البرهان يتهرب من وقف حرب السودان بضغوط من الإسلاميين - صوت الضفتين

 البرهان يتهرب من وقف حرب السودان بضغوط من الإسلاميين

أجمع سياسيون وأكاديميون وإعلاميون، على أن الاتهامات التي درج قادة الجيش السوداني، توجيهها لـ”قوات الدعم السريع”، هي محاولات غير مجدية للتنصل من الانتهاكات الفظيعة، التي يرتكبها الجيش السوداني، تجاه المدنيين، على مدى عامين من اندلاع الحرب في البلاد.

وأشاروا لــ”إرم نيوز” إلى أن قائد الجيش، الجنرال عبد الفتاح البرهان، يواجه ضغوطاً كبيرة ومتزايدة، من قبل فلول نظام الإسلاميين المعزول، لرفض أي مساع لوقف الحرب في البلاد، على الرغم من انعكاس القتال في تفاقم الأوضاع الإنسانية إلى أقصى مستويات بحسب التقارير الدولية.

الوجوه الغريبة

وقال القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان، وعضو تحالف “تأسيس” جاتيقو أموجا دلمان، إن خطورة الحرب الحالية استهداف المدنيين على أسس إثنية وعرقية وجهوية.

وأضاف دلمان، وهو من القيادات السياسية والإعلامية البارزة في حركة عبد العزيز آدم الحلو، أن الجيش السوداني أصدر قانون “الوجوه الغريبة” ما يتيح للأجهزة الأمنية اعتقال وتهجير أي شخص ينتمي إلى إقاليم دارفور وكردفان وجبال النوبة، بحجة أن هذه الإقاليم هي حواضن اجتماعية لقوات الدعم السريع.

وأشار إلى أن المدنيين يتعرضون بشكل دائم لأبشع أنواع الانتهاكات من اعتقالات تعسفية، وتعذيب وحشي، وإعدامات ميدانية، وتهجير قسري، من قبل الجيش السوداني والمليشيات التابعة له، موضحًا أن “كل ما يقوله (البرهان) هو تغطية لهذه الانتهاكات والجرائم”.

وذكر أن تصريحات البرهان، مؤخرًا، هي تمهيد لعودة الحركة الإسلامية إلى السلطة، وبالفعل فقد تم تعيين اثنين من كوادر الإسلاميين، خلال اليومين الماضيين، في حقيبتي رئاسة الوزراء والخارجية، والبرهان نفسه ورغم إنكاره المستمر، إلا أنه كان عضواً في الحركة الإسلامية، وشغل، منتصف تسعينيات القرن الماضي، منصب رئيس حزب المؤتمر الوطني بمحلية (نيرتتي) بولاية جنوب دارفور، وقيادة الجيش الحالية معظمها أعضاء في الحركة الإسلامية، وفق قوله.

وأضاف دلمان أن الجيش السوداني، مؤدلج يتبع للحركة الإسلامية والعقيدة القتالية للجيش منذ ذلك الوقت هي عقيدة الجماعات الإسلامية المتطرفة، لذلك فإن الجرائم التي يرتكبها الجيش، حالياً، منسجمة مع طبيعة هذه الجماعات، وسجلت المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان جرائم بشعة للجيش، شملت: الذبح، وإحراق الأجساد، والاغتصابات، والإعدامات الميدانية، والقتل خارج نطاق القانون خلال هذه الحرب.

هروب إلى الأمام

من جانبه قال الصحفي والمحلل السياسي السوداني، محمد المختار محمد، إن البرهان، انقلب على الحكومة الانتقالية المدنية التي جاءت بتوافق قوى ثورة ديسمبر، وبعد إشعال الإسلاميين الحرب، أصبح في قبضتهم تماماً، دون أن تترك له أي مساحة للمناورة خارجية وداخلية، لذلك هو غير “موثوق الجانب تماماً”.

وأرجع تلفيق التهم لجهات خارجية مردها محاولة الحركة الإسلامية التي تسيطر على القرار السياسي والعسكري، للهروب إلى الأمام من دفع استحقاقات إنهاء الحروب في السودان.

واعتبر أن البرهان يريد أن يتهرب من الجرائم المروعة التي يرتكبها الجيش السوداني والكتائب الإسلامية المتحكمة فيه، خاصة قصف الطيران الذي يستهدف المدنيين والمناطق المدنية الحيوية والأسواق في دارفور وأنحاء البلاد كافة، ويرفض دعوات محكمة الجنايات الدولية التي تطالب بتسليم قادة الجيش السابقين، وعلى رأسهم الرئيس المعزول عمر البشير وأحمد هارون، وبقية المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في دارفور.

مزاعم جزافية

وبدورها رأت عضو الهيئة القيادية للقوى المدنية المتحدة” قمم” والقيادية في “تحالف تأسيس”، أن اتهامات البرهان للإمارات وجنوب السودان وكينيا والقوى السياسية بالداخل مجرد مزاعم جزافية لصرف الأنظار عن الهزائم المتتالية التي تتكبدها قواته أمام قوات الدعم السريع، وللتغطية على الفشل العسكري والسياسي المتراكم.

وأضافت أن البرهان يحاول التهرب من مسؤوليته المباشرة عن إشعال حرب 15 نيسان/أبريل، التي تفجرت بانقلابه على العملية السياسية، ورفضه للانتقال المدني، ومحاولته تفويض العسكر لابتلاع السلطة.

وذكرت أنه لا يمكن فصل البرهان عن مخطط إعادة تمكين النظام البائد، وجيشه يقاتل بذات العقيدة والانتماء، ويعتمد على مليشيات حزب المؤتمر الوطني” المنحل” التي أعاد تسليحها وتجييشها تحت مسميات متعددة في محاولة بائسة لإعادة عقارب الزمن للوراء.

ونوهت إلى أن البرهان يحاول عبر خطاب التخوين وتوزيع الاتهامات إرباك المشهد الإقليمي والدولي، وتضليل الرأي العام للتغطية على عزلة نظامه المتزايدة، وفقدانه لأي شرعية سياسية أو أخلاقية، كما يسعى لصناعة عدو خارجي وهمي لحشد الدعم وتعطيل أي مسار سياسي حقيقي ينهي الحرب ويحقق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والسلام والديمقراطية.

المصدر:ارم نيوز

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *