لفهم طبيعة الصراع ومآلاته من المهم ..فهم العقل (الفارسي) الإيراني .
بقلم : نضال خضرة

أبرز مكونات “العقل الفارسي” كما تصفها مراكز الدراسات الاستراتيجية والفكرية.
1-النزعة القومية”
يصنف الشعب الإيراني من الشعوب القومية بسبب البعد الحضاري لهذه الدولة.
2-الإحساس بالتفوق الحضاري والتاريخي
يختزن العقل الفارسي شعورًا بـ”الاستعلاء الثقافي” على الشعوب المحيطة (خصوصًا العرب والترك).
يُترجم هذا الاستعلاء إلى سعيه الدائم لإعادة الهيبة الفارسية تحت عناوين
“الاستقلال”، “العزة”، و”الهوية”.
3-البراغماتية الشديدة والمراوغة السياسية وهذا يرجع لبعدين، البعد الثقافي الحضاري لطبيعة برود العقل الإيراني، والبعد الديني باستخدام (التقية) .
والتأثر العميق بثقافة “التقية” التي تسمح بإخفاء المواقف الحقيقية في سبيل البقاء والمصلحة في السياسة،
العقل الفارسي يقدّس الصبر طويل الأمد، ويفضّل كسب المعارك بالنفس الطويل، لا بالصدام المباشر.
يظهر هذا في قدرة الإيرانيين على اللعب على التناقضات بين الشرق والغرب، وبين الشيعة والسنة.
4-البعد المذهبي كأداة سياسية التشيّع السياسي
التشيّع في إيران ليس فقط دينًا، بل أداة سلطوية وإيديولوجيا لتثبيت النفوذ داخليًا وخارجيًا.
العقل الفارسي يوظف المذهب الشيعي في بناء هوية فارقة مقابل السنّة والعرب.
تأسيس “ولاية الفقيه” هو تتويج لفكرة التشيع كـ “حكم مطلق باسم الدين والتاريخ”.
5-الثأر التاريخي من العرب ببعدين (عقدة الفتح الإسلامي) ببعد قومي . وعقدة مقتل الحسين ببعد ديني
يحمل العقل الفارسي
في طياته رواسب شعور بالهزيمة أمام الفتح العربي الإسلامي، رغم اعتناق الإسلام.
تُستحضر أحداث كـ معركة القادسية، وسقوط المدائن، كمصادر للثأر الرمزي والثقافي.
يظهر هذا في خطاب بعض التيارات الفارسية والقومية التي ترى العرب سببًا “
في انحطاط الحضارة الفارسية”.
6-النزعة الإمبراطورية والتوسع الناعم
إيران لا ترى نفسها كـ دولة إقليمية فقط،
بل كـ “قوة حضارية عظمى” لها حق التمدد.
هذا يُترجم اليوم إلى مشروع الهلال الشيعي: من العراق وسوريا إلى لبنان واليمن.
يتم التوسع عبر الوكلاء العقائديين، لا الاحتلال العسكري، مثل: حزب الله، الحوثيين، الحشد الشعبي.
7-ازدواجية بين الخطاب الثوري والحسابات القومية
رغم رفع شعارات مثل “نصرة المستضعفين”،
إلا أن المصالح القومية الإيرانية فوق كل اعتبار.
تدعم إيران قضايا مثل فلسطين لكن بشكل محسوب ومصلحي،
ولا تتدخل إلا حين تربح نفوذًا أو أوراق تفاوض.
8-الانبهار بالغرب برغم الكراهية الكامنة.
العقل الفارسي يعيش حالة تناقض تجاه الغرب: ينبهر بتقدّمه ويكره هيمنته.
رغم الخطاب العدائي لأمريكا، فإن النخبة الإيرانية تسعى للتفاوض معها وتحاول التوازن معها دائمًا.
9-الالتفاف على الأزمات بدل المواجهة المباشرة
من سمات العقل الفارسي القدرة على تدوير الزوايا، واستغلال الأزمات لتحسين شروطه بدل الدخول في صدامات خاسرة
مثلًا: استثمرت إيران الحرب على داعش لتعزيز وجودها في العراق وسوريا، رغم الخسائر.
العقل الفارسي” مركب بين البعد القومي والحضاري،البعد الديني عقل براغماتي سياسي عقل بارد في التفكير لا يؤمن بردود الأفعال ويخوض مواجهاته من خارج أراضيه ويؤمن بالمواجهات طويلة الأمد وعقل لديه نزعة توسعية، ويتعامل مع العالم من منظور “إمبراطوري تاريخي ودولة محورية
لها تطلعات و يجب أن يُحسب لها ألف حساب.