الورقة السياسية: لا يجب أن ننسى الخيانة!!
صوت الضفتين-الورقة السياسية بقلم نزار الجليدي مدير الموقع
فعلا ما مر من تنديد حول الحوار الأخير لرئيس الحكومة في ظهوره الباهت والذي اتفق الأغلبية أن أداءه خلال هذا الحوار كان بائسا بؤس المشهد السياسي التونسي، هو تاريخ هذا الحوار.
إنه يوم 12 ماي هذا اليوم كان عيدا وطنيا تخلد فيه تونس يوم الجلاء الزراعي.
إن الطبقة الحاكمة منذ 2011 بذلت جهدها لطمس معالم تاريخ تونس لتكتب تاريخا مزيفا وتنسف كل المعالم المضيئة في تاريخنا.
أن يظهر رئيس الحكومة ليستجدي تلميع صورته أمام أسياده على قناة فرنسية هو خيانة للأوائل من الشهداء اللذين سقطوا برصاص المستعمر دفاعا عن أراضيهم الفلاحية التي حضر المعمرون لاغتصابها وتكريس استعمارهم.
الإستعمار الفرنسي لتونس كان زراعيا كذلك، وكانت آخر لبنات بناء الإستقلال هو الجلاء الزراعي ذات 12 ماي 1964.
هذا ما نسيه السيد رئيس الحكومة أو “حاول الإعتذار عنه” لأنه أداة لإستعمار جديد يدق على أبواب تونس بتواطئ من أمثاله من مزدوجي الجنسية واللذين يتسابقون لإرضاء الشركات والتجمعات المالية التي كانوا يشتغلون لديها وقدموا مفوضين لخدمة مصالحها على حساب مصالح الوطن.
ظهورك يوم 12 ماي خيانة لباكورة شهداء الوطن في ملحمة التحرير، الفلاحون والمزارعون ومن اغتصبت أراضيهم الذين سقطوا دون حسابات حزبية، وحتى قبل تشكل الأحزاب الوطنية لتقود معركة التحرير، وإنما استشهدوا دفاعا عن الأرض وكانت بالنسبة لهم العرض والوجود وكل الوطن.
ما كان لك أن تخون ذاكرتهم وتغتصب يومهم الذي سيبقى خالدا رغما عنك وعن أسيادك اللذين نصّبوك.