“حواري” رسول الله لقب “الزبير بن العوام” نموذج أوجز قروناً لبلوغ ما حققناه في ظرف عقود قليلة
“حواري رسول الله” صلي الله عليه سلم كثيراً سمعنا عن هذا اللقب عن “الزبير بن العوام ” أطلقه عليه رسول الله لأنه الُمقرب والمُخلص له فهو من السابقين الأولين والعشر المبشرين بالجنة، “الزبير بن العوام” من أوائل الذين هاجروا إلى أرض الحبشة ، فنال شرف الهجرة وثوابها ، وهاجر أيضاً إلى المدينة المنورة فنال شرف الهجرة الثانية وأجرها، ولقد آخى الرسول بينه وبين عبدالله بن مسعود
هو “الزبير بن العوّام” بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي، يكنّى بأبي عبد الله، ويلقّب بحواري الرسول عليه الصلاة والسلام، كما أنّه إبن عمته صفية بنت عبد المطلب، بُشّر الزبير بالجنة فكان أحد العشرة المبشرين بها، وكان أحد رجال الشورى الستة بعد مقتل عمر بن الخطاب.
مولده
كان مُولد “الزبير في العام” الثامن والعشرين قبل الهجرة، وأسلم مبكّراً بدعوةٍ من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان عمره حينها” خمسة عشر سنةً”، هناك روايات كثيرة
حول عمر إسلامه، وتلقّى بسبب إسلامه صنوفاً مختلفةً من العذاب من قبل قومه، ولذلك كان أحد المهاجرين إلى الحبشة، ثمّ هاجر إلى المدينة المنورة مع زوجته أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وكان ابنهما عبد الله أول مولودٍ في المدينة للمسلمين.
كنيته
يكنى الزبير رضي الله عنه بأبي عبدالله ، وذلك نسبة إلى ولده عبدالله ، وهذه هي الكنية المشهورة عند المسلمين ، إلا ان هناك كنية أخرى للزبير رضي الله عنه كانت قد كنته بها أمه وهي أبو الطاهر، أمه “صفية بنت عبدالمطلب” عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اعتنقت الإسلام وهاجرت إلى المدينة المنورة، وإبتليت بفقد أخيها حمزة.
اسلامه
أسلم الزبير بن العوام رضي الله عنه على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ولما إعتنق “الزبير بن العوام” دين الإسلام، وتابع سيد الأنام صلى الله عليه وسلم ، غضب عليه قومه ، وآذوه حتى يرجع عن دينه، إلا أنه تمرد عليهم وعلى كل وسائل الأذى و التعذيب وثبت على الدرب، كانت أمه صفية تأخذه بالشدة والحزم منذ صغره، فتؤدبه وتضربه إن إقتضت مصلحته ذلك، لأنها كانت تطمح أن يكون لولدها شأن في المستقبل، ولقد أخذ عليها عم الزبير شدتها وإتهمها بأنها تبغضه.
شجاعة الزبير بن العوام.
عُرف الزبير بن العوام -رضي الله عنه- بشجاعته وبطولته وإقدامه، ومن المواقف التي تشهد على ذلك فتح المسلمين لمصر، فبعد أن استمرّ الحصار سبعة أشهرٍ، واستعصى الأمر على المسلمين، بذل الزبير -رضي الله عنه- أقصى جهوده في سبيل الفتح، فأخذ سلماً وأسنده إلى الحصن، وصعد، وأخبر المسلمين بأن يُجيبوه عند سماعهم تكبيراته، ثمّ رمى بنفسه إلى داخل الحصن، واستمرّ بالقتال حتى فتح الباب، ودخل المسلمون وكان الفتح.
وفاة الزبير بن العوام.
توفّي الزبير بن العوام -رضي الله عنه في 4 ديسمبر سنة 656 ميلادي في البصرة قتلاً على يدي إبن جرموز غدراً عندما كان يصلّي الزبير، وأسرع ابن جرموز إلى علي بعد قتله للزبير يبشّره واضعاً السيف الذي قُتل به الزبير بين يديه، إلّا أنّ علياً صاح قائلاً: “بشّر قاتل ابن صفية بالنار”، وأخذ سيف الزبير وقال: “سيفٌ طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله”.