العثمانيين الجدد و المخطط الاخواني .. - صوت الضفتين

العثمانيين الجدد و المخطط الاخواني ..

صوت الضفتين-مقال رأي بقلم سمير باشا

      لعل الكثير من المتضررين من تدخلات السلطات التركية في المنطقة والعالم يجهدون للبحث عن كيفية إفشال والرد على مشروع العثمانية الجديدة الذي يستهدف الأمن والاستقرار في المنطقة وينشر الإرهاب والفوضى ، وكذلك سبل حماية شعوبهم ومناطقهم ودولهم وكذلك العالم من الإرهاب  كأحد أدوات السلطة التركية ( حزب العدالة والتنمية + الحركة القومية التركية + أ رغنكون ) لتقوية نفوذه وتأثيره وإطالة سلطته.

     لعله من المفيد ذكر إحدى الإمارات الكردية التي كانت عددهم تزيد عن الخمسين والتي كانت تتواجد منذ أيام الخلافة العباسية ومنها إمارة راوندوز أو ( صوران ) بالإضافة إلى ذكر معاهدة أرزروم أو أرضروم .

    بعد تقسيم الأراضي الكردية بين الصوفيين و العثمانيين عام 1639 م في اتفاقية  قصر شيرين. تم التفرغ من قبل كل أمبراطوية  للقضاء أو إضعاف النفوذ الكردي في مناطقهم ، وتم القضاء على رواندوز مركز إمارة صوران سنة 1837 م القريبة من الحدود الصفوية والعثمانية حينها ( التي تقع حالينا على الحدود بين تركيا والعراق وإيران القريبة من جبال قنديل و زاغروس ) من قبل الصدر الاعظم رشيد باشا وذالك بعد أن تعاون الصفويين  و العثمانيين بوساطة أنقليزية حول ذالك وجلب العثمانيين 110 ألف عسكري وجلبت إيران 40 ألف عسكري في مقابل 30 الف عسكري للاكراد في رواندوز  بالإضافة إلى استغلالهم و استخدامهم الدين كوسيلة لخلق الفتنة في المعركة علمًا أنه لولا الكرد لما تمكن الأتراك من التواجد في المناطق القريبة من الأناضول وثم من دخولها أيام البيزانطينبين فهم الذي سمح لهم بالتواجد علمًا أن معركة ملاز كرد 1071 م وجالديران 1514 م قادها الكرد  والترك معًا لكن بعد تمكن الترك كان لهم كلمته النابعة من رغبتهم بالسلطة والهيمنة والاستغلال .

    وفي عام  1847 م تم توقيع معاهدة أرضروم  بين الدولة القاجارية  الإيرانية والعثمانية ، بوساطة بريطانيا و الإمبراطورية  ألروسية , والتي رسمت الحدود بينهما من الخليج العربي حتى جبال أكرى في شمال كردستان( جنوب شرق تركيا ) على الحدود الأرمينية  وتم التأكيد في هذا الاتفاق عل محاربة الكرد على طرفي الحدود في وكذالك العرب في مناطق عربستان  ودولتها الكعبية  في الأحواز .

     ولعل معرفة مصير الجلاليين في الأناضول و إمارة كلّس للكرد المنديين والجنبولاطيين التي تشل عفرين وإعزاز وكذالك المعنيين الذين يعتبرون من مؤسسي لبنان الحديثة الذين أدركوا أن الاحتلال العثماني ليس له علاقة بالإسلام  و أخلاقه وقيمه وإنما يستغله ويستعمله للنهب و لأهدافه السلطوية والتحكمية .

     وكذلك قتل الترك ( المماليك البحرية حينها ) حفيد الناصر صلاح الدين الأيوبي آخر السلاطين الأيوبيين سلطان كردستان والشام ومصر السلطان توران شاه في سنة 1250م حرقًا وغرقًا وتمثيلا بجثته في مصر بعد أن قدم من حصن “ حسن كيف ” في شمال كردستان وانتصر على الحملة الصليبيين في المنصورة شمال القاهرة.

     ومنذ انهيار الإمبراطورية العثمانية وإنشاء ما تسمى تركيا ومنذ صدور الدستور عام 1923 م بريادة الاتحاد والترقي كبيدق وكتمهيد لقيام إسرائيل وكمشروع لضرب قيم تقاليد التحالفات الديمقراطية بين الشعوب.

     كانت تركيا تقوم على سياسة الإبادة والتطهير العرقي بحق كافة الشعوب من الأرمن و الكرد والعرب والروم والسريان الأشوريين لخلق نموذج ونمط الدولة القومية الأحادية و الإقصائية التي تجسد أحد دعامات نظام الهيمنة العالمية في المنطقة وخصوصًا بعد عام    1952 م  وكذالك تجسد الموروث الداعشي من هجمات المغول و التتار والهون من أسلاف الترك.

     ومنذ إيصال العدالة والتنمية للحكم في عام 2002 م  ووصول أردوغان في عام 2003  م كمشروع وكفرع مرن متتم للفرع “ا لقاعدة ” للإسلام السياسي من قبل النظام العالمي. وهو يحاول استخدام مقدسات الشعوب وأديانهم لخلق الفتن والتفرقة للبقاء في الحكم ولتنفيذ مشاريعه التي تخدم سياسيًا من يريد إضعاف شعوب المنطقة والسيطرة عليهم وعلى مقدراتهم.

     وفي حالة ما يسمى الربيع العربي قام متعهد الشرق الاوسط الكبير أردوغان حسب قوله عام 2006 م بالتدخل في المنطقة وجمع كل حركات الإخوان المسلمين الحواضن والمفرخين لداعش ، ولكل الإرهابيين من التسميات المختلفة من السلاطين العثمانيين في تركيا ، وعمل جاهدًا على جلب ما يستطيع من اللاجئين السوريين و استغلال أوضاعهم السيئة نتيجة الحرب لاستخدامهم كأدوات وأوراق لحروبه مع شعوب المنطقة ومع أوروبا والقوى العالمية ، وفتحت السلطة التركية للإخوان العديد من المنصات الإعلامية في اسطنبول وحدها أكثر من 20 قناة تلفزيونية ووسيلة إعلامية التي تبث الكذب والنفاق والكراهية والفتن لأضعاف المنطقة للسيطرة عليها وعلى مواردها ولاستخدامه داخليًا لتقوية وتثبيت وجوده في الحكم بسبب أزماته الداخلية والخارجية الكثيرة.

     وها هو يمثل أكبر مستثمر والصاحب والمرشد الفعلي لكل الارهاب في المنطقة وحتى أن أبو بكر البغدادي كان يتواجد في مناطق نفوذه وعلى مقربة 5 كيلو متر من حدوده و إبراهيم القرشي أو المولى متزعم داعش الجديد الذي هو تركماني من تلعفر دخل في الأيام الأخيرة إلى العراق بعد التنسيق والتدريب في تركيا مع حزب العدالة والتنمية والمخابرات التركية.

     وما يظهر في ليبيا من المجاميع الإرهابية ركبوا الطائرات التركية وعبروا المدن التركية لقتال الشعوب في شمال أفريقيا كلها والمنطقة وليس فقط ليبيا ، بل أن المناطق التي احتلتها تركيا في شمال سوريا وبتوافق روسي وأمريكي مصلحي بحت أصبحت معسكرات لتدريب الإرهابيين لضرب استقرار العالم في المشرق والمغرب ، ومن المؤكد أن شهية أردوغان  للاحتلال والتمدد زادت وفتحت اكثر عندما رأى ان المجتمع الدولي والدول الاقليمية لا يحرك ساكنا عندما أحتل عفرين وهجر أهلها وعمل على تغيير ديموغرافتيها  بإسكان التركمان والإخوان وأهالي المرتزقة بدل أهلها الأصليين الكرد السوريين.

     ولعله يمكننا القول أنه عندما تحالف الكرد بجغرافيتهم مع بلاد الشام ومصر كان للمنطقة كلمتها وانتصارها أيام صلاح الدين وعندما قام المصريون ايام إبراهيم باشا وتحالف جغرافيتهم مع بلاد الشام وجغرافية الكرد كان للمنطقة أيضًا كلمتها وتم سحق جيش العثمانيين في واقعة حمص ومعركة نصيبين عام  1839 م و ومن بعدها في معركة قونية وهزيمة جيش العثمانيين بقيادة الصدر الأعظم رشيد محمد خوجا باشا وأصبح الطريق سالكًا الى الأستانة. وبذالك تم الانتقام و الثأر للسلطان طومان باي ولشعب مصر والحجاز والشام والرد على هزيمة مرج دابق وخيانة خير بك والي حلب. وكاد إبراهيم باشا أن ينهي آل عثمان لولا تدخل البريطانيين والفرنسيين والروس حينها ورغبتهم في المحافظة على الرجل المريض.

    أن كان خير بك أيام مرد دابق سببًا لقتل لهزيمة المماليك البرجية ( الشركس ) و قانصوه الغوري و لفتح الطريق للاحتلال العثماني فإن ما يمثل خير بك الآن هو ما يسمى “الأخوان المسلمين ” و     ” الائتلاف الوطني ألسوري ”  في سوريا و ” النهضة والوفاق ” في تونس وليبيا و” آل حمد ” في قطر وغيرهم و يمثله مرتزقة أردوغان من الدواعش والنصرة و ما يسمى ” الجبش الوطني السوري ” الذي شكله مخابرات أردوغان بتعدد فصائله وما يمثله كإنكشاريين جدد للسلطان العثماني الجديد أردوغان .

ولعلنا نستطيع القول أن مرج دابق قامت من جديد وهي  الآن  في شمال سوريا في عفرين وراس العين ( سرى كانية ) وتل أبيض( كرى سبي ) وجرابلس والباب وإدلب خصوصًا إذا علمنا أن تركيا اختارت تاريخ 24 أوت الموافق لتاريخ معركة مرج دابق التاريخية للدخول واحتلال أول مدينة سورية جرابلس ، وكذالك معركة نصيبين وقونية  قامت وتجددت وهي مستمرة منذ 15 أوت  1984 م في شمال كردستان( جنوب شرق تركيا ). فمن يريد أن لا تحتل أرض الحجاز ومصر وشمال أفريقيا مرة أخرى من قبل العثمانيين الجدد ومن يريد أن لا يكرر الصفويين والعثمانيين اتفاقيات أخرى مثل أرضروم عليه أن يقرأ و يستخلص الدروس من التاريخ وعليه أن يدرك أن قطع الفروع وترك الاصل لا يجدي ، سينمو مرة أخرى وأن قطع الجذع يبدأ من عفرين و من جنوب شرق تركيا ووقف الإبادة والتطهير العرقي لأن تركيا قامت على إنكار وإبادة الشعوب .

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *