سوريا.. الهجري يدين “الاعتداء الإرهابي” في جرمانا وينتقد السلطات

أدان الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، الثلاثاء، “الاعتداء الإرهابي” الذي استهدف مدنيين في منطقة جرمانا جنوب البلاد، واصفاً إياه بـ”العمل المقيت الذي لا هدف له سوى بث الفتنة وشق الصف”، كما انتقد أداء “السلطة المؤقتة” تجاه الأحداث.
وقال الهجري في بيان نشرته شبكة “السويداء 24”: “ندين هذه الاعتداءات الإرهابية على الأبرياء الآمنين، فهي لا تُبرّر بأي شكل، وتهدف فقط لنشر الفوضى والتحريض الطائفي”.
وأضاف: “للأسف، نرى أبناء وطن واحد يخونون ويتهمون بعضهم بعضاً، بينما يتم استهداف من يطالب بحقه أو ينتقد، من جهات متطرفة مرفوضة تدّعي تمثيل تيارات أو طوائف”.
وحذّر الهجري من خطورة التحريض على الأديان والمعتقدات والطوائف، قائلاً إن هذه السلوكيات قد تشعل فتناً “لن يسلم منها أحد”، وأكد أن “سوريا بتنوعها الديني والثقافي كانت ولا تزال أرضا للأصالة والحضارة”.
وانتقد الهجري غياب أي مسار حقيقي للعدالة الانتقالية أو خطوات ملموسة لبناء دولة القانون والمواطنة، قائلاً إن البلاد لا تزال تعيش تحت وطأة “فكر الإقصاء واللون الواحد”.
وتابع: “لم يعقد مؤتمر شعبي حر، ولم يصغ دستور يمثل تطلعات الشعب، وما زلنا نعيش في ظل فساد النظام السابق، وربما بشكل أعمق وأكثر طائفية”.
وشدد على أن العدالة الانتقالية لا تعني فقط المحاسبة، بل تتطلب توزيعا عادلا للمهام والفرص، دون انتقام أو تبرير للفتن، داعياً إلى “محاسبة كل من ارتكب جرائم، سابقا أو لاحقا، ومعالجة أسباب الإجرام جذريا”.
وتساءل عن سبب تعطل عمل الدوائر الحكومية حتى الآن، منتقداً أداء “السلطة المؤقتة”، ومتسائلاً عن قراراتها “الغامضة”.
واختتم الهجري بيانه بدعوة “أبناء الوطن إلى نبذ الفتن، والتعاضد، وتعزيز المحبة، رافضاً أي تعاون مع جهات إرهابية أو إقصائية”، مؤكدا أن “كل مخطئ يحاسب بصفته الفردية، ولا يمثل جماعته أو طائفته”، مشدداً على ضرورة وقف التحريض والمجازر بحق الأبرياء.
وقتل 14 شخصا على الأقل بينهم سبعة مسلحين محليين دروز، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في اشتباكات ذات خلفية طائفية اندلعت ليل الاثنين الثلاثاء في جرمانا قرب دمشق، وتعهدت السلطات بـ”ملاحقة المتورطين” فيها.
ووقعت اشتباكات جرمانا عقب انتشار تسجيل صوتي نسب إلى شخص درزي يتضمن إساءات إلى النبي محمد.