في اليوم الثالث.. سكان غزة يواجهون "مخاطر جديدة " - صوت الضفتين

في اليوم الثالث.. سكان غزة يواجهون “مخاطر جديدة “

في اليوم الثالث  من “الهدنة” بين إسرائيل وحركة حماس “المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى”، قال بعض سكان غزة إن توقف القصف الجوي الإسرائيلي لم يجلب سوى “راحة محدودة”، بينما يواجه سكان القطاع “مخاطر جديدة”، وفق تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”.

وبعد بدء هدنة تستمر أربعة أيام، شرع الآلاف من سكان غزة تفقد ما آلت إليه الأمور، وحاولت بعض العائلات العودة منازلهم، بينما فضل آخرون البقاء في مناطقهم وعدم النزوح نحو الجنوب خوفا على حياتهم.

وقال أب في مدينة غزة، لم تكشف الصحيفة عن هويته بسبب القلق على سلامته، إنه لا يستطيع القيام بالرحلة نحو جنوب غزة.

وفقد الأب ابنه البالغ من العمر 10 سنوات قبل أسبوعين عندما أصاب صاروخ مطبخهم في حي تل الهوى، وجلس مع الجثة لمدة أربعة أيام قبل أن يصبح الوضع آمنًا بما يكفي لدفن الصبي في الخارج.

وأشار في تصريحات عبر الهاتف إلى إنه رأى السبت دبابات إسرائيلية وجرافة من نافذته ويخشى على ابنه البالغ من العمر 14 عاما وابنته البالغة من العمر 12 عاما.

وقال: “لا أعتقد أنه من الآمن الخروج مع الأطفال بعد”.

من جانبه، قال عماد السوسي (49 عاما) عبر الهاتف من دير البلح وسط القطاع، بعد فراره من مدينة غزة، إن الأمر قد يبدو “كما لو أن الحياة عادت إلى طبيعتها”.

“الشيء الوحيد الذي تغير هو أنه لم يعد هناك قصف.. لكن ليس لدينا كهرباء، ونكافح من أجل الحصول على الماء والغذاء والدواء والتواصل مع عائلتنا وأصدقائنا”، وفق حديثه لـ”واشنطن بوست”.

وأدى الحصار المفروض على القطاع إلى تفاقم الأزمة الإنسانية مع عدم وجود إمدادات تذكر من الكهرباء اللازمة للمستشفيات ولا المياه الصالحة للشرب أو الوقود اللازم لسيارات الإسعاف أو الغذاء أو الدواء، وفق تقرير لوكالة “رويترز”.

وتحدثت “واشنطن بوست” مع أحمد، وهو أب لثلاثة أطفال، فر من منزله في وقت مبكر من الحرب واستقر في منشأة تخزين تابعة للأمم المتحدة في رفح، بالقرب من الحدود المصرية.

وأكد أن الظروف كانت سيئة للغاية، لدرجة أن الانتظار للوصول إلى الحمام قد يستغرق أياما.

وقال إنه ليلة الخميس، نام هو وزوجته في سيارتهما لحجز مكان في طابور للحصول على الوقود، قبل أن يقودا الطريق الذي كان مألوفا في السابق إلى شقتهما في مجمع أعيد بناؤه بتمويل من الكويت بعد حرب عام 2014 مع إسرائيل.

وقال إن المبنى تعرض لأضرار جسيمة، وكان باب شقته مفتوحا وسرقت أجهزته الإلكترونية.

وبالنسبة للعديد من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، سمح توقف الضربات الجوية والمدفعية للسكان بالتنقل بأمان للمرة الأولى، وتقييم حجم الدمار والسعي للحصول على مساعدات.

واستغلت تهاني النجار حالة الهدوء، السبت، لتعود إلى أنقاض منزلها الذي دمرته غارة جوية إسرائيلية قالت إنها أودت بحياة سبعة من أفراد عائلتها وأجبرتها على الاحتماء بأحد الملاجئ، حسب حديثها لـ”رويترز”.

وقالت تهاني بينما كانت تبحث وسط أنقاض منزلها “وين بدنا نعيش؟ وين بعدنا نروح؟ طبعا ما فيش قاعدين بنلملم (شوية خشب) عشان نعمل هيك خيمة حاجة الواحد يتدارى تحتيها. لكن لا حياة لمن تنادي والله ما فيش أثر اشي يستر عائلة”.

وأضافت تهاني (58 عاما)، وهي أم لخمسة أطفال من خان يونس بجنوب القطاع، أن الجيش الإسرائيلي سوى منزلها بالأرض من قبل في عامي 2008 و2014.

وسحبت تهاني عدة أكواب سليمة بأعجوبة من الأنقاض، حيث أمكن رؤية دراجة هوائية وملابس مغطاة بالغبار وسط الركام، وقالت “إن شاء الله نعمره من تاني”.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *