130 منظمة حقوقية تدين بشدة خطاب ستارمر تجاه اللاجئين

جاء ذلك في أعقاب تصريحات أدلى بها ستارمر خلال مشاركته في “قمة الجريمة المنظمة للهجرة” التي انعقدت في لندن في 31 مارس الماضي بمشاركة ممثلين عن أكثر من 40 دولة، حيث صرّح: “جميعنا ندفع ثمن الحدود غير الآمنة – من تكلفة استيعاب المهاجرين إلى الضغط على خدماتنا العامة. إنها مسألة أساسية تتعلق بالعدالة.”
تحذير من إشعال الانقسام
الرسالة، التي نسقتها حملة Together With Refugees وتحمل توقيع 136 منظمة، عبّرت عن رفضها للغة التي استخدمها رئيس الوزراء، ورأت فيها محاولة لإعادة إنتاج “سياسات عدائية وخطابات عنصرية” كانت لها آثار مدمّرة في السنوات الماضية.
وجاء فيها: “ليس الوقت مناسبًا لمجاراة خطاب ‘نحن وهم’. المطلوب اليوم هو قيادة توحّد المجتمعات بدلًا من تأليبها ضد اللاجئين.”
المنظمات الموقعة شملت طيفًا واسعًا من الفاعلين في المجتمع المدني، من أبرزهم: Refugee Action، Freedom from Torture، Scottish Refugee Council، City of Sanctuary UK، وPCS Union، إضافة إلى منظمات معنية بمناصرة المهاجرين وضحايا العنف السياسي.
الرسالة لم تكتف بانتقاد الخطاب، بل تناولت أيضًا محور القمة الدولية التي ركّزت على استهداف عصابات تهريب البشر. واعتبرت المنظمات أن التركيز على الجانب الأمني دون توفير ممرات آمنة للاجئين “يُفاقم من المخاطر التي يتعرض لها الفارّون من النزاعات والاضطهاد”.
وفي هذا السياق، حذّرت من أن الاعتماد المفرط على الحلول الأمنية “قد يعمّق مأساة اللاجئين بدلًا من معالجتها”، داعية الحكومة إلى نهج شامل يرتكز على العدالة والكرامة وحقوق الإنسان.
دعوات لإصلاح جذري في نظام اللجوء
وفي تصريحات مرافقة للرسالة، قال تيم ناور هيلتون، المدير التنفيذي لـRefugee Action:
“نحتاج إلى خطاب يوحّد ولا يُقسّم، إلى سياسات تعالج الأسباب الجذرية للهجرة، لا سياسات تُلقي اللوم على الضحايا.”
من جانبه، أعرب نيكو ندلوفو، ممثل حملة One Strong Voice وأحد الموقعين على الرسالة، عن صدمته من تجاهل رئيس الوزراء لمعاناة اللاجئين. وقال: “مؤلم أن نُعامل كعبء، بينما نُسهم في هذا المجتمع ثقافيًا واقتصاديًا. نحن بحاجة إلى خطة عادلة وعقلانية لإصلاح نظام اللجوء.”
في المقابل، دافع متحدث باسم الحكومة عن موقف ستارمر، مؤكدًا أن “لا شيء إنساني في التغاضي عن العصابات التي تستغل البشر وتتاجر في معاناتهم”. وأوضح أن الحملة التي أُطلقت ضد شبكات التهريب تهدف إلى “تأمين الحدود ضمن خطة شاملة للتغيير”.
رسالة أخيرة: الخطاب السياسي مسؤولية
تختم الرسالة بنداء إلى القادة السياسيين لتحمّل مسؤولية خطاباتهم، مشيرة إلى أن أحداث العنف العنصري التي اندلعت الصيف الماضي دليل على أن “اللغة التي تُستخدم على المنصات السياسية قد تتحول إلى عنف في الشارع”.
وتدعو المنظمات إلى:
- تسريع قرارات اللجوء بشكل عادل وشفاف.
- توفير طرق آمنة للجوء.
- تعزيز التعاون الدولي لمعالجة أسباب النزوح.
- تمكين اللاجئين من إعادة بناء حياتهم بكرامة واستقرار.
تحليل: لحظة اختبار للقيادة السياسية
في وقت يتصاعد فيه الخطاب القومي المتشدد في عدد من الدول الأوروبية، تشكّل هذه الرسالة لحظة اختبار حقيقية لحكومة حزب العمال بقيادة ستارمر. فهل ستستجيب لمطالب منظمات المجتمع المدني، أم ستواصل تبنّي خطاب أقرب إلى توجهات خصومها في اليمين الشعبوي؟
مهما يكن الجواب، فإن الطريق نحو نظام لجوء عادل في المملكة المتحدة لا يمر عبر سياسات التجريم والخوف، بل عبر الشجاعة السياسية والاعتراف بالمشترك الإنساني.
المصدر: الغارديان