باريس تتحول الى سجن كبير !! هل المدينة جاهزة لاستقبال الاولمبياد؟ - صوت الضفتين

باريس تتحول الى سجن كبير !! هل المدينة جاهزة لاستقبال الاولمبياد؟

بقلم:نزار الجليدي

قبل أيام قليلة من إعطاء إشارة انطلاق الألعاب الأولمبية التي تحتضنها باريس من 26جويلية الجاري الى 11اوت  الى وهي اكبر تجمع رياضي على الاطلاق يبدو أنّ السفن لاتجري بما يشتهي الفرنسيون نجو الهدف المنشود الذي رسموه من وراء استقبال هذا الحدث الكبير وهو الاستفادة منه ماديا و سياسيا .

فرنسا التي تحتض هذه الألعاب للمرة الثالثة في تاريخها بعد سنتي  1900 و 1924،وقد دخلت باريس في منافسة مع عديد وهي  هامبورغ الألمانية،ولوس أنجلوس الأمريكية، و روما الإيطالية، .لكنها سرعان ما انسحبت جميعا عدا لوس أنجلوس، الذي شدّدت المنافسة مع باريس .و أمام هذه التطورات اقترح توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية التصويت المزدوج لاستضافة كل من دورات أولمبياد 2024 وأولمبياد 2028.

استعدادات غير مسبوقة

المتجول في شوارع باريس هذه الأيام وان كان من غير المهتمين بالرياضة يدرك ان حدثا جللا على وشك الوقوع في المدينة حيث تمّ عسكرتها بنسبة تفوق 90بالمائة وغذّى هذا التوجه ما شهدته من اعتداءات متكررة (4اعتدائات في ذرف أسبوع) على المارة و رجال الأمن ترتقي الى الأعمال الإرهابية .كما قامت السلطات بإبعاد الاف الإسلاميين و المتشددين خشية قيامهم بإفساد احتفالات المدينة باستضافة الألعاب الأولمبية .

كما أن السياسة و نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة ألقت بظلالها على هذا الحدث الرياضي الهام حيث توجّه أصابع الاتهام الى اليمين المتطرف لسعيه الى ارباك العمل الأمني خاصة .بعد  الهجوم على المغنية الفرنسية من أصول مالية آية ناكامورا المرشحة للغناء في حفل الافتتاح، في شهر مارس الفارط .

فيما أبدى منظمو الألعاب الأولمبية صدمة كبيرة إزاء “الهجمات العنصرية” التي تتعرض لها النجمة الفرنسية من أصل مالي.

وفي 27 فيفري 2024 أعلنت الشرطة الفرنسية عن سرقة حقيبة تعود لمهندس من مجلس بلدية مدينة باريس بها جهاز كمبيوتر ووحدتا ذاكرة يحتوون على بيانات حساسة تخص الخطط الأمنية لأولمبياد باريس خاصة خطط الشرطة البلدية لتأمين سلامة الألعاب وحفل الافتتاح.

وفي 15 أفريل 2024 قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده أعدت بدائل لإقامة حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية على ضفاف نهر السين إذا اقتضت الحاجة الأمنية ذلك، مؤكدا أنه في حال وجود أخطار أمنية ستلجأ باريس للخطة الثانية البديلة أو حتى الخطة الثالثة.وهو ما يؤكد جدية التهديدات

وقد قررت فرنسا نشر 45 ألفاً من أفراد الشرطة وقوات الأمن و20 ألفاً من أفراد شركات الأمن الخاصة و 15 ألفاً من العسكريين  يوميا لتأمين كما طلبت من 45 دولة أجنبية المساهمة بآلاف من العسكريين وأفراد الشرطة والمدنيين للمساعدة في تأمين هذه الألعاب . ومن الطرائف انه في 7 أفريل 2024 أثار العدد الكبير من حالات الرسوب في امتحان شهادات اعتماد كلاب الأثر المتخصصة في الكشف عن المتفجرات والمشرفين عليها مخاوف من أن تعاني الوحدات المعنية نقصاً في صفوفها .

اليوم الكل مرتبك في باريس و الكل متهم الى ان يثبت براءته على الحواجز الكثيرة التي حولت المدينة الى سجن كبير حتى أن معلومات مؤكدة تشير الى الباريسيين قلقون جدا من هذه الحالة الأمنية وأن عددا كبيرا منهم غادر المدينة .

هل المدينة جاهزة لاستقبال الأولمبياد؟هو السؤال الأكثر ترددا هذه الأيام .وهى انكاري يترجم مدى التخوف مّما قد يحدث لأن خصوم الايليزيه كثر وهم من الداخل و الخارج و قد يتحدون للإجهاز على آخر ما تبقى من هيبته بعد أن حوله الرئيس ماكرون الى مخبر تجارب ولم يعد صانعا للسياسات و موجها للدول كما كان.

 

 

 

 

 

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *