أبناء البحر.. قصة أطفال مصريين تركوا مقاعد الدراسة بحثا عن قوتهم اليومي في عرض البحر (فيديو)
صوت الضفتين_ مصــــر
إعداد: إبراهيم رياض تحرير: ط.س
يحكي هذا المقال الذي رصده لنا الصفي المصري، إبراهيم رياض، عن أطفال مصريين تخلوا عن مقاعد الدراسة وهبوا للبحر بحثا عن قوتهم اليومي لإعانة عائلاتهم التي لا تزال تعاني من سوء المعيشة وذلك بعد تردي الأوضاع الإقتصادي في مصر.
أبناء البحر كما أطلق عليهم الصحفي والمصور إبراهيم رياض، هم أطفال خالفوا رغبة آبائهم في استكمال التعليم. هو مشهد يتكرر يوميا بمدينة الإسماعيلية.
- العلاقة المعقد بين التعليم والتنمية
تتفق عقارب الساعة مع الشمس للإعلان عن بداية يوم جديد بأن تشق الشمس الظلام لتبدده وتحيله نهارا مضيئا، هناك خلف النباتات القصيرة على شاطئ البحر وفي الجهة المقابلة للشمس يجلس طفل في عقده الأول من العمر، يمسك بورقة عليها خربشات من حبر لا يمكنه فهمه، ولم تتمكن الشمس رغم كل هذا الضوء من تفسير تلك العبارات له، فيفقد شغفه بها ليلقيها على الأرض مهملة مثل العديد من الأشياء الأخرى في حياته، وربما يكون هذا هو الشئ الوحيد الذي تحتاج فيه الشمس لمصدر آخر للنور لإضاءة عتمته، ألا وهو نور العلم.
كان هذا هو الدافع الذي دفع اليونسكو لكتابة تقرير مطول عن التعليم من أجل الناس والكوكب، شارحين ذلك بأنه صنع مستقبل مستدام للجميع يستكشف العلاقة المعقدة بين التعليم وأجندة 2030 للتنمية المستدامة الجديدة، والتي تغطي ست ركائز أساسية – الكوكب والازدهار والناس والسلام والمكان والشراكات.
يوضح هذا التقرير أن التعليم لن يحقق كامل إمكاناته إلا إذا زادت معدلات المشاركة بشكل كبير، كما يحذر من التأثير المدمر الذي يحدثه تغير المناخ والصراع والاستهلاك غير المستدام والفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء على التعليم، لكن العادات المتوارثة في مدينة الاسماعيلية في مصر لاتزال عقبة في سبيل تحقيق تلك المحاولات من قبل الحكومة المصرية.
الجدير بالذكر في تلك الحالات هو إصرار الطفل على التسرب من التعليم حتى مع محاولات الأهل ذاتهم، عكس المعروف سابقا.يرى الأطفال في البحر ملاذا آمنا، وفي اتباع نهج الآباء والأجداد في العمل بالصيد طريقا ممهدا، ورغم المشقة التي يواجهونها في هذه المهنة إلا أنهم يختارونها راضين مرحبين، في ثقافة تنتشر بين أطفال هذه المنطقة.
وفي خضم تلك الرحلة يواجه الأطفال مشكلات آخرى، منها مجابهة سارقي الغزل الذين يتحينون الفرصة للإنقضاض على معدات الصيد في القوارب الصغيرة والاستيلاء عليها في غفلة من أصحابها، وبيعها ضمن سوق سوداء مشبوهة.
الفيديو تجدونه أيضا عبر الصفحة الرسمية للموقع فيسبوك واليوتيوب.