مهرجانات بلا مضامين ثقافية..متى يتوقف نزيف المال العام في سهرات ” الربوخ ” ؟!
أقصاء المسرح والندوات الفكرية ....جمعيات المهرجانات بلا جدوى

باريس .صوت الضفتين.نزار الجليدي
أنطلق موسم المهرجانات رسميا بأفتتاح مهرجان الحمامات الذي يعد المهرجان الأساسي مع مهرجان قرطاج الدولي وتجدد مع أنطلاق الموسم الجدل حول مضامين مهرجانات الصيف وجدواها خاصة التي تنفق عليها الدولة المليارات وبعض العروض خاصة الاجنبية لا تحقق النجاعة المالية المطلوبة بما يحتم ضرورة إعادة النظر العاجلة فيها .
الرئيس قيس سعيد في لقائه الأخير مع وزيرة الثقافة أكد من جديد على ثوابت السياسة الثقافية التي تأسست من أجلها المهرجانات وهذه الثوابت للأسف لم تعد موجودة إذ تم منذ تسعينات القرن الماضي عندما تم التخلي في وزارة الثقافة عن مسؤولية المهرجانات في الجهات وعن البعد الثقافي لها وتحويلها إلى مجرد سهرات ” ربوخ ” وتم أقصاء المسرح الذي تأسست من أجله المهرجانات وأقصاء أي نشاط فكري أو أدبي شعري خاصة وتم” أعدام ” مهرجان قابس الدولي الذي أشتهر بندواته الفكرية الرفيعة التي كان يشارك فيها أبرز الكتاب العرب مثل الابنودي حنة مينة صنع الله ابراهيم ادونيس محمد شكري الخ ….
إن منظومة المهرجانات التونسية الصيفية تحتاج إلى مراجعة شاملة أبرزها إعادة الاعتبار للمسرح وأعتماد مبدأ الشباك بالنسبة العروض التجارية وأستعادة وزارة الثقافة لمهرجانات المالوف في تستور والسمفوني في اللجم والجاز في طبرقة والفنون التشكيلية في المحرس .
وفي سياسة المهرجانات أيضا لابد من حل كل جمعيات المهرجانات لأنها كلمة حق يراد بها باطل فمادامت وزارة الثقافة هي الممول الوحيد لهذه المهرجانات فلا معنى لهذه الجمعيات التي تسيطر عليها خاصة في الجهات الداخلية أحزاب سياسية وأحيانا أخرى ” عروش ” .
فهذه السياسة الخاطئة المعتمدة منذ تسعينات القرن الماضي حولت معظم المهرجانات إلى مجرد سهرات شبيهة ب” الاعراس ‘ وغاب عنها أي مضمون ثقافي جدير بأن تنفق عليه الدولة من المال العام فلايمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه فما يحدث هو نزيف وهدر المال العام .