حرب غزة 5/3 قصف مستشفى الشفاء ليس خطأ استخباراتي اسرائيلي ..هو اكثر من ذلك

بعد اقتحامه للمنشأة الطبية مستشفى الشفاء و تسوية أغلب أقسامه بالارض و تقتيل الاطفال فيه بداعي وجود أنفاق لحماس تحته و استعماله مركزا للعمليات العسكرية لم يقدّم الجيش الإسرائيلي حتى الآن دليلا واحدا على صدق كلامه .وحتى مزاعمه  العثور بالقرب من المستشفى  المذكور  على جثتي رهينتين إسرائيليتين اختطفتهما حركة حماس في 7 أكتوبر فيه الكثير من المغالطة لأن الحركة تحتفظ حتى بجثامين الرهائن لسبب وبسيط وهو المفاوضة بهم كما فعلت سابقا ، أمّا اكتشاف مخبأ يؤدي إلى أنفاق تستخدمها الحركة  داخل القطاع من بينها المستشفى الشفاء فهي روايات لا سند واقعي لها.

صحيقة  لوبينون الفرنسية تقول انه لا يمكن الاستبعاد ان مستشفى الشفاء كان موقعاً استراتيجياً لحماس، خلال حرب 2014، لكن المؤكّد أنّ الامر لم يعد كذلك، ومن الممكن أيضًا أن تكون  عملية تمويه قامت بها حماس تهدف إلى احراج الجيش الإسرائيلي أمام الراي العام العالمي .

أمّا الحقيقة فان جريمة اسرائيل في مستشفى الشفاء لم تكن خطأ استخباراتيا بل كان فعلا اجراميا متعمّدا وهي تعرف انّ حماس ليست بذلك الغباء لتتواجد في هدف تعرف مسبقا انه هدف للقصف الاسرائيلي في كل لحظة .

فقصف المستشفيات و المدارس الهدف منها هو قتل أكثر عدد من المدنيين لجعل المقاومة تتراجع أو تستلم بعدما عجزت الاستخبارات الاسرائيلية عن تحدد امكنتها  ومقرات قيادتها

وقد قامت اسرائيل مرارا و تكرارا بقصف  “المستشفى الإندونيسي”، و”المستشفى الأهلي”، و”المركز الدولي للعيون”، و”مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني”، و”مستشفى القدس” وعدد من مدارس الاونروا و الحجة واحدة وهي استعمال هذه الامكان من طرف حماس .والواقع أن اسرائيل تهدف الى جعل كل القطاع ساحة حرب مفتوحة و صفر مكان آمن.

الدور سيأتي حتما على كل مظاهر الحياة و الحضارة في غزة و قريبا ستباح المساجد و الكنائس و ما تبقى من منازل الغزّاويين .

كما لا نستبعد أن تلجأ اسرائيل الى اختطاف رهائن من أقارب المقاومين و قادتهم لاجبارهم على اخلاء سبيل الرهائن و استرجاع الاسرار و الوثائق التي استولوا عليها خلال عملية طوفان الاقصى.