وائل الدحدوح وتقزيم الصحفيين التونسيين !!
بقلم نزار الجليدي
منذ حلول الاعلامي وائل الدحدوح بأرض تونس التي كانت مهدا للصحافة العربية و خاض فيها صحفيون معارك ضد الاستعمار الفرنسي تضاهي أو تفوق ما خاضه القامة الفلسطينية بإمكانيات عمل افضل.
وتعد صحفية الرائد التونسي اول صحيفة عربية اسست سنة 1860 وشكلت منبرا حرا و سلاحا فتاكا انضوى تحته المناضلون بالكلمة.
توالى صدور الصحف التونسية، حيث ظهرت جريدة الحاضرة سنة 1888 وظهرت بعدها في نفس السنة جريدة القصباء ونتائج الأخبار 1889 والزهرة 1890 وتعددت الصحف وبدأت بالانتشار بشكلٍ واسع.
وكان يكتب فيها رموز المقاومة أمثال عبد العزيز الثعالبي وعلي باش حامبة و فرحات حشاد وغيرهم.
أقول هذا حتى يعرف الدحدوح تاريخنا النضالي وكنت أتمنى ان نقابة الصحفيين منحته فرصة ليعرف ذلك بدل الجلوس اليه مثل جلوس التلميذ المتحصل على اعداد سيئة الى معلمه. وكانه يطلب منه الصفح على التقصير.
تدوينات كثيرة طالعتها حتى من إعلاميين تقدس الدحدوح و تقزم الصحفيين التونسيين يعقدون المقارنات التي لا تجوز بينه وبينهم. وهذا مخجل و عادة ذميمة عندنا التونسيين، في علاقة بالغرب والشرق.
بغض النظر عن قيمة وائل الدحدوح وشهرته التي صنعتها القضية والجزيرة وتفانيه في عمله طبعا فواهم من يعتبره بطل لوحده فهو نسيج متكامل لانرى منه غير الواجهة كما يقول العرب، فإن هذه السخرية والاستنقاص من الذات خفي عقدة نقص متأصلة في الشخصية التونسية، ترقى أحيانا إلى عقدة الذنب،مثلما في واقعة الحال.
هل قصر التونسيون في حق القضية في أحلك أوقاتنا.. الإجابة بلا.
لا يعاني غيرنا من ومع ذلك لايعاني العرب هذه العقدة ولو زار الزميل الدحدوح مصر وهي المقصر الأول والمذنب الأبرز لما قرأت تعاليق تحط من قيمة إعلامييهم ليبرهنوا على ولائهم للقضية.وقد مر من معبرها فعلا مرور الكرام بلا بهرج.. لأن البهرج والاحتفاء المبالغ به و جلد الذات في حضرته يفقد البطولة قيمتها.
يمكننا التمسك بالقضية وإطراء وائل الدحدوح دون جلد أنفسنا.
الإعلام التونسي على رداءته وضحالته هو الأعلى حرفية ومهنية في العالم العربي.
وقناة الجزيرة التي يعمل فيها الدحدوح مراسلا يرأس تحرير نشراتها تونسيون ويشرف على تكوين المراسلين تونسيون.
دون أن ننسى فطالحة الاعلام الذين يشتغلون في كبرى الفضائيات.