فتي مكة المُدلل الصحابي الجليل”مصعب بن عمير” رضي الله عنه.
الحديث عن صحابي ذكرته كثير من السِّيَر أنه كان أول سفير ومبعوث خاص لقائد الأمة ونبيها محمد -صلى الله عليه وسلم هو “مصعب بن عمير” شابٌ من أكثر شباب قريشٍ رقة ووداعة وثراءً، ، ليس قصير ولا طويل، وحسن اللّمة، ورقيق البشرة ونشأ منعمًا في ظل والديه، في بيت يزخر بالفاخر من الثياب، والنادر من العطور، زينة فتيان قريش، ودرة مجالسه، تنقلب حياته فجأة، فإذا به يرضى بشظف العيش، ويلبس الجلد الخشن من الثياب .
مصعب بن عمير
اسمه الكامل مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي، هو صحابي جليل من السابقين إلى الإسلام، ولد عام 42 ق.هـ في مكة المكرمة ونشأ فيها، وأسلم سراً في دار الأرقم خوفاً من قومه وأمه “خناس بنت مالك” بن المضرب العامرية.
إسلامه كان سراً
كان وحيد أمه المدلل، فحرص على إخفاء إسلامه عنها، حتى لا يضايقها، لما يعلم من حبها إياه، ولكن الرياح أتت له بما لا يشتهي، إذ سرعان ما عرف بأمر إسلامه أحد المشركين، وأخبر أمه التي سارعت بحبسه في منزله، حتى يرجع عن دينه، ولكنه إستطاع أن يهرب من الحبس، ويفر بدينه مع غيره من المسلمين إلى الحبشة وكان مصعب بن عمير رقيق البشر ليس بصاحب رجله, و كانت رجليه يقطران دمًا من الرقة فخلع عامر بن ربيعة حذاءه فأعطاها له.
إسلامه علناً
و ما إن عاد حتي كانت هجرة النبي صلي الله عليه و سلم إلي المدينة قد إقتربت و كان هناك فى المدينة ما هناك من الدماء بين قبيلتي الأوس و الخزرج فبعث النبيُّ بمصعب فأخذ ينشر الدين الإسلامي بين أهل يثرب و يقرأ عليهم القرآن، فتري المدينة عن بكرة أبيها تخرج لإستقبال النبي وهم لم يلتقوا به من قبل، ولم يسمعوا كلامه .
زوجة مصعب بن عمير
زوجة مصعب بن عمير هي حمنة بنت جحش الأسدية التي تنتمي إلى بني أسد بن خزيمة، وهي من الصحابيات وراويات الحديث، أمها هي أميمة بنت عبد المطلب عمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأختها أم المؤمنين زينب بنت جحش، له ابنة واحدة اسمها زينب، وتزوجت من عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة.
غزوة أحد وإستشهاد مُصعب بن عمير.
حمل “مصعب بن عمير” أثناء غزوة أحد لواء المسلمين، وتقدم به أثناء الغزوة، وأثناء المعركة هجم ابن خلف على الرسول صلى الله عليه وسلم لكي يقتله، لكنه لم يتمكن من قتله؛ لأن مصعب بن عمير استقبل الضربة عن الرسول ليفتديه، وبدأ مصعب يقاتل في أرض المعركة وهو يحمل لواءه حتى قتله قميئة الليثي الذي ظنه الرسول، وبهذه الحادثة استشهد مصعب ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه, واندق الرمح, ووقع مصعب وسقط اللواء، ووقع شهيداً بل كان كوكباً بين الشهداء.
ولم يجدوا له شيئاً ليكفن به إلا نمرة، يعني رداء خشن ، فكنا إذا وضعناها على رأسه، تعرّت رجلاه، وإذا وضعناها على رجليه برزت رأسه، فقال عليه الصلاة والسلام:
((اجعلوها مما يلي رأسه، واجعلوا على رجليه من نبات الإذخر, ضعوا قليلاً من حشيش على رجليه, وارفعوا الثوب إلى رأسه))
إستشهاده
وتوفي في العام الثالث هجري(44 سنة) في غزوة أحد،
بالمدينة المنورة ولقب بأول سفير في الإسلام، وكنيته هي أبو عبد الله.