عالم الرياضيّات أرخميدس
يعتبر أرخميدس أحد العلماء الكبار والمفكرين في العصور القديمة، وهو عالم طبيعة ورياضيّات، بالإضافة إلى كونه مهندس، وفيزيائي، ومخترع، وعالم فلك يوناني، حيثّ إنّ النظريّة التي يقوم عليها علم الفيزياء مستندة إلى نموذج نظري تمّ تطويرها من قبل أرخميدس، كما صمّم العديد من الآلات الجديدة، ومحرّكات الحصار، ومضخّة المسمار وغيرها، ويشار إلى أنّ هناك مجموعة من الكتابات التابعة له، والتي كانت شبه معروفة في العصور القديمة، وتمّ نقلها عنه من قبل العديد من علماء الرياضيّات من الإسكندريّة، وكان أوّل تجميع لنظرياته في عام 530 م على يد إيزيدور ميليتس، وتعليقات أعمال أرخميدس التي كتبها يوتوسيوس في القرن السادس للميلاد، وهذا ما فتح المجال للقراء للتعرّف عليها، وكانت لأفكار أرخميدس تأثيراً واضحاً على علماء النهضة، وذلك لما قدمه من اكتشافات جديدة لم تكن معروفة من قبل.
ولد أرخميدس عام 287 قبل الميلاد في منطقة سرقوسة الواقعة في جزيرة صقليّة، وكان والده فلكي معروف، ويشار إلى أنّ تفاصيل حياة أرخميدس يكتنفها الكثير من الغموض، ولذلك فهي غير معروفة جيّداً، وفي فترة شبابه انتقل أرخميدس إلى الإسكندريّة، حيث التقى بعلماء الرياضيّات قونون ساموس، وإراتوستينس القيرواني وتعلّم منهم الكثير، وكانت له أعمال تنسب بداياتها إلى إراتوستينس مثل أسلوب النظريّات الميكانيكيّة، ثمّ انتقل بعدها إلى اليونان طلباً للعلم، وقد أثبت هناك علمه وذكائه، وخير دليل على ذلك عندما اعتبره مؤرخو الرياضيّات والعلوم في ذلك الوقت بأنّه من أعظم علماء الرياضيّات في تلك العصور، وهو أبو الهندسة. أعمال واكتشافات أرخميدس حدّد طرق حساب الأحجام، والمساحات، والمساحات الجانبيّة للمجسمات. وضع حساباً تقريبياُ ودقيقاً للجذور التربيعيّة.
حدّد كيفيّة كتابة الأرقام الكبيرة. حدّد العلاقة بين محيط الدائرة وقطرها من خلال قيمة ط أو باي في الرياضيّات، والمتمثّلة في الرقم التقريبي 3.14. واضع النظريّات الرئيسيّة لمركز الثقل على الأسطح المستويّة، والأجسام الصلبة. واضع قانون طفو الأجسام داخل الماء، والمعروف باسم قانو أرشميدس.
واضع نظريّة العتلة. اخترع أحد الأجهزة التي تعمل على محاكاة حركات الأجرام السماويّة كالشمس، والقمر، والكواكب، بالإضافة إلى اختراع العجلات المسننة، والكرة المتحركة. وفاة أرخميدس توفي أرخميدس في عام 212 قبل الميلاد حين كان منهمكاً في حل أحد مسائله الرياضيّة بمنزله عند غزو المدينة من قبل الرومان، حيث كان يرسم هذه المسألة على الرمل، ودخل عليه جنديٌ رومانيّ، وأعطاه أمراً باتباعه لمقابلة مارسيلويس، ولكنّ ردّ عليه أرخميدس قائلاً: من فضلك، لا تفسد دوائري، وأعطني فرصة حتى أنتهي من عملي، وهذا ما أثار غضب الجندي، وجعله يسل سيفه ليقتل أرخميدس طعناً، وبهذا مات أعظم علماء الرياضيّات في ذلك العصر.