فيما لم بقل من لقاء سعيّد و الوفد الامريكي... - صوت الضفتين

فيما لم بقل من لقاء سعيّد و الوفد الامريكي…

بعد الفصل الثمانون والفصل السادس، هانحن نرى طلائع الفصل الثالث تلوح في الافق السياسي ،خارجا أو داخلا
إذا يقول الفصل
“الشعب هو صاحب السيادة ومصدر السلطات ، يمارسها بواسطة ممثليه المنتخبين ، أو عبر الاستفتاء”
ولكن ماعلاقة الفصل الثالث بزيارة الوفد الأمريكي؟
العلاقة مباشرة وجلية٫ إذ تحدث الرئيس عن معرفته والمامه بدستور ولاية الكونيكتيكت وهي الولاية التي أتى منها مورفي ، ثم عرّج عن معرفته بالدستور الأمريكي واهمية القراءة الدستورية له للوضع في تونس.
سعيد كعادته ، تحدث عن خصومه السياسيين دون ذكر اسمائهم ، ولكنه ذهب الى صميم الامور عندما وجه اصبع الاتهام لهم بالاستقواء بالخارج على سيادة الدولة ، ولمح الى قضية اللوبيينغ اللتي تعتبر وسيلة لطمس تحرك الشارع ولفظه للمنظومة اللتي جوعته وقتلته بسوء تصرفها خلال الجائحة .
دعوة سعيد الي الاستماع الى نبض الشارع هي طريقة للقول انه لا مكان في تونس لأي سلطة أخرى إلا سلطة الشعب، وأن محاولة الضغط عليه بواسطة إخراج مشكلة سياسية تونسية بحتة وفرشها على طاولة الولايات المتحدة أمر غير وارد، خاصة عندما يكون الطرف الآخر يعتبر الدولة غنيمة وليس مشروع مواطنة.
انهى الرئيس الزيارة بعرض للوحات لعل اهمها هو عهد الامان ،المخطوط بيد احمد باي ، والذي كان أول من حرر العبيد في تونس ومن الهم ابراهام لينكولن ،رئيس الولايات المتحدة الامريكية المعاصر له بأن يلغي العبودية في أمريكا ، الرمزية والبعد لهذا المخطوط قوية جدا : تونس بإمكانها في أحلك ظروفها أن تكون سيدة نفسها، وملهمة لأعرق الديمقراطيات في تجاربها السياسية الجريئة والسباقة.
بالنسبة للوحة اللتي فيها بيتسي روس تخيط أول علم للولايات المتحدة، تاريخيته اللتي ترمز الى ولادة الدولة المستقلة عن المستعمر البريطاني ، والرمز والموازية واضحة: تونس ديمقراطية ناشئة ومستقلة ،ولا لأحد لوصاية عليها .
والرمزية الثالثة القوية ،هي في معاهدة السلام والصداقة بين البلدين ، وهو الذي يضع علاقة البلدين في اطارها: صداقة و سلام ، وليس تدخلا في الشأن الداخلي .
ولذلك ،ورغم مايسوّق له البعض ، ورغم غموض كلامه وقلة حضوره الاعلامي ، يبدو أن الرئيس واع تمام الوعي ب”خارطة طريق” وجدها في كتب الجغرافيا ،والتاريخ ،ودساتير العالم .
ريم الغيد سويد
دكتورة في طب الأسنان وباحثة في العلوم السياسية

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *