القضاء على حماس لا يعني نهاية الحرب الجماعات المسلحة التي تقاتل في غزة..أكثر مما تتصوره اسرائيل
بقلم نزار الجليدي
الكثير من العرب المتحمسون للمقاومة والداعمون لها يعتقدون أن المقاومة منحصرة في حماس وكتائب عز الدين القسام .كما أن إسرائيل وضعت هدفا واضحا منذ البداية وهو تطهير القطاع من هؤلاء.
لكن الحقيقة هي غير ذلك لأنه حتى إذا تم القضاء على حماس في غزة، فتحاول سلسلة من الجماعات الإسلامية الأخرى الاستيلاء على السلطة في القطاع.
في هذا الاطار يقول هيو لوفات، العضو في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية والخبير في شؤون الشرق الأوسط: “رغم أن أيديولوجيات هذه المجموعات وتكتيكاتها قد تختلف، فإنها تشكل جزءاً لا يتجزأ من الحركة الوطنية الفلسطينية، ومن دون رؤية واضحة لقطاع غزة في مرحلة ما بعد الصراع، ومن دون خطة لملء الفراغ الذي قد ينشأ إذا تم تدمير حماس، فإن الهجوم البري الإسرائيلي سوف يضطر إلى التكيف مع الديناميكيات المعقدة للحكم والأمن التي ستنشأ، حيث تناور المجموعات من أجل السيطرة على غزة”.
وفي استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية قبل 7 أكتوبر الماضي، أظهر أن نسبة التأييد الشعبي لحماس تبلغ 34 في المائة، وبقية النسبة موزعة على عديد الفصائل الأخرى و التي سنتعرض لها تباعا.
*حركة حماس:(حركة المقاومة الإسلامية، وتسمى اختصاراً حماس) هي حركة سياسية إسلامية، سُنية، فلسطينية، ترتبط فكرياً بجماعة الإخوان المسلمين، ولكنها أعلنت فك ارتباطها التنظيمي بـالجماعة في 2017، وتحولت لتنظيم فلسطيني مستقل، تتلقي الحركة تمويلًا وتسليحًا من إيران ضمن الصراع الإيراني الإسرائيلي وهي جزء من حركة النهضة الإسلامية تؤمن أن هذه النهضة هي المدخل الأساسي لهدفها وهو تحرير فلسطين كاملة من النهر إلى البحر، وهي أكبر الفصائل الفلسطينية .
كتائب عز الدين القسام تعد الجناح العسكري لحماس، وهي أقرب إلى الجيش المنظم بما تمتلكه من قدرة قتالية عالية وخبرات علمية في مجال تطوير الأسلحة وتصنيعها. ويبلغ تعدادها أكثر من 30ألف مسلح.
كانت البذور الأولى لكتائب القسام عام 1986 قبل الإعلان عن انطلاق حركة “حماس”، ويعد صلاح شحادة المؤسس لأول جهاز عسكري للحركة عرف باسم “المجاهدون الفلسطينيون”، ثم صار يحمل اسم “كتائب عز الدين القسام” في أواسط 1992.وتقول القسام إن علاقتها مع حماس علاقة “تكامل تنظيمي وانفصال ميداني” إذ تعد جزءا من هيكلها وتشارك في صنع القرار فيها والتوجيه وفق أنظمتها الداخلية، لكنها تنفصل عنها في “الجوانب العملية المختصة بالعمل العسكري”.
* الجهاد الإسلامي: منذ تأسيسها عام 1981 في رفح الحدودية، تطورت هذه الجماعة قدراتها العسكرية، وخزنت ترسانة كبيرة من الصواريخ الموجهة إلى البلدات الإسرائيلية. انبثقت أيضاً من جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين لكنها أكثر تشدداً من حماس، وهي متأثرة جدًا بالثورة الإسلامية في إيران عام 1979 تحت قيادة زعيمها الحالي زياد النخالة الذي يعتقد أنه يعيش تحت حماية حزب الله في لبنان
*شهداء أقصى لفتح: تتمتع كتائب شهداء الأقصى بحضور كبير، وهي الجناح المسلح لحركة فتح، أكبر حزب سياسي في منظمة التحرير الفلسطينية. وظهرت كتائب الأقصى خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية بين عامي 2000 و2005. ورغم الخلافات السياسية، تقاتل فصائل فتح إلى جانب الجهاد الإسلامي وحماس في قطاع غزة والضفة الغربية.
* الشعبية لتحرير فلسطين الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: ماركسيتان لينينيتان مخضرمتان تأسستا في الستينيات. اشتهرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بين عامي 1968 و1972 عندما اختطفت الطائرات. وفي عام 2001، اغتالت الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي. في غزة، تعمل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشكل رئيسي من خلال جناحها المسلح، كتائب أبو علي مصطفى، كما يتمتع نظيرتها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أيضًا بسجل حافل في مهاجمة الإسرائيليين والقتال مع حماس في غزة، على الرغم من كونها أول فصيل فلسطيني مهم أيد حل الدولتين في السبعينيات.
كما شكلت العشائر المحلية مجموعات مسلحة صغيرة لزيادة نفوذها السياسي، وحارب بعض أعضائها مع تنظيم القاعدة ضد القوات الأمريكية في العراق، ويطالبون بإقامة إمارة إسلامية في غزة بعدما وقعوا تحت تأثير ولاية بيت المقدس، فرع داعش في سيناء المصرية. هذه الجماعات في غزة مسؤولة عن عدد قليل من الهجمات على إسرائيل، مثل الهجوم على معبر حدودي إسرائيلي في عام 2009. لكنها استهدفت حماس أكثر، إذ تنتقدها لعدم فرض الشريعة الإسلامية.