تقرير/ "شننّي تطاوين".. منبع الشعراءو المناضلين (ببليوغرافيا وصور)2/2 - صوت الضفتين

تقرير/ “شننّي تطاوين”.. منبع الشعراءو المناضلين (ببليوغرافيا وصور)2/2

الشاعر و المناضل المرحوم الهادي بن سليمان الشنناوي

 

وُلد الهادي بن سليمان الشنناوي في نهج الفنار – شارع ترنجة بتونس العاصمة بتاريخ : 10 / 10 / 1893 و هو أصيل منطقة شنني من ولاية تطاوين بالجنوب التونسي . ترعرع و كبر في أزقة و أنهج العاصمة بين نهج ترنجة و الحفصية و باب سويقة و كان من رواد مقهى تحت السور بباب سويقة .
و لقد عُرف و أشتهر بالشعر الشعبي بين أقرانه و كل من عرفه في ذلك الزمن ، و من بين قصائده المعروفة ” شُفْتُوشْ خَدِيجَة ” التي تغنت بها الفنانة التونسية إبنة تطاوين يسرى محنوش و كذلك قصيدة بعنوان ” ليعتني بشد الهوى يا دوجة ” التي تغنت بها الفنانة التونسية الشهيرة السيّدة نعمة في ذلك الزمن الجميل ، و كان من أكبر منتقذي سياسة الباي زمن الإستعمار الغاشم و التواطئ معه مما أجبره على إنشاء قصيدة لوم بعنوان ” يَا بَاي تُونِس ” .
مع العلم أن المرحوم كان له ديوان كامل في الشعر الشعبي و لم يقع العثور عليه و الأسباب مجهولة . و تميز شاعرنا و إبن شنني رحمه الله بالمقاومة ضد المستعمر و كان أحد فرسان و شاهد عيان معركة الزلاج الشهيرة و لقد وصف أحداثها بالتدقيق في مطلع العُرف الأول من قصيد طويل جدا تحدث فيه الشاعر عن واقعة هذه المعركة الخالدة بعنوان ” معركة الجلّاز “
توفي المرحوم الهادي بن سليمان الشنناوي في محل سكناه الكائن بباب سعدون – نهج بن خليفة زنقة الجم عدد 12 بتونس العاصمة بتاريخ : 14 / 01 / 1974 و الموافق ليوم عيد الأضحى ، مع العلم أن المرحوم قام بإستخراج جواز السفر و عزم النية على أداء مناسك الحج و لكن المرض ثم المنية سبقت ذلك و دُفن شاعرنا المخضرم و احد قادة المقاومة بتونس الحاضرة بمقبرة الزلاج بباب عليوة بتونس العاصمة .
– عناوين القصائد التي عثر عليها :

1 – ” شُفتُوش خدِيجَة “
2 – ” لَيّعتنِي بِشّد الهَوَى يَا دُوجَة “
3 – ” يَا بَاي تُونِس “

 

* أعماله الشعرية :

– شفتوش خديجة 

شفتوش خديجة يالمحفل شفتوش خديجة….

سمح المضحك والتفليجة يالمحفل…

شفتوش خَدِيجَة يالمحفل شفتوش خدِيجَة….

سَمْح المُضْحِك والتفليجة يالمحفل….

شفتوش خدلج هي في المحفل تدرج….

بالبسة تبهج معذور العاشق في خديجة….

شفتوش خدلج هِيَ ڤِي المَحْفِل تَدَرُّج…..

بِالبَسَّة تُبْهِج معذور العاشِق ڤِي خدِيجَة….

شفتوش الغنجة الي هواها ساكن في المهجة….

كل قلب ونهجة انا قلبي عاشق في خديجة…..

ما بيردها كانش هي نيران قوية…….

من يعمل فيا مزية وينعتني على خديجة….

 

– معركة الجلاز 

– و في مطلع العُرف الأول من قصيد طويل تحدث فيه الشاعر عن واقعة هذه المعركة الخالدة ( معركة الجلاز ) و تقول :

عام ألف و ثلاثميه و ثلاثين * * * صارت خطره هايله طالعها زين…

في عام ثلاثين هجره بالعدان * * * صارت خطره هايله و الشيئ سبب…

واقعة الجلاز ليها حظ و شان * * * في الوقت المناسب بعد نشوب الحرب…

ما بين الاتراك و جيوش الطليان* * * و هجم لستعمار على طرابلس الغرب…

منها سرات العاطفه تقوى ليمان * * * و تزرع لحماس النهضة بدات تدب…

و بدينا نتكتلوا خافي و بيان * * * ما ابرك هاك اليوم تحرك فيه الشعب…

 

– يَا بَاي تُونِس 

” الي باع الوطن بيع الشوم…

باعث علينا يلوم…

قال افرحو بمحال ولد الروم…

البّي باع الوطن بالتصحيح …

ماعاد فيه مليح…

والي عينو في الجهاد يصيح… “

– معركة الزلاج 
قصيدة ثانية

في الزلاج على عين المكان
و من غدوه ع الصبح بدات الناس تدب…..

و حفايا نتراكضوا رجال و نسوان
حتى جا شيخ المدينة كيف قرب….

هجموا الناس عليه بالشتم و ذمان
استنجد بالبوليس و تخلى و هرب…..

بدا الجمهور يصيح باعونا الخيان
على تحيير قبورنا لو تتقلب…..

بدات الناس تقص تقطع في القضبان
و اللي يتفتف ع الحجر عل ما تزرب…

البوليسية هاجمة علينا هجمان
ظنوا باش نسلموا و يأخذنا رعب…..

كيف شافوا المقاومة ركبهم خذلان
و أعطاوا المخابرة جاء الجيش يخب….

طوق بينا ودارع الرابع تركان
امر بالتسليم و إلا يبدا الضرب…..

فينا راجل صاح اللي يهرب جبان
الموت مع الاجال بالأمر من الرب….

نادى بالجهاد بالله يا شجعان
ترمينا عل بعضنا و اشتد الكرب….

و فينا اللي بالحجر يغشم غشمان
و فينا اللي بالعصا في العسكر شب….

العسكر بالسلاح يصهد بالنيران
و نحن كان صدورنا عرضه للحب…

اول اللي استشهدت من النسوان
بنية بن مطير تزغرد ليها قلب…..

الڨطاري جاء شابك غضبان
و خلط الجرجار يلقى الناس حضب…..

الڨطاري و الجرجار ذوك الشجعان
عدموهم و تفينقوا رجال تتحسب….

 

* المصادر :
– صحفية الحاضرة التونسية نشرت في عددين .
– كتاب ” معركة الزلاج ” للأديب محمد المرزوقي .
– شهادات شفوية تخص أحفاده و المقربين من عائلته .
– بعض الصور القديمة للشاعر و المقاوم الهادي بن سليمان الشنناوي بمناسبة تكريمه من طرف عائلته .

* إعداد :
رؤوف بن عمر النّجار الشنناوي .

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *