حوار_ أزمة كورونا والغزل الدبلوماسي الجزائري الصيني ودور المرأة الجزائرية.. إستفهامات يجيب عنها البروفيسور مصطفى خياطي
صوت الضفتين_ حوارات _ الجزائــــــر
الطاهـــر سهايلية_ أكد الدكتور “مصطفى خياطي”، رئيس مؤسسة ترقية الصحة وتطوير البحث في الجزائر في حديث خص به “صوت الضفتين” أن حكومة بلاده كانت سباقة في إتخاذ جملة من الإجراءات الصحية لمنع تفشي فيروس كورونا.
وفي رده على الغزل الجزائري_ الصيني في الآوانة الأخيرة، قال خياطي إن الجزائر لجأت للإستفادة من الخبرة الصينية التي أثبتت نجاحا في تعاملها مع الفيروس نهيك عن العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين.
وشدد الطبيب الجزائري، على ضرورة إحترام كل الإجراءات الوقائية بغية منع انتشار الفيروس، حين قال إن الكثير من الجزائريين اعتقدوا ان الحكومة أنهت أمر كورونا خاصة بعد رفع الحجر.
هذا ووصف خياطي إستراتيجية البريطانية التي تزعم أن المناعة الجماعية أنها حل للتخلص منم كوفيد.19 بالفاشلة مرجعا ذلك أن حكومة جونسون لم تستوةعب بعد خطورة كورونا.
- هل يمكن أن تطلعنا على آخر مستجدات فيروس كورونا في الجزائر؟
الأوضاع في الجزائر مستقرة لحد الساعة، فالأرقام قد تظهر للبعض مرتفعة مقارنة بالدول المجاورة لنا من ناحية الإصابات فلو نقارنها بعدد الوفيات سنجدها أقل بكثير حيث نسجل يوميا ما بين 8 و 5 حالات وفاة مقارنة بالإصابات التي تتراوح ما بين 160 إلى 190 إصابة.
في الحقيقة لما نرى الناس في الشوراع نقدر بأن الأرقام كان من المفروض أن تكون أكثر إرتفاعا بعد رفع الحجر تدريجيا لذلك نرجو من كل فئات المجتمع أن ينصتوا لنصائح الأطباء، لأن الكثير منهم بعد رفع الحجر ضربوا بنصائح الاطباء عرض الحائط، واعتقدوا أن الأمر قد حسم فيه وهذا في الحقيقة خطأ كبير تسبب في إرتفاع الإصابات، وربما يعود للتوعية وكذلك في عدم التحسيس من طرف وسائل الإعلام. - هل الحكومة الجزائرية قادرة على مجابهة هذا الفيروس رغم هشاشة المنظومة الصحية؟
صحيح أن المنظومة الصحية في الجزائر تعيش بعض النقائص في التسيير والتنظيم ولكن هذه الجائحة خلقت مشاكل لكل المنظومات الصحية في العالم، وبالتالي من الصعب التكهن ربما يكون فيه أشياء خاصة للجزائر. هناك تجارب أنية وهذا يعطينا الفرصة لربما نستعمل بعض التجارب.
يجب أن نعترف بأنه كان هناك بعض الإجراءات الإستباقية لمنع تفشي الفيروس حتى نتجنب السيناريوهات الأفظع والأقوى من الحالة التي نعيش فيها مقارنة لما شهدناه في دول أوروبية.
اليوم الجزائر تحتل ربما المرتبة 3 أو 4 في إفريقيا من ناحية الإصابات والوفيات وهذا يعود لإرتباط الجزائر بالكثير من الدول سوى كانت الصين أو أوروبا الغربية التي ضربها الفيروس بصفة مباشرة وحدثت فيها كوارث كبيرة.
لو نقارن أنفسنا مع هؤلاء نرى أن الجزائر كانت محظوظة لأن عدد الإصابات بأقل بكثير مقارنة لما هو واقع في تلك الدول وبالتالي نستطيع القول أن هذه الجائحة لم تكن بمستوى هذا العنف الذي كان في أوروبا. ولهذا فالبرغم من هشاشة المنظومة الصحية إستطاعت الحكومة الحالية أن تقف وتؤدي بعض مهامها. - ما تقييمك لأداء وزارة الصحة الجزائرية في تعاملها مع كوفيد_19؟
وزارة الصحة هي مؤسسة تضم مجموعة من المختصيين في شتى التخصصات يترأسها وزير معروف عنه الصراحة، وهو رجل نقي وله ماضي مشرف، يقصد – عبد الرحمان بن بوزيد- وهو شخصية جديدة على الوزارة، حيث حاول أن يعطي نفس جديد لهذه المنظومة إلا أن هذه الأخيرة تضم مجموعة من الأشخاص الذين قضوا أكثر من 20 سنة تعودوا على روتين قديم، بحيث الآن أصبحوا غير قادرين أن يعطوا شيء جديد لهذه المنظومة التي هي بحاجة لنفس جديد تواجه به التحديات الكبرى.
نشاطات وزير الصحة، كانت في المستوى، شهدناه يجوب البلاد شرقا وغربا، شمالا وجنوب في شتى أنحاء الوطن. شخصيا لأول مرة أتعامل مع وزير يستمع للأفكار والمقترحات ويناقشها بتواضع عكس الوزراء الذين سبقوه - شهدنا إرتفاع حالات الإصابة منذ رفع الحجر الصحي فيما تراجعت وفيات.. مما زرع الخوف لدى المجتمع.. أي قرارات ستتخذها السلطات الجزائرية لو تأزم الوضع أو بقى على حاله؟
الحكومة الجزائرية بين المطرقة والسندان.. المطرقة هي كوفيد.19 والسندان هو الحالة الإقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، وهنا أقصد تلك الحالات التي تضم الجزائريين الذي لا يتقاضون راتبا شهريا. ولهذا نجد أن الحكومة قامت بتقليص الحجر الصحي ولكن الكثير من المواطنين لم يفهموا أن هذا الإجراء إنساني وهذا كان خطأ كبير من طرف المواطنين لما خرقوا كل قواعد الوقاية ربما لقلة الوعي لدى هؤلاء وكذا إنعدام التحسيس. هذه السلوكيات هي ربما وراء الأرقام التي نراها اليوم لذا لجأت الدولة سارعت لإدخال بعض الإجراءات الصحية بعد إرتفاع حالات الوفيات. كالتوجه نحو المعالجة بدواء كلوركين وبالتالي هذه الطريقة سمحت بحماية الكثير من النفوس وتقليص عدد الوفيات ومن هنا رأينا الكثير من الدول تفطنت وأصبحت تعالج بالكلوركين بعدما كانت الجزائر السباقة في تجريبه وهو أمر إيجابي يعود للجزائر.
نرجو من المواطنين الحيطة والحذر، وعدم الإستهتار بهذا الفيروس الخطير واحترام كل الإجراءات الصحية، كإرتداء الأقنعة ووضع الكمامات وإحترام المسافات. لأنه في الأخير ستبقى السيادة للقانون، لأنه لا نستطيع أن تبقى الامور على مستوى الناس بمحض إرادتهم، هذه السلوكيات فيها مس بحرية الآخرين ومس بصحة الآخرين خاصة أولائك الذين يحملون الفيروس ولا تظهر عليهم الأعراض. ولهذا الرجوع للقانون أصبح حتميا بالنسبة إلينا أمام أمن صحي خطير جدا لا يمكن أن نناقش فيه. - لماذا تستنجد الجزائر كل مرة بالصين لمواجهة أزماتها.. رغم أن جارتها الشرقية نجحت في احتواء الأزمة نسبيا رغم نقص الإمكانيات وضعف المنظومة الصحية.. إلى ماذا يعود ذلك هل هو فشل نخبوي حكومي أم له أبعاد أخرى؟
لا يمكن أن يختلف إثنان عن الآخر في ان الجزائر تجمعها علاقات تارخية مع الصين، وهذه الدولة إستطاعت ان تقضي على هذا الفيروس، وهي اليوم تزود معظم دول العالم بالأقنعة والمواد الطبية التي رأينا دول متقدمة تقرصن سفن بأكملها لتغطية حاجياتها.
الأقنعة لم تعد مشكل في الجزائر فمجمع غيلزان أصبح ينتج 10 آلاف قناع يوميا، فقط الصين اليوم مخزن ومعمل يقدم تقريبا 70 أو 80 بالمائة من احتياجات العالم والجزائر بحاجة لهذا البلد للإستفادة من خبرته الصحية للقضاء على كورونا.
ربما الأزمة التي يمر بها العالم اليوم ستغير الكثير من المواقف الدو لية بعد هذه الجائحة، لأن في ميدان الأمن الصحي لا تستطيع أي دولة االتخلي عن احتياطاته الصحية.
فقط كان بإمكان الجزائر مثلا أن تقوم بما قامت به الكثير من الدول الإفريقية كبوركينافاسو والبنين حيث جندت كل الخياطين لإنتاج كمامات بغية تغطية إحتياجاتها. - ماهي نصائح يمكن أن توجهها للرأي العام الجزائري أو الدولي بغض النظر عن تلك التي يطرحها الخبراء كل مرة؟
نحن أمام تحدي خطير لم تشهد له الإنسانية من قبل لهذا يجب أخذ الأمر بجدية واحترام شروط الوقاية الصحية المنصوص عليها من طرف منظمة الصحة العالمية كوضع الكمامة والتعقيم المستمر واحترام المسافة المحددة بمتر على الأقل هذا الثالوث من شأنه أن يحمينا من هذا الفيروس الخبيث.
ضرورة استعمال هذه الإجراءات حتى نخرج من هذه المعضلة التي يبدو أنها ستطول إذا ما وجد لقاح في أقرب وقت ممكن. - ما رأيك في مناعة القطيعة التي إتخذتها الحكومة البريطانية كحل استثنائي لهذا الفيروس؟
- حقيقة الخطة البريطانية أثبتت فشلها ورأينا كيف أن حكومة “بوريس جونسون” تراجعت عن إعتمادها لأن معظم الدول لا تعرف الكثير عن هذا الفيروس عكس الأمراض المعدية التي انتشرت بين البشر في وقت سابق ولا تزال لحد الساعة إلا أن العقل البشري توصل لإيجاد لقاح لهذه الأمراض.
لهذا أعتقد أن الحكومة البريطانية تسرعت وأخطأت التقييم في معالجة هذا الوباء لذا نجدها اليوم تعمل على البحث عن بروتوكولات لمعالجة المصابين بغية تصحيح ما نجم عنها من قراءة خاطئة لكوفيد.19.
- حبذا لو تحدثنا قليلا عن كتابك الجديد باللغة الفرنسية والذي لم يصدر بعد عن المرأة الجزائرية؟
ربما الحديث عن الكتاب سابق لأوانه، لأنه لم يصدر بعد وكان من المقرر أن يتم عرضه في المعرض الدولي للكتاب في باريس إلا أنه تم تأجيله بسبب تفشي فيروس كورونا في فرنسا.
يبتسم.. لكن ما دمت ملحًا على معرفة ذلك فسأعطيك نبدة مختصرة عنه، الكتاب يتحدث عن نساء الجزائر الذين برزوا خلال تاريخ الجزائر من بداية التاريخ إلى غاية يومنا هذا، تحدثت عن حوالي 400 إسم حيث أعطيت تقديم وجيز لكل مرأة، لذا فالكتاب يتحدث عن نساء مكافحات سجلنا أنفسهن في التاريخ بأعمال مختلفة سوى تعلق الأمر بنشاطاتهم السياسية أو النضالية خلال الحقبة الإستعمارية أو الفكرية أو الخيرية. ربما سنتحدث أكثر وبتعمق عن الكتاب حالما يصدر في العاصمة الفرنسية باريس.