بيروت ….تودع عاشقها زياد الرحباني… وداعا

تونس صوت الضفتين – كتب: نبيل البدوي
ودعت اليوم العاصمة اللبنانية بيروت الفنان زياد رحباني وسط حضور كبير لمحبيه وعائلته تقدمتها والدته فيروز وشقيقته ريما .
موكب خاشع ودعته فيه الجماهير بالهتاف والدموع والورود بما يليق لعاشق مدينة بيروت وقلبها النابض شارع الحمراء الذي عاش فيه منذ ولادته إلى حين رحيله
بعد معاناة مع المرض ألزمته الابتعاد عن الأوساط الفنية والثقافية لفترة طويلة وفي عمر التاسعة والستين عاما رحل الفنان زياد الرحباني النجل الأكبر لعاصي الرحباني وفيروز مخلّفا حسرة كبيرة في قلوب محبيه.
كان زياد نسيجا خاصا أختار مبكرا الخروج من معطف والده وأعمامه منصور والياس، وانطلقت تجربته الفنية مبكرا بتلحين أغنية “سألوني الناس” وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، وتتالت أعماله لوالدته ومن أشهرها “ع هدير البوسطة” و”عودك رنان” و”أيه فيه أمل” و”زعلي طول أنا وأياك” وغيرها لكن الاسطوانة الأشهر في تعامله مع والدته فيروز كانت “كيفك أنت” التي تضمنت مجموعة من أشهر ألحانه مثل “سلملي عليه”…
ولكن لم يكن زياد ملحنا ولا مؤلفا موسيقيا فحسب، بل كان شاعرا وكاتبا مسرحيا، ومنتجا قدّم عددا كبيرا من الأعمال المسرحية منذ مطلع سبعينات القرن الماضي نذكر منها “سهرية” 1973 و”نزل السرور” 1974 و”بالنسبة لبكرا شو” 1978 و”فيلم أمريكي طويل” 1980 و”شي فاشل” 1983 وغيرها من الأعمال…
موسيقى زياد الرحباني كانت مزيجا ناجحا بين الجاز والموسيقى الشرقية، أما مسرحه فكان صرخة احتجاج ضد الحرب الأهلية وضد الطائفية التي دمّرت لبنان وكان زياد منحازا إلى المقاومة وإلى اليسار اللبناني والعربي والقضايا الإنسانية وأولها القضية الفلسطينية.. بنبرة ساخرة فضح الطبقة السياسية وانحاز إلى الفقراء وهو صاحب الصرخة الشهيرة “انا مش كافر بس الجوع كافر”.
وبرحيل زياد الرحباني تفقد الثقافة العربية والقوى التقدمية صوتا رافق الجيل الذي عاش الحرب الأهلية واجتياح بيروت وخروج المقاومة الفلسطينية وحرب المخيمات وحرب 2006 مع الكيان الصهيوني وأخيرا تصفية معظم قيادات حزب الله واضعاف قدراته العسكرية. غاب زياد الرحباني واختفى صوت كان يغرد متفردا خارج السرب، وخسرنا مؤلفا موسيقيا ومسرحيا أثرى المدونة العربية بأجمل الأعمال.
وداعا زياد وصبرا جميلا للسيدة فيروز.