قادة العالم يسعون لتعزيز التعاون الاقتصادي بعد مغادرة ترامب قمة آسيان
يشهد العالم تحولات اقتصادية كبيرة، خاصة في ظل تصاعد السياسات الحمائية الأمريكية وتزايد التوترات التجارية بين القوى الكبرى. وفي هذا السياق، يبحث قادة العالم المجتمعون في ماليزيا سبل تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي بعد مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قمة آسيان بشكل مفاجئ.
قمة آسيان تبحث عن توازن اقتصادي جديد بعد انسحاب ترامب
تواصلت في العاصمة الماليزية كوالالمبور أعمال قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، حيث ركز القادة على سبل مواجهة التحديات الاقتصادية والتجارية الناتجة عن السياسات الأمريكية.
وغادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القمة لمتابعة جولته الآسيوية، بعد أن شهدت الجلسات توقيع سلسلة من الاتفاقات الإقليمية المهمة، من بينها اتفاق موسع لوقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند، وأربع صفقات تجارية تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي في المنطقة.
ورغم هذه الاتفاقات، أكد البيت الأبيض أن الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على كمبوديا وماليزيا وتايلاند وفيتنام ستظل سارية، مع إمكانية النظر في بعض الإعفاءات المستقبلية.
تصريحات ترامب تؤكد استمرار الشراكة مع دول جنوب شرق آسيا
في كلمته الختامية، قال ترامب:
“رسالتنا إلى دول جنوب شرق آسيا هي أن الولايات المتحدة معكم بنسبة 100%، وسنظل شريكاً قوياً لأجيال قادمة”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تعزيز نفوذها الاقتصادي في آسيا لمواجهة تنامي الدور الصيني في المنطقة.
الصين تدفع نحو تعزيز التجارة المتعددة الأطراف
وفي المقابل، تعمل الصين على استغلال غياب ترامب لدفع رؤيتها الاقتصادية القائمة على التعددية التجارية، من خلال قمة الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP)، التي تضم 10 دول من آسيان إلى جانب أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية.
ويمثل هذا التكتل التجاري الأكبر في العالم، حيث يغطي نحو 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويعتبره محللون بمثابة صمام أمان ضد الضغوط الجمركية الأمريكية.
مستقبل التعاون الاقتصادي في آسيا بعد القمة
يتوقع الخبراء أن تواصل دول آسيان العمل على بناء تحالفات اقتصادية أوسع بعيداً عن التبعية للسياسات الأمريكية. كما تركز المباحثات الحالية على تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية والتكنولوجيا والطاقة النظيفة.
وبينما يستمر التنافس بين واشنطن وبكين، يبدو أن آسيا تسعى لإعادة رسم خريطة الاقتصاد العالمي بطريقة توازن بين النفوذين دون الانحياز لأي طرف.
تؤكد التطورات في قمة آسيان أن آسيا أصبحت اليوم مركز الثقل الاقتصادي الجديد في العالم. ومع مغادرة ترامب، وجد القادة فرصة لتقوية التعاون الإقليمي وإطلاق مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي القائم على المصالح المشتركة والاستقلالية عن السياسات الحمائية الأمريكية.



