فاضل الجزيري ….وداعا 

تونس صوت الضفتين كتب نبيل البدوي

غيب الموت صباح اليوم الفنان الكبير فاضل الجزيري (1948)بعد مسيرة أبداعية طويلة جمع فيها بين المسرح والسينما والأعمال الفرجوية التي مثلت نقلة كبيرة في الثقافة التونسية .

ولد الجزيري في مدينة تونس العتيقة تحديدا في حي باب سويقة ودرس في المعهد الصادقي ثم سافر الى لندن لدراسة المسرح في بعثة رسمية وعاد الى تونس مطلع السبعينات ليشارك مع فاضل الجعايبي ورجاء فرحات وسمير العيادي ورؤوف بن عمر في تأسيس فرقة مسرح الجنوب بقفصة وقدمت الفرقة انذاك مجموعة من الاعمال منها محمد علي الحامي وجحا والشرق الحائر .

في سنة 1975 أسس مع الجعايبي ومحمد ادريس وجليلة بكار والحبيب المسروقي ورؤوف بن عمر فرقة المسرح الجديد وهي اول فرقة مستقلة وأستمرت التجربة الى سنة 1990 وخلال خمسة عشرة عاما قدمت أشهر اعمال المسرح التونسي مثل العرس التحقيق غسالة النوادر لام عرب العوادة .

في 1990 انفصل عن الجعايبي واختار مسار الاعمال الفرجوية مثل النوبة والحضرة وزغندة وعزوز وغيرها.

كما انتج واخرج أعمالا سينمائية مثل ثلاثون وعاد الى المسرح وكانت آخر أعماله ” جرانتي العزيزة ” التي أختتم بها رحلة أبداعية فارقة في الثقافة التونسية .

ورغم هذا العطاء الكبير مات الجزيري متألما على مصير مركز الفنون بجربة الذي أنفق من أجله المليارات وكان طموحه أن يكون ورشة مفتوحة للمبدعين في السينما والمسرح والادب والموسيقى.

رحم الله فاضل الجزيري كان فنانا كبيرا وأستثنائيا .