“من الجماعة الإسلامية إلى حركة النهضة أقنعة بلا أقنعة” لأنس الشابي …كتاب يفضح مسيرة أخوان تونس

تونس صوت الضفتين
كتب الباحث بلقاسم بن جابر مقالا مهما عن ٱخر أصدارات الأستاذ أنس الشابي ” من الجماعة الإسلامية إلى حركة النهضة أقنعة بلا أقنعة ” وتعميما للفائدة تنشره ” صوت الضفتين ” تعريفا بهذا الكتاب المرجعي .
الكتابة حول الظاهرة الإسلاموية او الإسلام السياسي كتابة ذات عسرة فهي إما مغرقة في تفكيك الخطاب نخبوية متعالية وإما كتابة انطباعية صحفيَّة أو تاريخانيَّة توثيقية وأغلب الكتابات جزئية تعالج ظاهرة أو موقفا أو مرحلة ولذا سهل على الجانب الأخر الردّ عليها وتبكتيها ومراوغتها وتشويهها
ولم يختصَّ في هذه الظاهرة ذات الخطر الفكري والسياسي والثقافي والعقائدي غير قلة قليلة كانوا كحمى الربع للإخوان ولذا سارعوا بتصفيتهم أو الاستقواء عليهم بالسلطة السياسية وحتى بالسلطة الدينية الرسمية منهم فرج فودة ومحمود محمد طه ورفعت السعيد ونصر حامد أبو زيد وفي تونس كتب كثيرون حول ظاهرة الإسلام السياسي ومسار الفرع الإخواني بتونس ومن أهم الكتب المرجعية كتاب عبد الله العمامي “تنظيمات الإرهاب في العالم الإسلامي أنموذج النهضة” وشهدت الكتابات بعد 14 جانفي طفرة مهمة غير أنها لم تصل إلى شمولية كتاب العمامي ودقة الوثائق التي اعتمدها حتى صدر مؤخرا كتاب الأستاذ أنس الشابي أحد كبار الكتاب المتخصصين في الشأن الإسلامي عامة وفي الحركات الإسلاموية خاصة وللأستاذ أنس الشابي ميزات قد لا تتوفر في غيره فهو زيتوني أصيل درس على يد الجيل الأخير من مشائخ الزيتونة مما مكنَّه من زاد أصولي وفقهي وإطلاع على أهم مراجع الاسلام السني ومدارسه وقضاياه ولما قام بثورته الفكرية النقدية تمثَّل الاشكالياَّت الكبرى التي طرحها مجددو الإسلام وكبار الباحثين في التراث واستفاد أيَّما استفادة من تكليفه برقابة الكتب في أول دولة بن علي فقد كشف في مذكراته الموسومة “بمذكرات رقيب الكتب” عمق اطلاعه على كتابات التنظيم الإخواني في تونس والبلاد العربية ولم يكتف الشابي بهذه الخصال المعرفية والفكرية بل كان متابعا دقيقا ومتابعا بارعا لكل ما ينشر وواصل هذا التعقب الحثيث في زمن الثورة المعلوماتية
وهكذا كان كتاب “من الجماعة الإسلامية الى حركة النهضة أقنعة بلا أقنعة ” بمثابة كتاب العمر لرجل انفق دهرا في المعركة الفكرية الضروس ضد المشروع الفكري للإسلام السياسي معتبرا انها أم المعارك في التصدي لخطر الرجعية والتوظيف السياسوي للإسلام
لم يكن الكتاب تحشيدا للوثائق –على أنَّ الجهد التوثيقي مهم جدا –ولا سجالا فكريا ولا دحضا لأطروحات –وإن كانت النهضة تناقض نفسها بنفسها في كل منعرج ومرحلة – ولا تقري