مقال/ الجسد الحر والجسد النقمة... - صوت الضفتين

مقال/ الجسد الحر والجسد النقمة…

مقال بقلم الاستاذة عائشة يحي
المرجع. قلمي

أن خلق الانسان وتسويته على هذا الجمال والتكوين قد استوجب خالقا عظيما يتفنن في إخراجه في أجمل حلة..
هذا الجسد المادة الذي ألبس بروح تنبض حياة وحركة مهمته أن يحمل هذه الروح ويسعى في أرض الله…يعد النعمة التي لا تقاس بمال الدنيا لا يعوض اذا تلف أو وهن او اصابته علة…هذا الجسد النعمة وان تعدو نعم الله لا تحصوها…جعلت منه المجتمعات العربية والتقليدية نقمة كآل موسى في الكتاب حيث جعلوا له خوارا وعبدوه دون الله…
أن تقاسيم الطبيعة المحدثة في خارطة تفاصيل اجسام البشر جعلها الكثيرون امرا مخجلا حدا قرنه مجتمعنا العربي بالشرف والنخوة والعز…جسدا مخلوقا يصبح مجرد رمزا للعفة والشرف…
أن المجتمعات المتقدمة تعتبر هذا المخلوق مادة طبيعية بشرية تؤدي مهمة أو دورا وحسب في اقصى فلسفاتهم يرونه عنوانا لما هو حسي حركي عملي يوظفون كل طاقاته للربح المادي بعدة صيغ ربحية…فيما تصوره المجتمعات المتشدقة بالتدين على انه حدا وسيفا يشهر في حروب يومية قبلية نسوية عائلية متخلفة…على قول نوال السعداوي ربطت هذه المجتمعات شرف العائلة والمجتمع بغشاء البكارة…في رأيهم متى انفض خارج اطار الزواج أو غير ذلك من الامثلة تصبح الامور مدعاة للحروب ووالنيل من بعضهم…جسد المرأة عند المجتمعات العربية محرم محرك للملذات والشهوات وحتى يومنا هذا يرونه بعين ضئيلة ليس بنعمة بل نقمة ولعنة توارثتها الاجيال بسبب الفهم الساذج الذي يظل العرب يسوقونه عن الجسد الحرمة والجسد اللعنة والجسد الميسار…الجسد الرب الذي عبدوه من حيث تركوا العبادة..
أن الابدان ميعت الأذهان والعقول تظل حبيسة ان الجسد الرجل والمرأة وليسا على حد السواء هما امران عظيمان لغزان كبيران للأبد هذا الذهن العربي المتخلف الذي تكبله الشهوات ويعتقد في فهمه نور…
الجسد الإنساني المخلوق هو حر وحي للأبد ما دام يحمل روحا فاذا غادرت صار ترابا لا يمثل الشهوة بل العمل والكسب ولا هو لغز بل واضح المعالم….لا يعتبر بذلك الغموض ألا في اذهان المجتمعات العربية المتردية وهو نعمة حين يوظفه المرء بعيدا عن القيود والسلاسل الفكرية التقليدية التي توضع حوله…ان ممارسة الجسد لحقه في التواصل والحب والعمل والممارسة الطبيعية والحسية والجنسية شهوة ورغبة…هي حبيسة للعقل البشري متى كان متحررا جسد حر يصنع مجتمعات عظيمة سليمة معافاة ومتى كان رعبا ونقمة ولغز ممنوع الاقتراب صوبه وحل شفراته يجعل من المجتمعات متخلفة كما نراه اليوم حيث يظل العرب حبيسي الجسد والشرف وغشاء البكارة ومصيبة أخلقة كل شيء فيما تتقدم عليهم مجتمعات غربية بمئات من السنوات الضوئية واخر التطورات العلمية على الجسد البشري كصنع الجسد البديل الرجل الآلي وغيرها من آيات التقدم…حينما قدروا الجسد حق قدره بانه مجرد مادة للعمل ووسيلة للكسب لا اكثر…

 

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *