فقد حاضنته الشعبية وانهكته الصراعات  الداخلية  : الاتحاد العام التونسي للشغل …في مفترق طرق !

تونس صوت الضفتين

لم يعرف الاتحاد العام التونسي للشغل طيلة تاريخه الأزمة التي يعيشها منذ أشهر والتي حولته إلى جسد منهك في حالة موت سريري !

في السابق عاش الاتحاد ازمات كبيرة لكنها كلها كانت في أطار الصراع مع الحكومة لكن الازمة الحالية مختلفة جذريا عن الازمات السابقة لانها ازمة داخلية مع عزلة شعبية وانقطاع التواصل مع السلطة .

فالاتحاد اليوم منهك وغير قادر على تنفيذ أي تعبئة شعبية وزادت قرارات الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس اكبر الاتحادات الجهوية واكثرها تأثيرا بإحالة الامين العام نورالدين الطبوبي في تعميق ازمة الاتحاد الذي كان مناضلوه يفاخرون بأنهم أكبر قوة في البلاد !

وازمة الاتحاد التي تهدد وجوده أصلا في حال أنسلاخ اتحاد صفاقس وبعض الاتحادات الاخرى المتحالفة معه لم تبدأ اليوم فهي نتيجة تراكمات انطلقت بسوء الاداء وتورطه في العمل السياسي المباشر بعد 14 جانفي وسلسلة الأضرابات في قطاعات حساسة مثل التعليم والنقل والصحة التي افقدته الحاضنة الشعبية مع تورط بعض قياداته في المستوى الجهوي في قضايا جزائية حتى أصبح كل النقابيين منعوتون بالفساد !

إن الاتحاد يغرق ولا حل لانقاذه إلا بمؤتمر عاجل يعيد ترتيب الاولويات مع انسحاب كامل القيادة الحالية التي فقدت شعبيتها منذ المؤتمر الأخير الذي مازال محل جدل .انهيار الاتحاد خطر كبير على أستقرار تونس فهو شريك في بناء الدولة وصمام امان وضمان للاستقرار الاجتماعي .