مطالب قابس من أجل بيئة سليمة.. حتى لا يتسلل الإخوان إلى الحراك السلمي - صوت الضفتين

مطالب قابس من أجل بيئة سليمة.. حتى لا يتسلل الإخوان إلى الحراك السلمي

تونس – صوت الضفتين  

شهدت مدينة قابس ليلة أمس محاولة حرق مقر المجمع الكيميائي، في تطورٍ خطيرٍ للاحتجاجات الشعبية التي تعيشها المدينة منذ أسابيع، على خلفية تكرار حالات الاختناق والتلوث البيئي الذي يهدد حياة سكان الجهة.

 قابس تختنق بين الاقتصاد والغازات

تعاني قابس منذ عقود من تدهور بيئي حاد بسبب التلوث الصادر عن المركب الكيميائي، الذي غيّر وجه المدينة التي كانت يوماً ما واحة خضراء ومتنفساً طبيعياً فريداً.
لكن في المقابل، يمثل هذا المركب شرياناً اقتصادياً حيوياً ليس فقط لقابس، بل للجنوب التونسي بأكمله، حيث يوفر آلاف مواطن الشغل ويساهم في الاقتصاد الوطني.

ولذلك، فإن الحلّ لا يمكن أن يكون عبر الإغلاق أو التصعيد، بل عبر إيجاد مقاربة شاملة توازن بين النجاعة الاقتصادية والعدالة البيئية، بما يضمن حماية صحة السكان واستمرار الإنتاج الصناعي.

 احتجاجات شرعية لكن…

يؤكد العديد من الناشطين أن تحركات الأهالي مشروعة ومبنية على مطالب حقيقية تتعلق بالحق في الحياة والبيئة السليمة، خاصة بعد تكرار حالات الاختناق والانبعاثات الغازية السامة.

غير أن المراقبين يحذرون من محاولات بعض الأطراف السياسية، وعلى رأسها جماعة الإخوان (حركة النهضة)، الركوب على هذه التحركات وتوجيهها نحو مواجهة مفتوحة مع السلطة، كما حدث في محطات سابقة.

 الحوار… الطريق الوحيد للتهدئة

المطلوب اليوم من السلطات التونسية هو فتح حوار جدي ومسؤول مع المجتمع المدني والمنظمات الوطنية مثل الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمة الأعراف، إضافة إلى المثقفين والشخصيات الاعتبارية في قابس، لإيجاد حل واقعي ومستدام قبل أن تنزلق الأوضاع نحو العنف أو الفوضى.

فـ البيئة ليست ملفاً تقنياً فقط، بل قضية حياة وكرامة، ويجب أن تُدار بمنطق المشاركة لا بالمواجهة، حفاظاً على أمن المدينة واستقرارها الاجتماعي.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

French