الناشط بالمجتمع المدني والمقيم بايطاليا سامي حجي في حوار مع "صوت الضفتين" : جاليتتا بحاجة أكثر الى تفهم الدولة - صوت الضفتين

الناشط بالمجتمع المدني والمقيم بايطاليا سامي حجي في حوار مع “صوت الضفتين” : جاليتتا بحاجة أكثر الى تفهم الدولة

حاوره:فتحي التليلي

 

ضمن سلسلة قصص نجاح في المهجر نستضيف لكم شخصية تونسية من الاوائل الذين شقوا طريقهم بثبات في إيطاليا و تدرج من الوظيفة الى العمل الحر الذي نحت من خلاله مسيرة ناجحة شرف بها بلاده وكان كعدد من الاطارات التونسية بالخارج خير سفراء لتونس.
السيد سامي الحاجي أصيل ولاية قابس الذي هاجر لإيطاليا قبل 23سنة  كاتت له رحلة ثرية راوح فيها بين العمل المهني وبين العمل الجمعياتي التقيناه في هذه المصافحة. فكان هذا الحوار.

لمن لا يعرفك من قرّائنا كيف تقدّم نفسك للقرّاء؟

سامي الحاجي أصيل ولاية قابس  وناشط بالمجتمع المدني .مقيم بايطاليا منذ  23سنة .

كيف تلخّص 23سنة هجرة في حياتك؟

هي رحلة لم تكن سهلة وكشان الشباب التونسيين الذين جاؤوا الي ايطاليا في تلك الفترة كان هدفنا اثبات ذواتنا وكسب ثقة مشغلينا وإعطاء صورة جميلة عن تونس.
وفعلا تدرجت في العمل هنا و اثبت جدارتي والحمدلله في كل الوظائف التي اشتغلت فيها. حتى حان الوقت لإنشاء مشروعي الخاص الذي تعبت كثيرا لانجاحه فكان مصدر فخر لي ووسيلة لمساعدة الكثيرين من أبناء بلدي من الذين تقطعت بهم السبل هنا.كما كانت لي بعض التجارب السياسية هنا في ايطاليا.

هذا يجرنا للسؤال عن أحوال جاليتنا في ايطاليا من المهاجرين الشرعيين وكذلك من غير الشرعيين؟

لوقت غير بعيد كانت الجالية التونسية تحظى باحترام وتقدير كبيرين من طرف الايطاليين وحتى من طرف الجاليات الأخرى.
وكان التونسيون مثالا للاخلاص في العمل والتفاني فيه واعتبر نفسي و أبناء جيلي من الذين ساهمنا في ترسيخ هذه الفكرة الايحابية في الشعب الإيطالي لكن هذه الصورة بدأت في التشوه مع الأسف حيث تراجع منسوب الثقة في الجالية التونسية بسبب تصرفات فردية شاذة يدفع ثمنها كل المقيمين هنا.
ومازاد الطين بلة حقيقة هو الأفواج الكبيرة من المهاجرين الغير شرعيين وهم خليط من الطيبون و السيؤون لكن أصداء السوء تغلب وهو ما أضر كثيرا بصورة التونسيين هنا.
اما عن احوال ما يعرف ب”الحراقة” فهي في عمومها تتراوح بين السيئة و السيئة جدا ورغم اقامتي هنا في الشمال الايطالي حيث أن أعدادهم قليلة مقارنة بالجنوب الإيطالي فانني المس معاناتهم اليومية من خلال مئات الحالات الاجتماعية الصعبة و التي نحاول بما اوتينا من جهد مساعدتهم سواء بصفة شخصية و مباشرة سواء عن طريق جمعية عليسة والتي انا عضو مؤسس فيها؟

على ذكر جمعية عليسة ؟كيف تقدّمها؟

أنا من الأعضاء المؤسسين لهاته الجمعية و هي متواجدة في عدد من المدن الايطالية و نشاطها اجتماعي أساسا موجّه في جزء كبير منه لخدمة جاليتنا هنا و جزء آخر لخدمة أبناء وطننا .وقد تمكّنا في تحقيق أهدافنا في أكثر من مناسبة و نعتبر أنفسنا الأقرب للجالية التونسية وخير سند لمن تقطّعت بهم السبل خاصة من المهاجرين الغير شرعيين ومن الطلبة .حيث نقوم عادة بالتكفّل بجزء من الحاجيات اليومية لهؤلاء .هذا فضلا عن توجيههم وارشادهم ومساعدتهم على التحصّل على أوراق الاقامة .

كما تقوم الجمعية بعدد من الأنشطة الثقافية لتحسين صورة تونس هنا في ايطاليا و كذلك ورشات توعوية بحقوق المهاجرين وواجباتهم.

كما قمنا بتنظيم مائدة افطار في شهر رمضان كانت فرصة لمد يد العون لعدد من المهاجرين وأفرادا كانوا أو عائلات.

ولاتزال لدينا برامج أخرى نأمل أن يعيننا على تنفيذها الميسورين من جالياتنا و كذلك مختلف القنصليات التونسية التي نطالبها بأكثر تجاوب مع برامجنا و مساعدتنا لوجستيا على الوصول لأكبر عدد من المحتاجين و طالبي الخدمة .

أما نشاطنا في تونس فبلغ ذروته في فترة “الكوفيدّ حيث بادرنا مثلما بادرت عدد من الجمعيات بتزويد بلادنا بما أمكن الحاجيات من أدوية وكمامات و مطهّرات .

ويبقى الهدف الأكبر لجمعيتنا هو جلب ما أمكن من استثمارات لتونس سواء بصفتنا الجمعياتية أو المهنية .

ما الذي تطلبونه كجالية تونسية من سلطات بلادكم ؟

قبل أن نطلب لابد أن نعطي لبلادنا و اعتقد أنني و الكثير من أمثالي و من جيلي حاولنا أن نردّ بعضا من الجميل علينا لبلادنا ونجحنا في ذلك بدرجات متفاوتة.وليكون العطاء أكبر و تدخلاتنا أنجع لابد من مراجعة عديد القوانين الخاصة بالاستثمار و التي تعدّ متخلّفة صراحة و لم تعد تساعد على جذب المستثمرين وهو ما عاينته شخصيا في عدد من الحالات .

ما تبقى المشكلة الكبرى التي يعاني منها المهاجرون خاصة هنا في ايطاليا هو غلاء تذاكر السفر و التي تستهلك الكثير من امكانيات الراغبين في العودة لقضاء العطلة في بلادهم خاصة على مستوى العائلات و المطلوب هو المراجعة الفورية لهاته الأسعار.

وعموما نطلب من سلطات بلادنا نفهّم خصوصية الجالية التونسية و تسهيل عودتها سواء عبر الموانئ أو المطارات أو من خلال التعامل اليومي مع الادارات التونسية و التي تستغل صراحة في اغلبها الوضعيات الخاصة للمهاجرين استغلال يصب حدّ الابتزاز.والحالات على ذلك كثيرة.

ويبقى الأهم هو امضاء اتفاقيات جديدة بين بلادنا و ايطاليا تصبّ في مصلحة التونسيين و تنظّم الهجرة لتكون مصدر ثروة لا مصدر ازعاج على غرار ما يحدث في الهجرة الغير شرعية.هذه الاتفاقيات يجب أن تكون بناء على مقترحات مدروسة من طرف الديبلوماسية التونسية بالاستئناس بآراء الاطارات المهاجرة هنا و الناجحون و الذين لديهم خبرة وعلاقات جيدة بالمجتمع الايطالي و بأصحاب القرار.

كلمة الختام؟

شكرا لكم على الاستضافة و نتمنى أن تتغير أحوال جاليتنا نحو الأحسن كما نتمنى أن نستعيد الجالية التونسية قيمتها الاعتبارية هنا في ايطاليا وفي كل الدول المتواجدة فيها .هذا ونجدد دعوتنا للساط التونسية لمزيد فتح قنوات التعاون مع التونسيين في الخارج خاصة الاطارات العليا و الناجحون منهم فهم قادرون على المساهمة في اخراج بلادنا من الوضعية الصعبة التي تعيشها.

 

 

 

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *