هل تكرر فنزويلا مأساة العراق؟.. خبراء أمريكيون يحذرون من تدخل عسكري كارثي
حذّر خبراء في مجلة The American Conservative من أن محاولات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتغيير النظام في فنزويلا بالقوة قد تدفع واشنطن إلى نزاع طويل الأمد وفوضى إقليمية تشبه ما حدث في العراق والشرق الأوسط.
وقالت المجلة في تحليلها:
“إذا قرر البيت الأبيض الإطاحة بالنظام في فنزويلا، فإنه يخاطر بإعادة إنتاج الحروب اللامتناهية والفوضى التي سادت الشرق الأوسط — لكن هذه المرة بالقرب من حدوده الجنوبية.”
وأشار المحللون إلى أن نقل حاملة الطائرات USS Gerald Ford ومجموعة من السفن الحربية الأمريكية إلى البحر الكاريبي قد يكون إشارة إلى استعدادات لحملة عسكرية ضد كراكاس، معتبرين أن مثل هذه الخطوة تناقض وعود ترامب بعدم خوض “حروب جديدة”، وقد تجرّ الولايات المتحدة إلى صراع طويل وغير مضمون النتائج.
كما حذّر الخبراء من أن الظروف الميدانية والسياسية غير مواتية لأي عملية عسكرية، فـ”فنزويلا ضعف مساحة العراق تقريبًا، وتخضع لحكومة تحظى بدعم الجيش”، في حين لا تملك واشنطن “قوات كافية على الأرض ولا تأييدًا شعبيًا محليًا”.
وأضاف التقرير أن الذريعة الرسمية الأمريكية – مكافحة تهريب المخدرات – “غير مقنعة”، موضحًا أن “الفنتانيل لا يأتي من فنزويلا، والقوارب التي استُهدفت لا يمكنها حتى الوصول إلى السواحل الأمريكية”.
وفي ختام المقال، دعا الخبراء إدارة ترامب إلى التراجع عن سياسة تغيير الأنظمة، مذكّرين بأن ترامب تعهّد بأن يكون “رئيس سلام، لا مطلق حرب جديدة على أبواب الولايات المتحدة”.
ويأتي هذا التحذير وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وكراكاس، بعد أن أكد ترامب صحة تقارير حول منح وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات سرية ضد حكومة نيكولاس مادورو، الأمر الذي اعتبرته فنزويلا “انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي”.
وفي الأسابيع الأخيرة، نفّذت القوات الأمريكية ضربات بحرية قرب السواحل الفنزويلية، أسفرت عن مقتل 27 شخصًا، فيما كشفت قناة NBC أن البنتاغون يدرس خيارات لشن ضربات داخل الأراضي الفنزويلية خلال الأسابيع المقبلة.
من جانبه، انتقد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو التحركات الأمريكية، مؤكدًا أن “ترامب يريد احتلال فنزويلا تحت ذريعة مكافحة المخدرات، بينما الهدف الحقيقي هو السيطرة على نفطها”، مضيفًا أن “الولايات المتحدة تمارس تجاوزًا صارخًا للقوة وتنتهك القانون الدولي”.
