أسرار حرب غزة 5/1....شرق أوسط دون ايران وتطبيع إسرائيلي كامل مع دول المنطقة وانهاء الوجود الصيني فيها - صوت الضفتين

أسرار حرب غزة 5/1….شرق أوسط دون ايران وتطبيع إسرائيلي كامل مع دول المنطقة وانهاء الوجود الصيني فيها

بقلم: نزار الجليدي

 

مع كل يوم يمرّ من العدوان على غزة ومع حجم الإبادة تتكشّف شيئا فشيئا النوايا الحقيقية لهذه الحرب و التي يبدو أن المقاومة دُفعت اليها دفعا و تُركت وحيدة فيها. وما يؤكّد ذلك الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله و الذي نسميه خطاب اللاّسلم و اللاّحرب وقد خيّب أمل العرب و المسلمين فيه. لكن الحقيقة أنه كان مكبّلا بإكراهات داخلية لبنانية تأبى الزج بالبلد في حرب قد تذهب بآخر ما تبقى من آمال في انعاش الاقتصاد المنهار .وكذلك بإكراهات خارجية  حيث تأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بأي تدخّل عسكري من حزب الله أو من ايران يعطّل تنفيذ سيناريو تهجير السكان من قطاع غزة و الأهم انهاء الوجود السياسي و العسكري لحركة حماس فقد حسم الامر وأتخذ قرار ابادتها وان اقتضى الامر إبادة 2مليون مواطن غزّاوي معها.

ايران تلخبط أوراق المقاومة

من الواضح أنّ عملية طوفان الأقصى التي أذهلت العالم و صدمت اسرائيل أكثر من صدمتها بخسارة حربها ضد المصريين في 1973 هي أكبر من إمكانيات المقاومة المحاصرة منذ اكثر من عقد من الزمن وأن الاعداد و التمويل لهذه العملية تمّ خارج القطاع و تحديدا في ايران .ومن الثابت أن هذه العملية كانت مقدّمة لسلسة عمليات نوعية أكبر حسب سيناريو معدّ سلفا يخفّف من ردّة فعل الجيش الإسرائيلي. لكن ما حدث هو أن كل شيء توقّف حيث اكتفت ايران بتحريك ميليشياتها في اليمن و العراق لتتحرّش بالإسرائيليين و الأمريكان من خلال هجومات ضعيفة غير موجعة فيما اكتفى حزب الله بذات الدور المحتشم .و النتيجة أنّ المقاومة تركت وحيدة وحليفاها بصدد تقديمها لقمة سائغة الى إسرائيل من أجل سلامتهما لأنهما أدركا أن الحرب مع إسرائيل هذه المرة هي حرب مع الولايات المتحدة الامريكية نفسها وأنّ الدور قادم على كل من يقف عثرة في طريق انهاء حماس .

لكن ما لا تدركه ايران و حزب الله ربما هو أن هذا الحياد و لعب دور المتفرّج على المجازر في غزة لن يرضي الغرور الإسرائيلي الأمريكي فالدور قادم عليهما فماهما سوى عثرة وجب التخلصّ منها في اطار  الصراع  بين الولايات المتحدة و الصين للاستحواذ على الشرق الأوسط .فواشنطن تدرك أن طهران و الصين و روسيا وجوه لعملة واحدة و ترفض أي تقارب بينهم و بين دول الخليج .و بالتالي فمثلث حماس حزب الله ايران وجناحي الصين في المنطقة لابدّ أن يسقط من أجل تعبيد  طريق الحرير الأمريكي الذي يأتي من سواحل أوروبا وصولا الى ميناء حيفاء الإسرائيلي فالسعودية و دبي وصولا الى كميناء بومباي الهندي وهو طريق في ظاهره اقتصادي لكن في باطنه هو طريق سياسي و استراتيجي .

و بالتوازي مع  خطة القضاء على الثلاثي المذكور فقد أشارت تقارير عديدة الى اقدام واشنطن على نسج علاقات متميزة مع العشائر العربية السنية في سوريا و العراق و كذلك الاكراد وهي بصدد تسليحهم ليكونوا جاهزين للاجهاز على حلفاء ايران من الميلشيات و العشائر الشيعية .

اذن فالحرب على غزة هدفها هو شرق أوسط دون ايران ونفوذ إسرائيلي كامل على المنطقة و تطبيع مع دولها لتعبيد الطريق أمام الولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء الوجود الصيني في المنطقة .

هي حرب عالمية مصغرة وخيوطها أصبحت بيد الأمريكان فكيف سيكون ردّ التين الصيني؟

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *