أنور بن قدور يحذّر: المنظمة الشغيلة في خطر وضرورة عقد المؤتمر دون تأخير - صوت الضفتين

أنور بن قدور يحذّر: المنظمة الشغيلة في خطر وضرورة عقد المؤتمر دون تأخير

وجّه أنور بن قدور، عضو المكتب التنفيذي الوطني السابق للاتحاد العام التونسي للشغل والمكلّف الأسبق بالدراسات والتوثيق، رسالة تحذيرية إلى القيادات النقابية، نبّه فيها إلى خطورة المرحلة التي تمرّ بها المنظمة، معتبرًا أنّها تعيش واحدة من أدقّ الأزمات في تاريخها منذ التأسيس.

وأكد بن قدور، في رسالته، أنّ الوضع الحالي داخل الاتحاد بلغ مستوى غير مسبوق من التعقيد، ما يستوجب تحمّل الهيئة الإدارية الوطنية لمسؤوليتها التاريخية في إنقاذ المنظمة، عبر الإسراع بإنجاز المؤتمر الوطني واحترام المواعيد والقرارات الصادرة عن الهياكل الشرعية.

ودعا القيادي النقابي السابق إلى الالتزام بعقد المؤتمر الوطني أيام 25 و26 و27 مارس 2026، مذكّرًا بأنّ هذا الموعد يستند إلى وثائق توافق وقرارات ممضاة من مختلف الأطراف النقابية، في إطار السعي إلى تجاوز الأزمة الداخلية وتوحيد المواقف داخل المنظمة.

تحذير من المماطلة وتعطيل المخرجات

وشدّد بن قدور على ضرورة الكفّ عن المماطلة في تفعيل مخرجات الهيئة الإدارية الوطنية، محذّرًا من خطورة التراجع عن القرارات المتّخذة أو تعطيل تنفيذها، لما لذلك من انعكاسات سلبية على العمل النقابي ووحدة المنظمة ومصداقية هياكلها.

واعتبر أنّ أي تعطيل إضافي من شأنه تعميق الخلافات الداخلية، وإرباك السير العادي للهياكل، والدفع نحو مزيد من الانقسام، بما قد يفتح الباب أمام سيناريوهات تهدّد استقرار الاتحاد ودوره الوطني.

دعوة إلى التعبئة والإصلاح

وفي رسالته، دعا بن قدور إلى وضع استراتيجية واضحة للتعبئة خلال المرحلة القادمة، بما في ذلك الاستعداد لإجراءات نضالية دفاعًا عن الحق النقابي، والمفاوضة الجماعية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على الزيادات في أجور القطاع الخاص وتطبيق الاتفاقيات الممضاة.

كما شدّد على أهمية الانطلاق الفوري في الإعداد اللوجستي للمؤتمر، من خلال تحديد المقرّ، وإمضاء عقود الكراء، وإصدار بلاغ المؤتمر في آجال معقولة، بما يضمن الشفافية والجدية في التحضير لهذا الاستحقاق المفصلي.

إصلاحات تنظيمية والاحتكام للمؤسسات

وتطرّقت الرسالة إلى ضرورة فتح ورش إصلاح داخلي يشمل مراجعة القانون الأساسي، وتحديث آليات التصرّف الإداري والمالي، ورقمنة منظومة الانخراط، على أن تُعرض هذه الإصلاحات على الهياكل المختصة للمصادقة وفق المسارات القانونية.

وختم أنور بن قدور رسالته بالتأكيد على أنّ التوافق يظلّ الحلّ الأمثل لتجاوز الخلافات، لكن داخل الأطر المؤسساتية، مع احترام القوانين الداخلية وقبول قرارات الهياكل الشرعية، مهما كانت، حفاظًا على وحدة الاتحاد واستمراريته.

واعتبر أنّ إنجاز المؤتمر الوطني في موعده يمثّل الاختبار الحقيقي لقدرة المنظمة على الخروج من أزمتها الراهنة، واستعادة دورها التاريخي كقوة اجتماعية فاعلة في مرحلة وطنية دقيقة.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

French