نائبتان بالبرلمان..سكتتا دهرا و نطقتا كفرا - صوت الضفتين

نائبتان بالبرلمان..سكتتا دهرا و نطقتا كفرا

بقلم نزار الجليدي

عدد من النواب بالبرلمان الحالي جاءت بهم الصدفة الى رحابه ليمارسوا جهلهم و يتعلّمو أبجديات العمل البرلماني و السياسي .و أغلبية النواب لانسمع لهم صوت وكأنّ غايتهم هي الوصول الى المجلس .
أما شقّ ثالث من النواب فهم مراهقون في عالم السياسة و جهلة في عالم الاقتصاد ويمتلكون صفر خبرة في كل شيء.
لكن هذا لاينفي وجود عدد كبير من النواب الصادقين و المتصالحين مع ذواتهم و الذين هم بصدد تقديم الإضافة للمجلس و لجهاتهم التي انتخبتهم.
عن الشق الثالث أتحدّث و الذي تمثله بامتياز نائبتان سكتتا دهرا و نطقتا كفرا .و الكفر اليوم في تونس هو أنّ تطالب أو تقترح أو تموّل الأفارقة الغير نظاميين بتونس .فهذا ملف حسّاس اختلط فيه السياسي بالأمني بالاجتماعي ولايمكن حلّه بمقترح سخيف كالذي اقترحته النائبتان ريم الصغير و أسماء درويش عبر رسالة موجّهة الى رئيس الحكومة فيها مقترح لتسوية هذا الملف الخطير كما قلنا .
النائبتان تقترحان فتح باب التشغيل لهؤلاء الأفارقة ضمن شركات المناولة التي أغلق الكثير منها (في القطاع العمومي) والبقية في الطريق الى الاغلاق (القطاع الخاص) لأنها رمز للاستعباد و الاستغلال وقد صدرت أوامر رئاسية في خصوصها وهذا في حدّ ذاته جهل بقوانين البلاد لايليق بنائبتي شعب.
و النائبتان تقترحان أن تمتدّ فكرتهما العبقرية على 20سنة فقط يتم بعدها ترحيلهم فورا ..هكذا بكل بساطة ..ألا تعلمان أن 20سنة تمثل جيلا كاملا .
والنائبتان اقترحتا أن يتم الانطلاق في هذه التجربة من العامرة و جبنيانة وذلك بإطلاق شركات للخدمات الافريقية وهذا في حد ذاته تصنيف خطير و غير مقبول وكأنهما تخططان لبداية التوطين في هاتين الجهتين اذا ليس لهما بهما علاقة فهما نائبتا شعب على جهتي منوبة و الدندان.وأعتقد أنّ فيهما من المشاكل الشيء الكثير يستحق اهتمام هاتين النائبتين.
ان هذه المراسلة و ان تبدو بسيطة في ظاهرها ومجرد مقترح لكن في باطنها خطيرة و تحتوي على خطر أكبر أتته النائبتان عن حسن نية أو سوء .
الترويج لتوطين الأفارقة الغير نظاميين اليوم في تونس مجرّم و بالتالي فعلى مكتب البرلمان مساءلة هاتان النائبتان عن هذا المقترح الخطير .

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *