أخصائية في البرمجة العصبية: الحجر الصحي سيبقى سابقة في ذاكرة البشر
صوت الضفتين_ حوارات
ط.س_ ترى الإخصائية في البرمجة اللغوية والعصبية، الدكتورة حنان مدفعي، أن العودة التدريجية التي تشهدها بلدان العالم، ستكون صعبة نوعا ما على المجتمعات التي تعودت على نمط حياة تقليدي قبل إنتشار الفيروس.
وأشار الدكتورة في حوار خصت به “صوت الضفتين”، أنه وجب على المجتمعات أن تغير من سلوكياتها وتقبل بالأمر الواقع وأن تتعايش مع الفيروس دون خوف وهلع، مؤكدة على أن فرض الحجر الصحي على البشر سيبقى سابقة في ذاكرتهم.
- ما المقصود بالبرمجة اللغوية العصبية؟
البرمجة اللغوية والعصبية هي مجموعة من الطرق والأساليب والمهارات لتطوير السلوك الإنساني نحو الإبداع والتميز لتحقيق السعادة والنجاح، تساعد الفرد على كيفية مواجهة الأزمات والتعامل إيجابيا معها LA PNL.
هناك عدة قوانين وتقنيات في PNL لمواجهة حالات الخوف والتوتر والهلع وأول شيء هو الإيمان بأن لا شيء يحدث في الكون هو من قبيل الصدفة أو خارج القوانين الكونية، فلكل سبب نتيجة، الوباء كان مفاجئة غير سارة للعالم بأسره و بالتالي فرض الحجر الصحي صوت في جميع أنحاء العالم، لذلك ليس لدينا خيار غير تقبل الأحداث والتعامل مع الواقع، وبوضع جديد يعني سلوكيات جديدة ( التغيير).
- ما هي سلبيات وإيجابيات الحجر المنزلي؟
للحجر الصحي سلبيات وإيجابيات المستفيد الوحيد من الحجر الصحي هي الأرض، لقد تخلصت هذه الأخيرة من التلوث البيئي وعادت الأرض تتنفس هواء نقيا من سلبياته وفاة الآلاف من الناس ومرض آلاف آخرين، تدهور الإقتصاد وفقدان موارد الرزق عند العديد من الناس.
الإنسان يرفض ما هو مفروض وبالتالي يصبح يرغب فيه، لذا فكل مفروض مرفوض وكل مرفوض مرغوب، فالرفض أو المقاومة ليسا الحل لأننا عندما نقاوم نحن نجذب ما نقاومه، أما الإنسان يقاوم كل شيء، وبما أننا ليس ليدنا حل فيجب تقبل هذا الأمر والتعايش معه.
وهنا عندنا يجب أن أنسجم وأساير ما يجري مع ظروف الحياة لكي نعبر به ومعا هذه الفترة هذه المحنة وعوض أن أقاوم وأرفض يجب الإنجذاب والمطاوعة والمرونة وأفضل احتمال هو أن نعبر مع التيار للنفاذ منه لذا أتقبل و أنوي التغيير.
• تشهد الكثير من الدول عودة تدريجية للمدارس أي نصائح يمكن توجهها للأولياء على أبنائهم من ناحية النفسية؟
كل المعطيات تغيرت واضطررنا للبقاء في بيوتنا ولفترة طويلة لم نعتد عليها، و البقاء بالبيت مع الأطفال والآباء فهذا ليس سهلا خاصة إذا كان هناك أطفالا ، متعودين على الخروج والذهاب إلى المدارس والزوج إلى العمل، إلا أن الوضع فرض علينا البقاء والتعايش مع هذا الوضع فوجدت نفسها المرأة مثقلة بالعمل في البيت تحضير الأكل والتنظيف والأطفال و” ضجيجهم” وطلبات الزوج، خاصة أن كان البيت صغيرا أو ضيقا فهي معاناة بالنسبة للأم ويخلق حالة من التوتر والضغط النفسي الذي بدوره يمكن أن يصل إلى العنف فما الحل؟
للتخلص من الإحساس بالمعاناة ما علينا إلا أن نسلم ( تقنية التسليم/ السماح بالرحيل) وهي تقنية تعمل على تخفيف التوتر وتحررنا من التعلقات ( عاداتنا اليومية) التي عادة ما تكون السبب في معاناتنا، لأننا نحن من نتحكم في مشاعرنا من خلال الرغبة في التحكم في كل شيء من حولنافإننا نهدر طاقتنا و نعقد حياتنا وصفاءها، التحلي بالتسليم، بدلا من أن ألعن الظلام فلأشعل شمعة.
- تقوم المرأة بالكثير من المسؤوليات خاصة في هذا الشهر.. أي نصائح توجهينها للمرأة يمكن أن تستفيد منه؟
جميل جدا أن نتشارك في تحمل أعباء البيت، رمضان شهر الرحمة فلنساعد بعضنا وكل فرد يمكن له المساعدة و القيام بعدة أشياء مع بعضنا، خلق أجواء المشاركة مع بعض في كل شيء، تحضير بعض الوجبات السهلة مع الأم والأم كذلك يجب أن تسمح للأبناء مشاركتهم لها و تعطي لكل فرد في العائلة دور ومسؤولية على حسب سنه وقدرته.
• ينتاب المجتمع الدولي الخوف والهلع بسبب هذا الوباء الخبيث.. أي حلول لإمتصاص هذا الخوف وبعث الطمأنينة للمجتمع؟
الحجر فرصة للتقارب ويجب اعتباره كذلك والعمل على ترك ذكريات لطيفة ستبقى في الذاكرة لأن الحجر لن يدوم فنحن اليوم في مرحلة العودة التدريجية للحياة العادية.
العودة التدريجية للحياة لا يعني أننا سنعود مثل قبل، لقد اكتسبنا سلوكيات جديدة وتعودنا عليها أيضا ويجب أن تستمر مثل الخوف، الخوف عنصر هام خلال فترة
الحجر وبعده، فالخوف نجانا من العدوى : عدم الخروج، التعقيم المستمر لكل شيء، غسل اليدين، عدم التسليم باللمس والقبل، كذلك الخوف سيبقى معنا بعد الحجر الصحي.
كما لعب الخوف دور المنجي فإنه لعب أيضا دور أهمية وجود الآخرين وفقدانهم في حياتنا، فالحياة بدون الآخر تفقد قيمتها.
إننا نخاف على من نحبهم لذا يجب أن نبقى ملتزمين ومحترمين ومتبعين نفس سلوكيات الوقاية من العدوى، احترام المسافات، غسل اليدين، عدم المصافحة والعناق.