تعرف على شرح تفصيلي لمرسوم القانون الجديد للجنسية في إيطاليا

تعرف على شرح تفصيلي لمرسوم القانون الجديد للجنسية في إيطاليا (المرسوم التشريعي رقم 36 لسنة 2025)، الذي أقره مجلس الشيوخ ويُناقش حالياً في مجلس النواب، يُدخل تعديلاً مهماً على آلية الاعتراف بالجنسية الإيطالية عن طريق النسب (حق الدم – ius sanguinis)، أي ذلك الشكل من الجنسية الذي يُنقل من المواطن الإيطالي إلى أبنائه وأحفاده، حتى وإن وُلدوا ويقيمون في الخارج.
ما الذي تغيّر تحديدًا بموجب المرسوم؟
1. إلغاء الأتمتة في منح الجنسية لأبناء المولودين في الخارج:
قبل صدور هذا المرسوم، كان بإمكان أي شخص منحدر من أصل إيطالي (مثل حفيد لجد إيطالي هاجر سابقاً) أن يطلب الاعتراف بالجنسية الإيطالية دون حدود زمنية أو عدد الأجيال، حتى وإن لم يكن له أي رابط فعلي بإيطاليا.
أما الآن، فلن يكون ذلك أوتوماتيكياً بعد الآن: إذا كان الشخص مولوداً في الخارج، ويحمل جنسية أخرى (مثل الجنسية البرازيلية أو الأرجنتينية)، ولم تكن له روابط حقيقية مع إيطاليا، فلن يكون بإمكانه الحصول على الجنسية الإيطالية عن طريق النسب.
2. الأثر الرجعي المحدود:
المرسوم يمنع الاعتراف بالجنسية حتى لمن وُلدوا في الخارج قبل تاريخ دخول المرسوم حيز التنفيذ (29 مارس 2025)، أي أنه يؤثر أيضاً على من كانوا في طور تقديم طلباتهم وفق النظام السابق.
لماذا تم إصدار هذا المرسوم؟
شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا هائلًا في طلبات الجنسية الإيطالية من أفراد يقيمون في البرازيل والأرجنتين، غالبًا لأسباب تتعلق بالحصول على جواز سفر يسهل السفر أو العمل داخل أوروبا، حتى وإن لم يتكلم الكثير منهم اللغة الإيطالية أو يزوروا إيطاليا قط.
وترى السلطات الإيطالية أن هذا التدفق قد تسبب في:
عبء مفرط على القنصليات الإيطالية في الخارج، خاصة في أمريكا الجنوبية.
استخدام براغماتي أو نفعي للجنسية، حيث يُنظر إليها كأداة للحصول على امتيازات، وليس كرابطة حقيقية بالجمهورية الإيطالية.
الآثار المترتبة:
المرسوم لا يغير شيئًا بالنسبة للأشخاص المولودين في إيطاليا من والدين أجانب.
ولا يؤثر على من يحصلون على الجنسية عن طريق الإقامة أو الزواج.
بل يستهدف فقط الأحفاد المولودين في الخارج لأصول إيطالية، والذين يحملون جنسية أخرى، خصوصًا في الأمريكيتين.
الحالة الخاصة التي تهم المهاجرين الذين حصلوا على الجنسية الإيطالية بعد سنوات من الإقامة القانونية:
مثلا: مواطن مغربي مُجنس بالجنسية الإيطالية
1. المواطن المغربي الحاصل على الجنسية الإيطالية بالتجنس:
إذا حصل مواطن مغربي على الجنسية الإيطالية عن طريق التجنس (مثلاً بعد الإقامة القانونية في إيطاليا لمدة 10 سنوات)، فهو يُعتبر مواطناً إيطالياً بكل الحقوق.
2. أبناؤه:
إذا وُلد الأبناء بعد أن أصبح الأب مواطناً إيطالياً، فإنهم يحصلون على الجنسية الإيطالية بالولادة (حق الدم).
أما إذا كانوا قاصرين وقت تجنس الأب، فإنهم يحصلون على الجنسية تلقائياً مع والدهم (حسب المادة 14 من القانون رقم 91 لسنة 1992).
3. نقل الجنسية إلى الأحفاد المولودين في الخارج :
يمكن للأبناء الإيطاليين (الجيل الثاني) أن ينقلوا الجنسية الإيطالية لأبنائهم (الجيل الثالث)، حتى وإن وُلدوا في الخارج، بشرط ألا تكون هناك انقطاعات في رابطة الجنسية.
تنبيه مهم:
مرسوم الجنسية الحالي لا يشمل هذه الحالات، لأنه:
يخص فقط أحفاد المواطنين الإيطاليين الذين وُلدوا في الخارج ويحملون جنسية أجنبية، عن طريق النسب من أسلاف هاجروا منذ أجيال.
ولا يمس المواطنين المُجنسين، ولا أبناءهم أو أحفادهم، إذا نُقلت الجنسية وفقًا للقانون.
الخلاصة
يمكن للمواطن الاجنبي المجنس بالجنسية الإيطالية نقل الجنسية لأبنائه، وهؤلاء بدورهم يمكنهم نقلها لأبنائهم حتى وإن وُلدوا في المغرب، ما دام لم يتم فقدان الجنسية وكان هناك استمرارية في انتقالها.