فرنسا تشدد العقوبات على المسافرين المخالفين: غرامات تصل إلى 75 ألف يورو و5 سنوات سجن
في خطوة غير مسبوقة لضبط السلوكيات غير المنضبطة على متن الرحلات الجوية، أعلنت فرنسا عن فرض عقوبات صارمة على المسافرين الذين يعرقلون عمل الطاقم أو يهددون سلامة الركاب.
وقد تم نشر المرسوم الجديد في الجريدة الرسمية بتاريخ 17 نوفمبر 2025، ليضع إطاراً قانونياً واضحاً يهدف إلى تعزيز الأمن الجوي وتقليل الحوادث التخريبية التي تشهد ارتفاعاً مستمراً في السنوات الأخيرة.
عقوبات مالية مشددة… تصل إلى 10 آلاف و75 ألف يورو
ينص المرسوم الجديد على غرامات مالية قد تبلغ 10 آلاف يورو بسبب السلوكيات غير اللائقة، وفي الحالات القصوى يمكن أن تصل العقوبة إلى 75 ألف يورو إضافة إلى 5 سنوات سجناً، خصوصاً عند رفض الامتثال لتعليمات السلامة أو استخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء المراحل الممنوعة من الرحلة.
هذه الإجراءات تأتي رداً على ما وصفته السلطات بـ”التجاوزات المتكررة” التي تهدد سلامة الطيران.
منع من الصعود إلى الطائرة لمدة قد تصل إلى 4 سنوات
يتضمن المرسوم أيضاً إمكانية حظر المسافر المخالف من الصعود إلى الطائرات لمدة تصل إلى 4 سنوات، وذلك في حال ثبوت سلوكيات خطيرة أو مهددة لسلامة الطاقم.
الهدف هو ردع المسافرين المزعجين وغير المنضبطين، والحد من التصرفات التخريبية التي أصبحت أكثر انتشاراً.
قاعدة بيانات وطنية لتتبع المسافرين المخالفين
أحد أبرز عناصر المرسوم هو إنشاء قاعدة بيانات مشتركة بين شركات الطيران الفرنسية، تُسجل فيها السلوكيات غير الطبيعية للمسافرين.
ستسمح هذه المنصة:
-
بتبادل المعلومات بين شركات الطيران،
-
بمنع الأشخاص الخطيرين من الحجز لدى ناقل آخر،
-
وبحماية الطواقم الجوية وضمان سير الرحلات بسلام.
أرقام مقلقة: حادث تخريبي في كل 395 رحلة
بحسب بيانات IATA، سُجل حادث مُعطل واحد في كل 395 رحلة عام 2024، وهو رقم يُظهر مدى تفشي الظاهرة.
أما في أوروبا، فتُسجل وكالة EASA ما بين 200 و500 حادث شهرياً متعلّقاً بسلوكيات الركاب.
ومن أبرز المخالفات المسجلة:
-
التدخين داخل المقصورة،
-
رفض ربط حزام الأمان،
-
حمل حقائب زائدة،
-
عدم الامتثال لتعليمات السلامة.
تصريح وزير النقل الفرنسي
قال وزير النقل الفرنسي فيليب تابارو:
«السلوكيات التخريبية على متن الطائرات غير مقبولة… فهي تهدد سلامة الركاب والطاقم وتضر بظروف العمل.»
وأضاف أن هذه القرارات تأتي في إطار توجه عالمي لمواجهة موجة العنف وانعدام الانضباط على متن الرحلات الجوية.
تسعى فرنسا، عبر هذه الإجراءات الجذرية، إلى تعزيز أمن الرحلات وضبط السلوكيات، بما يضمن راحة الركاب وسير العمل لدى أطقم الطيران.
ومع الارتفاع المتواصل للحوادث التخريبية، تبدو هذه الإجراءات خطوة حاسمة نحو سفر أكثر أماناً واحتراماً.



