعت حدا لحياتي الرياضية لأنني مع الأسف قاومت هذه المشاكل ومشاكل أخرى لم أذكرها لأزيد من 10 سنوات.
    يجب أن نكون صرحاء، الرياضي في الجزائر ليس لديه تأمين للحياة ..يتكلم هنا باللهجة الجزائرية “إذا ما قرا الزمان عقوبة يطلع صفر اليدين”، فالرياضي يجد نفسه بعد تكريس كامل وقته في التدريب وتشريف العلم الوطني يرجع إلى الصفر بدون مدخول وقوت عيش.
    * لماذا فضلت الهجرة للخليج واستكمال مسارك الرياضي كمدرب هناك؟
    أنا مستشار في رياضة اختصاص سباحة، يعني الحمد لله ربي وفقني وبقيت أمارس نفس الهوية التي أحبها ولكن هذه المرة من خارج المسبح يعني مدرب، وجدت أن في الحقيقة المدرب الجزائري يعاني هو كذلك مشاكل أكبر من الرياضي للآسف الشديد ومن بين هذه المشاكل الصعبة والقاسية هي الراتب الشهري أو المنحة التي يأخذها المدرب، وبصورة أوضح حتى يفهم القارئ، “المدرب يكرس عدة ساعات في اليوم لتدريب وتحضير الرياضي وفي الأخير راتبه الشهري لا يكفي حتى لمدة أسبوع مع كل التنقلات ومستلزمات المعيشة اليومية فيجد نفسه في آخر المطاف غير محبوب لأن هو خط الدفاع للرياضي ومع راتب شهري لا يكفي لأسبوع و بالطبع دائما منسي من كل الجهات لذلك قررت الهجرة واخترت قطر كواجهة لي لعلي أجد هنا ما هو أفضل.
  • كنت من بين أبرز المدربين للمنتخب الوطني للسباحة.. حسب رأيك لماذا عجزت النخبة الرياضية في تحقيق المزيد من الالقاب القارية والدولية؟
    في تقديري النخبة الرياضية في الجزائر لم تعجز عن تحقيق ألقاب عالمية، لأنها تضم ثلة من الرياضيين النادريين، لكن المشوار للعالمية طويل جدا ويتطلب حاجيات وإمكانيات ضخمة وكذلك يتطلب من السباح أن يكون عنده موهبة خارقة للعادة، وبالتالي نقص الإمكانيات وتطوير أو تحرير الرياضيين سبب رئيسي في تراجع الجزائر في المنافسات القارية والعالمية.
  • ما هي الأسباب الفعلية وراء تراجع مستوى الرياضة الجزائرية في شتى تخصصاتها بإستثناء المنتخب الوطني لكرة القدم؟
    كما أشرت سلفا، فإن سبب تراجع مستوى الرياضة بإستثناء المنتخب الوطني لكرة القدم، هذه الأخيرة هي رياضة الأكثر شعبية والأكثر وفرة من ناحية الإمكانيات و الرواتب الشهرية الهائلة التي يتقضاها اللاعبين والطاقم الفني والتقني، نهيك على أن معظم اللاعبين ينشطون في أندية أوروبية ذات مستوى عالي، دون ما ننسى دور المدرب الماهر والمشرف على الخضر جمال بلماضي، اتمنى لهم التوفيق في كل المباريات أما باقي الرياضات فهي تعاني من نفس المشاكل التي ذكرناها سالفا.
    * ما هي الحلول التي توَرنها مناسبة لإعادة النهوض بالرياضيات الفردية؟ *
    لابد أن يكون هناك تخطيط ووضع إستراتيجية وخارطة طريق واضحة المعالم يشارك فيها أعمدة الرياضة في الجزائر، وهنا أقصد الخبراء والرياضيين والمسؤولين وكل كفاءات الجزائر في الرياضة توفير الإمكانيات اللازمة مع النية الصافية بالدرجة الأولى.
السباح مهدي حمامة بإحدى المسابح في الجزائر العاصمة
  • لماذا يفضل الجزائري متابعة الخضر في المناسبات القارية والدولية على باقي الرياضات الأخرى؟
    لكل أمة ثقافتها الرياضية، وكرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية بدون ما ننسى دور وسائل الإعلام التي ساهمت بطريقة أو بأخرى في تكريس هذه الثقافة وعدم مبالاتها بالرياضات الفردية وغيرها.
    * من هو السباح العربي والعالمي الذي تعتبره قدوة لك؟
    أعتقد أن السباح سليم إيلاس من بين أكثر الأسماء وأقربهم لي وأعتبره قدوة في حياتي الرياضية.
    لماذا يتوجه معظم الرياضيين بعد نهاية مسيرتهم الرياضية لعالم السياسة؟ * شخصيا أستبعد الدخول في عالم السياسية، لكن لجوء الرياضيين بعد مسيرتهم الرياضية إلى للحياة السياسية، ربما يعود هذا حبا لإكتشاف هذا العالم نهيك عن البحث تحمل مسؤوليات أكبر.
  • صف لنا الأجواء في دولة قطر قبل وبعد الجائحة وفي ظل إستمرار الحصار عليها؟
    الأجواء في قطر مستقرة نسجل كل يوم حالات إصابة ككل دول العالم، عمليات التحسيس والتوعية مستمرة ومتواصلة، الشعب القطري كريم ويحترم الأجانب خاصة نحن الجزائريين، ولا يحسس الأجنبي بالغربة، نتمنى أن تمر علينا هذه الجائحة وتعود حياتنا لطبيتعها المعتادة.
    في الاخيرة أشكركم على هذه الإلتفافة الطيبة، ونحن في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، أتمنى لكم عيد سعيد كل عام وأنتم والأمة العربية والإسلامية بخير.
شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *