في الذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر: أكبر فشل استخباراتي في تاريخ إسرائيل

في الذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر: يوم الانكشاف الاستخباراتي الأكبر في تاريخ إسرائيل
تحلّ اليوم، 7 أكتوبر 2025، الذكرى الثانية للهجوم المفاجئ الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل، وهو الحدث الذي غيّر موازين القوة في المنطقة ووصِف بأنه أكبر فشل استخباراتي في تاريخ إسرائيل منذ قيامها.
ورغم مرور عامين على ذلك اليوم الذي هزّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإن الأسئلة لا تزال معلّقة: كيف فشلت أجهزة توصف بأنها من الأقوى في العالم في التنبّه لهجوم بهذا الحجم؟
الصدمة الأولى مازالت تتردد أصداؤها
ذكّرت مجلة لوبوان الفرنسية، في تقرير تحليلي مع حلول الذكرى، بأن “إسرائيل لا تزال تعيش في ظلال 7 أكتوبر”، إذ لم تستطع بعد استعادة صورتها كقوة استخباراتية لا تُخترق.
فالهجوم الذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص واحتجاز 251 رهينة، نفّذته حماس بدقة عسكرية فاجأت الجميع، بل حتى الحركة نفسها لم تتوقع أن يكون اختراقها للحدود بهذا الاتساع والعمق.

منظومة استخباراتية عمياء مؤقتًا
تشير المعطيات إلى أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية – من الشاباك إلى أمان والموساد – تلقت إشارات وتحذيرات قبل الهجوم، من بينها تحذيرات مصرية ورصد تحركات غير معتادة على الحدود، إضافة إلى تفعيل مريب لشرائح الهواتف في غزة.
ومع ذلك، ساد اطمئنان مفرط لدى القيادة الإسرائيلية التي اعتقدت أن حماس “رادعة ومنشغلة بالحكم”. وقد وصف باحثون غربيون هذا الموقف بـ «المراقبة دون رؤية»، أي امتلاك المعلومات دون فهم دلالاتها.
تطور استخباراتي لافت لدى حماس
في المقابل، أظهرت حماس قفزة نوعية في العمل الاستخباراتي والميداني.
اعتمدت على شبكات أنفاق واتصالات داخلية معزولة عن التنصت، واستغلت التكنولوجيا الإسرائيلية في عمليات تضليل إلكتروني دقيقة.
كما استخدمت المصادر المفتوحة لجمع المعلومات، واتبعت تكتيكات خداع ميداني جعلت الاحتلال يركّز على الضفة الغربية ويغفل غزة، وهو ما وصفه خبير أمني إسرائيلي بأنه «العمى الاستراتيجي الذي كلفنا أكثر من ألف قتيل».
عامان من المراجعة والجدل
بعد عامين على الهجوم، ما تزال إسرائيل تعيش أزمة ثقة داخلية غير مسبوقة، إذ تتبادل الأجهزة الاستخباراتية والجيش والحكومة الاتهامات بالمسؤولية.
ورغم تشكيل عشرات لجان التحقيق، لم تُقدَّم بعد إجابات نهائية، بينما تتزايد المخاوف من تكرار سيناريو مشابه في الشمال مع حزب الله أو حتى في الداخل المحتل.

ذكرى مؤلمة وتحول تاريخي
مع الذكرى الثانية، يعترف الإسرائيليون بأن 7 أكتوبر لم يكن مجرد هجوم عسكري، بل زلزال أمني وفكري غيّر نظرتهم إلى مفهوم الأمن المطلق.
فما قبل ذلك اليوم لم يعد يشبه ما بعده، إذ انكشفت إسرائيل أمام عدوّ كانت تظنه تحت السيطرة، وتحولت من “منظومة رادعة” إلى دولة تبحث عن استعادة هيبتها الأمنية.