نزار الجليدي يكتب: بعد عامين من 7 أكتوبر هل يغرق ” الطوفان ” القضية الفلسطينية إلى الأبد !


يصادف غدا 7اكتوبر مرور عامين على طوفان الأقصى وهي العملية العسكرية التي نفذتها حماس داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وأسرت مجموعة من الأسرائيليين من الأمن ومن المدنيين وقد ترتبت عن هذه العملية حملة أبادة مازالت متواصلة. سقط فيها أكثر من ستين ألف شهيد إلى جانب إلاف الجرحى والمفقودين والمشردين وتدمير البنية الأساسية في حملة عسكرية غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الأسرائيلي .
وتجاوزت تداعيات طوفان الأقصى حدود الأراضي الفلسطينية لتشكل دول الجوار التي كانت تدعم المقاومة فتم اغتيال عدد كبير من أبرز قيادات حزب الله وشل قدراته العسكرية واغتيال عدد من القيادات الأمنية في إيران من الذين يوفرون الدعم اللوجستي لحزب الله وتم تسليم سوريا إلى جبهة النصرة لقطع طريق الإمداد على حزب الله كما فقدت حماس أبرز قياداتها السياسية والعسكرية .
الذكرى الثانية تتزامن مع مخرجات أتفاقيات حماس وأسرائيل برعاية الرئيس الأمريكي ترامب ووساطة مصر وقطر التي ستكون حلقتها الأخيرة غدا في شرم الشيخ في مصر بعد أن وافقت حماس على تسليم الحكم في غزة لسلطة فلسطينية من التكنوقراط !
فبعد كل الدعم الذي لحق الفلسطينيين في غزة بما يفوق نكبتي 48 و 67 تستسلم حماس وتسلم الحكم بعد حوالي عشرين عاما من انقلابها على السلطة الوطنية الفلسطينية وأستفرادها بحكم غزة التي حولتها إلى إمارة أسلامية .
وحصيلة طوفان الأقصى هي في الحقيقة طوفان يبدو أنه سيغرق القضية الفلسطينية إلى الأبد رغم كل التعاطف الدولي والإدانة التي تحاصر الكيان الصهيوني في العالم .
فطوفان الأقصى للأسف يمكن اعتباره مغامرة غير محسوبة كانت حصيلتها ثقيلة بشريا وسياسيا وعسكريا بل أقليميا تذكرنا بدخول الجيش العراقي الى الكويت وقد ترتب عن ذلك سنوات طويلة من تجويع العراقيين انتهت بأحتلال العراق !