مشروع جديد لعائلة «ترامب» في قطر يثير الجدل حول تضارب المصالح - صوت الضفتين

مشروع جديد لعائلة «ترامب» في قطر يثير الجدل حول تضارب المصالح

في خطوة جديدة ضمن سلسلة من الاستثمارات العقارية الدولية المثيرة للجدل، أعلن «إيريك ترامب»، نجل الرئيس الأميركي السابق «دونالد ترامب» ونائب رئيس شركة “ترامب أورغانيزيشن”، يوم الأربعاء، عن مشروع لبناء منتجع فاخر وملعب غولف في دولة قطر. المشروع الجديد يسلِّط الضوء على التوسُّع المتزايد لأعمال العائلة في الخارج، بعد سنوات من تجميد الاستثمارات الخارجية خلال فترة ولاية «ترامب» الأولى (2017–2021) لتفادي شبهات تضارب المصالح.

شراكات حكومية وتمويل خليجي

سيُنفَّذ المشروع بالشراكة مع “قطري ديار”، وهي شركة تطوير عقاري مملوكة لصندوق الثروة السيادي القطري، ومع “دار غلوبال”، وهي شركة عقارية تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي. وبحسب ما جرى الإعلان عنه، سيُقام المشروع على أراضٍ حكومية ساحلية شمال العاصمة القطرية الدوحة، وسيتضمَّن أيضاً حديقة ترفيهية.

وبينما لن تُموِّل “ترامب أورغانيزيشن” المشروع مباشرة، ستمنح الشركة إسمها وعلامتها التجارية للشركاء مقابل أجر سنوي، إلى جانب دور في إدارة المشروع على المدى الطويل. وتشير التقارير المالية لعام 2024 إلى أنَّ مثل هذه الصفقات حقَّقت للشركة قرابة 10 ملايين دولار خلال العام.

توسع في الشرق الأوسط وأوروبا

ولا يقتصر نشاط عائلة «ترامب» العقاري على قطر، إذ تشهد المنطقة الخليجية موجة من المشاريع التي تحمل إسم «ترامب». يجري حاليًا بناء بُرجين بإسم “ترامب تاور” في كل من جدة (السعودية) ودبي (الإمارات العربية المتحدة)، بينما تم اعتماد مشروع جديد لمنتجع وملعب غولف في سلطنة عُمان.

وتدير جميع هذه المشاريع شركة “دار غلوبال”، التي تخضع عمليًا لسيطرة العائلة المالكة السعودية. وتُعد العلاقة بين «ترامب» والسعودية من أبرز المحاور في هذا الملف، إذ كانت الرياض أوَّل محطة خارجية لِـ «ترامب» بعد تولِّيه الرئاسة، وهو ما يعكس متانة الروابط بين الجانبين. ومؤخَّرًا، صرَّح «ترامب» بنيّته السعي للحصول على “ألف مليار دولار من الاستثمارات السعودية” في الولايات المتحدة، وهو هدف يرى خبراء اقتصاديون أنَّه غير واقعي، في ظل أزمة السيولة التي تواجهها الصناديق السيادية السعودية.

زيارة مرتقبة وتعزيز العلاقات

من المتوقع أن يقوم «دونالد ترامب» بزيارة رسمية إلى السعودية وقطر والإمارات خلال الأسبوعين المقبلين، في خطوة يُنظر إليها على أنها دعم إضافي لتمتين العلاقات الاقتصادية والسياسية مع دول الخليج.

مشاريع في أوروبا وروابط عائلية

كما توسَّعت أنشطة العائلة إلى أوروبا، من خلال استثمارات مرتبطة ب«جاريد كوشنر»، صهر «ترامب» ومستشاره السابق. فقد أُعلن العام الماضي عن مشروع منتجع في ألبانيا وبرج سكني في العاصمة الصربية بلغراد، وهما مشروعان أثارا جدلًا واسعًا محليًا.

اتِّهامات بتضارب المصالح

من جانبه، دافع «إيريك ترامب» عن مشروعية هذه الاستثمارات، مشدَّدًا على أنَّ شركته لا تتعامل “مباشرة مع الحكومات الأجنبية”، نافيًا بذلك وجود أي تضارب في المصالح. ومع ذلك، شارك يوم الخميس في مؤتمر عن العملات الرقمية في دبي، وهو مجال أخر خاض فيه «ترامب» استثمارات ضخمة، وسط اتِّهامات مشابهة بتضارب المصالح واستخدام النفوذ السياسي لتعزيز أعماله الخاصة.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *