كشفتها الأحداث الأخيرة من يقرّر في غزة:حماس الداخل أم الخارج؟ - صوت الضفتين

كشفتها الأحداث الأخيرة من يقرّر في غزة:حماس الداخل أم الخارج؟

بقلم نزار الجليدي

 

منذ بداية طوفان الأقصى يوم 7أكتوبر الذي قادته فصائل المقاومة في غزة كان خطاب حماس الداخل العسكري بالأساس (محمد الضيف و السنوار و أبوعبيدة..) يبدو متناغما مع الخطاب السياسي لحركة حماس بالخارج (إسماعيل هنية و خالد مشعل…) لكنّ هذا التناغم مع الوقت أصبح وكأنهّ في اتجاه واحد ولم يعد بالتناسق المطلوب .وبات واضحا أنّ مركز القرار الأول و الأخير أعطي للقادة الميدانيين في غزة ويبدو أن ّ القيادة السياسية المتواجدة بقطر و تركيا قبلت عن مضض بذلك تجنّبا لحجم الضغوط التي تواجهها من دول عربية وغير عربية  ورمت بكل الكرات في أنفاق المقاومة لتقرّر ما تشاء و كأنّ القيادة السياسية تريد أن توحي للعالم أنّها لاسلطة كاملة لها على حماس الداخل.

وهو في الواقع جزء من الحقيقة تأكّد في التذبذب الحاصل في التوصل الى هنة ثم تأكّد أكثر حينما هدّدت المقاومة بنسف الهدنة ما لم تلتزم إسرائيل ببنودها .وفي هذا الاطار كان صوت القيادة السياسية لحماس الخارج خافتا.

تقرير لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أيضا أكّد أن مركز القرار في حركة حماس، انتقل من القيادة السياسية بالخارج، إلى القادة بداخل غزة.

ونقل التقرير عن دبلوماسيين عرب قولهم إن “مركز الثقل في عملية صنع القرار في قيادة حماس قد انتقل نحو قطاع غزة”.

ويستند تقييم الدبلوماسيين العرب، وفق التقرير، إلى اجتماعات عقدت في الأيام الأخيرة مع رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، وغيره من كبار مسؤولي حماس الذين يعيشون في الخارج.

وقال دبلوماسيان عربيان كانا حاضرين في الاجتماعات لصحيفة “هآرتس” إن كل قرار يتعلق بمستقبل حماس أو خطوات ذات تداعيات سياسية أو دبلوماسية كبيرة على الفلسطينيين “يتم اتخاذه في غزة”.

والتقى دبلوماسيون مع قيادة حماس في الخارج بشأن المحادثات حول اتفاق إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وتنفيذ وقف إطلاق النار.

وقال أحدهم “كل اقتراح وكل نقاش حول المستقبل قوبل بالإجابة: سنرى ما سيقولونه في غزة”.

وخلص الدبلوماسيون بناء على ذلك، إلى أن “كل نقاش حول اليوم التالي أو حول وجود حماس في القطاع سيتم حسمه في غزة وليس في أي مكان آخر”.

وهذا ما يحيلنا أيضا على مرحلة ما بعد الحرب و التي لن يكون لحماس الخارج فيها دور يذكر .

ويبدو أنه الى حدّ اليوم تنازل من اسماعيل هنية و خالد مشعل وباقي القيادات في الخارج لصالح قيادات الداخل لكن ّ ذلك بالتأكيد سيجلب مزيدا من الضغوط على الزعيمين التاريخيين اللذين  لحماس من أجل كبح جماح المقاومة وقد يحصل الطلاق بين الداخل و الخارج في كل لحظة مع تنامي الطموحات السياسية للقادة العسكريين للمقاومة كما قلنا.

 

 

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *