الناشطة في المجتمع المدني بايطاليا نادين عابديّة في حوار مفتوح مع “صوت الضفتين” : تونس في القلب قولا وفعلا و انتظرونا في مفاجآت سارة قريبا لبلادنا..
حاورها: فتحي التليلي
هي من الجيل الثاني للجالية التونسية بايطاليا لكن جذورها بقيت متصلة بتونس وهي نذرت حياتها لخدمة بلادها من خلال عملها على جلب الاستثمارات لها ورسم صورة جميلة غير التي يحملها بعض الايطاليين عنها كما دأبت على مساعدة أبناء وطنها من الذين تقطعت بهم السبل في بلاد الغربة.
السيدة نادين عابديّة نموذج للمرأة التونسية الأصيلة التي لم تزدها الغربة سوى صلابة و حبا لهذا الوطن الذي يبقى في حاجة لكل أبنائه خاصة الناجحين منهم.
ضمن سلسة قصة نجاحات في المهجر نستضيف ضيفتنا في هذا الحوار.
لمن لا يعرفك من قرائنا كيف تقدمين نفسك؟
أنا نائب رئيسة جمعية عليسة و الناطق الرسمي باسمها.
كما أمثل التونسيين في بلدية بالايرمو منذ 2013 وتحديدا في مجلس الثقافات في دورتين انتخابيتين.
وأمتلك وكالة دولية للاعمال والعلاقات العامة الدولية.
ولدي أنشطة أخرى مختلفة لايتسع المجال لذكرها لكنها تصب في مصلحة المهاجرين التونسيين وفي مصلحة تونس عموما.
بصفتك نائب رئيس و الناطق الرسمي باسم جمعية “عليسة” لو تعطينا لمحة عنها وعن اهم انشطتها في الفترة الاخيرة؟
جمعية عليسة تم تسجيلها في شهر جويلية 2021 غير أنّ كل أعضائها من ذوي الخبرة في العمل الجمعياتي لفترات طويلة.نشاطنا انطلق من مدينة بولونيا و اليوم لدينا عدد من الفروع لها في كل صقلية و بالارمو و ميلانو و تورينو و قريبا سنفتح عددا من الفروع الأخرى و أهمهما روما.
المقرات الرسمية التي فتحت أبوابها للاستشارات القانونية و مساعدة المهاجرين في هذا المجال و كذلك مساعدة العائلات التونسية و تدريس اللغة العربية و كذلك اللغة الايطالية حاولنا ان تكون قريبة من المدن ذات التواجد الكبير لجاليتنا .
-فرع بالارمو و الذي أشرف عليه يهتم بالاستشارات القانونية و بالمساعدات و تدريس اللغتين العربية و الايطالية.وكذلك فرع بولونيا الذي تشرف عليه رئيسة الجمعية السيدة ليلى بوغطاس .
تعمل جمعية ّعلّيسةّ في عدة مجالات عديدة في تونس و ايطاليا.ففيما يخص ايطاليا نحاول الاحاطة بالجالية التونسية المقيمة في مختلف المدن من أجل تسهيل ادماجهم في المجتمع الايطالي .وبالاعتماد على فريقنا الحقوقي نقوم بتسهيل التحصل على العمل و على الاقامة و الالحاق العائلي .وكذلك اليات الحصول على الجنسية الايطالية.
كما تعمل الجمعية على تنظيم لقاءات ثقافية تهم الجالية التونسية في علاقتها بتونس فضلا عن ندوات تثقيفية و توعوية .
كما قمنا خلال شهر رمضان بتنظيم أكبر مائدة افطار في أوروبا لفائدة جاليتنا وكانت فرصة كبيرة للمّ شمل التونسيين و فرصة للتعارف و التعاون فيما بينهم.
أمّا أنشطتنا الموجهة الى تونس فتتمثل في تقديم المساعدات العينية خلال فترة “الكوفيد” وكذلك تقديم مساعدات للعائلات المعوزة و لبعض المدارس و المستشفيات.و اسمح لي بعدم ذكر التفاصيل لأننا نعتبر ما نقوم به واجبا مقدّسا تجاه بلادنا ليس للدعاية الاعلامية.
ويبقى الهدف الاكبر لجمعيتنا الذي نعمل عليه هو جلب الاستثمار الى تونس و نخن اليوم بصدد تشكيل فريق تونسي تحت اشرافي هدفه التعريف بمناخ الاستثمار في تونس و القوانين و تذليل الصعاب أمام رجال الأعمال الايطالينن.ولا أخفيكم سراّ بأنّه ثمة مفاجآات في الطريق في هذا المجال. لأنّ الهدف الأهم الذي نعمل عليه هو الحدّ من خطر الهجرة الغير شرعية وتوطين الشباب التونسي في بلادهم قدر المستطاع عبر هذه المشاريع الاستثمارية.
كذلك أنت عضو نشط في هياكل أخرى.لو تعطينا فكرة عنها؟
لست عضوا في أي تنسيقية تونسية لكن جمعيتنا جزء من التنسيقية التي تتحدّث عنها وتمثّلنا فيها السيدة ليلى بوغطّاس.لكنني عضو صحبة السيدة وهيبة بالساكتة نمثل حمعية عليسة في عدد من هياكل المجتمع المدني بايطاليا و كنا أول تونسيتين تتواجدان في Forum Nazionale delle diaspore وأنا أنتمي لتنسيقية صقلية أما السيدة وهيبة فتنتمي في توسكانا ومن المنتظر أن نكون في النسيقية الوطنية .
هل لديكم تواصل مع السفارة التونسية ومختلف القنصليات هنا؟ وهل يسهّلون نشاطكم؟
بحكم انتشار أعضاء جمعية عليسة في مختلف المدن الايطالية نتعامل مع القنصليات التونسية بشكل مستمر و لانجد منهم سوى التعاون .
وعلى المستوى الشخصي وبحكم تمثيلي لتونس في مجلس الثقافات في بلدية بالارمو منذ 2013 كما ذكرت فأنا أتعامل يوميا مع الهياكل القنصلية وكانت لنا عديد الأنشطة المشتركة أهمها الأسبوع الثقافي التونسي .وكذلك أتعامل مع السفارة التونسية التي تبذل جهودا كبيرا خاصة في قنصلية صقلية اذ تعتبر هذه المدينة بوابة الهجرة الغير شرعية ويتوافد عليها الكثير من التونسيين .
لكن لابد على القنصليات أن تتعامل أكثر مع الجمعيات التونسية الناشطة في مجال المهاجرين فهي التي تعمل على أرض الواقع وهي الأقدر على المساعدة شرط توفّر الامكانيات اللوجستية من طرف القنصليات التونسية لأننا نؤمن بالمثل التونسي الذي يقول “يد واحدة لا تصفّق”.
كيف تصفين أحوال المهاجرين الشرعيين هنا وماهي رسالتكم للسلط في تونس؟
من المعلوم أن الجالية التونسية في ايطاليا من أقدم الجنسيات وعلى سبيل المثال ففي مدينة بالارمو وفي بداية السبعينات حلّ التونسيون في المدينة بعد الفيلييين.وهي جالية متعلّقة جدا ببلادها ومعروفة بالعمل و التفاني و تحظى باحترام الايطاليين لكن ذلك لايخفي بعض العيوب من بعض الشواذّ لكن الشاذّ يحفظ و لايقاس عليه كما يقول المثل العربي.وعموما مكانتنا هنا أفضل بكثير من مكانة بقية الجاليات.
أما رسالتي للسلط التونسية فمنطلقها الخبرة التي نتمتع بها هنا في العمل الجمعياتي و انخراطنا في المنظومة الاقتصادية الايطالية و بالتالي نحاول ما أمكننا افادة بلادنا بهذه الخبرة و بشبكة العلاقات التي نملكها ونحن نعتبر أنفسنا السفراء الحقيقيين لتونس.
ولدينا تجربة ثرية تتمثّل في دار تونس بروما ولها رمزيتها .لكننا نتمنى تعميم هذا المشروع في عدد من المدن الايطالية حتى بالشراكة مع الجمعيات التونسية الناشطة هنا و متى توفرت الارادة توفرت الامكانيات.
ونلفت انتباه السلط التونسية الى ضرورة التواصل أكثر مع الجالية في ايطاليا أو في غيرها من المدن فهؤلاء ذاقوا نرارة الغربة و مستعدين لنقديم المساعدة و المشورة لبلدهم .وهم لا يطلبون في المقابل سوى الاستقبال الجيد عند العودة في العطل وتسهيل مشاغلهم الادارية.
بحكم اهتماماتكم بمشاغل المهاجرين الغير شرعيين أيضا صفي لنا اوضاعهم ومعاناتهم وماهي الرسالة التي تودين نقلها لالاف الشباب في تونس من الذين يخططون لل”الحرقة”؟
من المعلوم أن تونس مدرجة في قائمة الدول الآمنة لدى السلطات الايطالية وهي قائمة تشمل عدد كبير من الدول على غرار الجزائر وتونس و المغرب و الكوت ديفوار و غانا ونيجريا و بالتالي من يدخل البلاد بطريقة شرعية ليس له الحق لا في الاقامة و لا العمل .هذا بالاضافة الى أن تونس لديها اتفاقية مع ايطاليا لترحيل المهاجرين الغير شرعيين .
هذا دون الحديث عن مخاطر ّالحرقة” فهنا لامستقبل لمن لاأوراق اقامة له فلا أحد يشغّله أو يسوّغ له .كذلك التداوي يكون صعبا بالنسبة لهؤلاء.وهوما نلمسه من الوضعيات الصعبة التي يعيشها المهاجرون الغير شرعيون سواء كانوا أفرادا أو عائلات.
وبحكم عملي مع المهاجرين الذي يمتذ على 23سنة يمكن القول أن الهجرة الغير شرعية تساوي الموت الحقيقي في البحر و الموت المعنوي في حال الوصول وأعرف عددا من الشباب من الذين يتصلون بنا لمساعدتهم على العودة الى بلادهم.
ولاحلّ لأفواج الهجرة هذه سوى تحرّك الدولة التونسية لتفعيل الاتفاقيات المشتركة للهجرة مع ايطاليا و توسيعها .كما أنه من الضروري مراجعة اتفاقية الترحيل التي لم تعد تتماشى مع التغيرات الجيوسياسية الجديدة.
كما يجب التعاون مع الخبرات التونسية في ايطاليا من أجل صياغة مشاريع اتفاقيات منصفة لتونس في مجال الهجرة. وتنويع التأشيرات الممنوحة لتونس لتشمل التكوين و التداوي و الدراسة و البحث العلمي.
أنت ايضا ناجحة ومجتهدة في عملك اذكري لنا مجال نشاطك تحديدا و كيفية وصولك لهذا النجاح؟
مجال عملي و تخصصي يتناسب مع شخصيتي و جذوري .لدي اجازة في علم النفس الاجرامي و اجازة في اللغات .كما لدي شهادة دراسات معمقة في العلاقات الدولية وأخرى حول الهجرة.وقد اشتغلت في ميدان الهجرة منذ كنت طالبة وقد تعاملت مع جل المحاكم الايطالية .وقد عمّقت تجربتي في هذا المجال من خلال انضمامي لثاني أكبر نقابة ايطالية Cisl – شيزل كما انخرطت في العمل الجمعياتي بكل أنواعه .كما كانت لي تجربة في العمل السياسي بايطاليا.كما أدرّس في قانون الهجرة و كذلك في اللغات.
وبعد سنوات طويلة قررت انشاء مشروعي الخاص و المتمثل في وكالة علاقات دولية وقد قمنا في بداية نشأتها في استغلالها خلال فترة “الكوفيد” لمساعدة التونسيين وغيرهم من الجنسيات واليوم عدنا لنشاطها الأصلي المعد لها وهو الوساطة في الاستثمار مع الدول الافريقية و على رأسها تونس التي هي دوما في القلب وكما قلت فلدينا مفاجآت سارة في هذا المجال سنعلن عنها قريبا.
ويبقى الهدف الشخصي لي هو الاستثمار في تونس و جلب أكبر عدد من المستثمرين الايطاليين وأعتبر نفسي قادرة على ذلك لما أحظى به من ثقة هنا في بالارمو من طرف السلط المحلية فضلا عن شبكة العلاقات الممتازة التي أمتلكها.
كلمة الختام؟
ان شاء الله عيدكم مبروك وان شاء تونس بخير ونراها في أفضل حال .كما نتمنى أن نكون في مستوى تطلعات أبناء شعبنا سواء هنا في ايطاليا أو في تونس .كما أدعو كل الجالية التونسية في كل الدول الى المساهمة في اخراج تونس من الوضعية الصعبة التي تمرّ لأن فضلها علينا كبير.
ألبوم الصور