من هو الأصمعي ؟ وكيف جمع أشعار العرب ؟؟
نبذة عن الأصمعي
هو عبدالملك بن قريب بن عبدالملك بن علي بن أصمع الباهلي، وهو أحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان وسمي بالأصمعي نسبة الى جده أصمع.
تمتع الأصمعي بشهرة واسعة فقد كانت الخلفاء تجالسه وتحب منادمته ، وقد هيأت مجالس الرشيد له أن يذيع صوته في كل الأوساط والمحافل الأدبية فسعى يجمع الأخبار والأشعار ، ويدقق في اختياره لها وفي إنشاده ، بحيث دفعت هذه الشهرة الرواة أن يضعوا أخباراً وأقوالاً تنسب إليه .
ومما يبرهن على شهرته الواسعة ، وتفوقه على أقرانه ما نراه من غالب المصنفين الذين جاءوا من بعده يستقون ثروته اللغوية والأدبية . كما أن كتب اللغة والأدب قد جمعت الكثير من الأخبار والأشعار التي يرويها. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن الأصمعي.
بدايات الأصمعي
عاش في أسرة متعلمة بدليل ما رواه عن أبيه من أخبار وطلب العلم في (الكتاب) ،وتطورت العلوم النقلية فقد تطورت تطوراً كبيراً ومن أهمها : القراءات القرآنية ، إذ عاش في هذا العصر من كبار القراء أبو عمرو بن العلاء وحمزة بن حبيب والكسائي.
بدأ جمع الحديث فكان لإبن جريح والأوازعي وسفيان الثوري ثم بدأت مرحلة التأليف في الحديث فكان علم الجرح والتعديل وأشهر رجاله يحيى بن معين ، وبرز في هذا العصر كبار الفقهاء كالإمام أبي حنيفة ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل،
هيأت الظروف للأصمعي فرصة اللقاء بهؤلاء العلماء وغيرهم فتتلمذ على أيديهم وتابع مجالسهم في مدينة البصرة منذ أن كان صبياً حتى أن صار علماً من أعلامها ، وتابع أجوائها العلمية .
إنجازات الأصمعي
كان كثير التطواف في البوادي ، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها ، ويتحف بها الخلفاء ، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة، وقيل عنه بأنه كان أتقن القوم للغة ، وأعلمهم بالشعر ، وأحضرهم حفظا
تطورت الحركة العلمية في عصره بسبب تمازج الثقافات وتشجيع الخلفاء فعقدت مجالس المناظرة في قصور الخلفاء وكانت حافزاً للعلماء على البحث والنظر وأسهم الأصمعي فيها إلى جانب من أسهم من علماء عصره
ويعد الأصمعي أحد من عرفوا ألواناً من ثقافات البصرة الدخيلة فقد كانت رغبته شديدة في تحصيل العلم ، يدلنا على ذلك عمق ثقافته وغزارة علمه وسعة إطلاعه، وانعكاس ذلك كله على كثرة مؤلفاته . وقد أفاد الأصمعي من رحلاته إلى بغداد حيث أقام فيها مدة وخرج منها أكثر علماً مما دخل ، كما أنه في مكة قرأ شعر هذيل على الشافعي.
إن علم الأصمعي لم يكن علم سماع من الأعراب ورواية فحسب بل كان علم رواية ودرس دراية . وقد حدث عن نفسه أنه حفظ اثني عشرة أرجوزة قبل أن يبلغ الحلم. وكان يمتلك ثقافة عميقة وغزارة في العلم وسعة في الاتطلاع ، وقد انعكس ذلك على مؤلفاته.
كما كان الأصمعي رائداً في العلوم الطبيعية وعلم الحيوان، وخاصة تصنيف الحيوان وتشريحها، وذلك بسبب معرفته بالمفردات العربية والبحث عن المصطلحات الأصلية التي يستخدمها العرب للحيوانات، وله العديد من الكتب في هذا المجال وغيره مثل، كتب الخيل، كتاب الابل، كتاب الفارق (كتاب الحيوانات النادرة)، كتاب الوحوش (كتاب الحيوانات البرية)، كتاب الشاة، وكتاب خلق الأنسان
تمتع الأصمعي بشهرة واسعة وكان يعلل شهرته بقوله : وصلت بالعلم وكسبت بالملح. سماه الخليفة هارون الرشيد : شيطان الشعر ، وقال الأخفش : ما رأينا أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي
أحب الأصمعي اللغة حبا ملك شغاف قلبه، فارتحل إلى أعماق البوادي يشافه أرباب الفصاحة والبيان من الأعراب، حتى أنه قلما يقع المرء على كتاب في التراث يخلو من خبر الأصمعي مع الأعراب
وكان مما أغنى علمه خزانة كتبه الواسعة التي جمع فيها أصول علمه ومروياته. عُرف عنه بأنه خفيف الروح ظريف الندرة ، يحرك الرصين ويضحك الحزين.