الفاروق عمر بن الخطاب قائدٍ فذّ، وخليفة عادل - صوت الضفتين

الفاروق عمر بن الخطاب قائدٍ فذّ، وخليفة عادل

خلد التاريخ الإسلامي سيرة الفاروق وسجلها بمليء من الإنجازات المشهودة لمواقفه “عمر بن الخطاب” حكاية يبلغ فيها ذروة التأثير في الأوساط التاريخية القديمة
بإيجاز قليل هو الصحابي الجليل “عمر بن الخطاب” العدوي القرشي، فهو الخليفة الراشدّي الثاني والذي لقبه المسلمون بالفاروق، كما لُقب بأمير المؤمنين بعد توليه الخلافة بعد وفاة الصحابي الجليل أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه، وأشهر قادة الفتوحات الإسلامية والأكثر تأثيرًا،
من أزهد وأعلم الصحابة رضوان الله عليهم، كما أنه واحدًا من المبشرين بالجنة.
مولد عمر بن الخطّاب.
ولد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه في مكّة المكرّمة في سنة 590 ميلادي أي بعد ولادة النبيّ عليه الصّلاة والسّلام بما يقارب ثلاث عشرة سنة، ويعود نسبه إلى بني عدي بن كعب فهو عدويّ قرشي.
حياة عمر بن الخطاب.
عمر بن الخطاب هو ثاني خلفاء المسلمين، حيث ولد في مكة المكرمة ما بين عامي 586و590م سنة 40 ق.مـ ، وتوفي في الثالث من تشرين الثاني من عام 644م في المدينة المنورة، كما توفّي بن الخطاب بعد مرور عشر سنوات على خلافته للمسلمين، فقد كان حاكماً قوياً، وصارماً تجاه الجناة،
ورمزاً للحاكم العادل، وزاهداً بشكل كبير جداً، لذا حظي باحترام الجميع، كما أنّه أدّى الحج في العام الذي توفّي فيه.
إسلام عمر بن الخطاب.
كان إسلام عمر بن الخطاب في ذي الحجة من السنة السادسة للدعوة، وهو إبن ست وعشرين سنة، وقد أسلم بعد نحو أربعين رجلاً، ودخل “عمر” في الإسلام بالحمية التي كان يحاربه بها من قبل، فكان حريصًا على أن يذيع نبأ إسلامه في قريش كلها، وزادت قريش في حربها وعدائها لمحمد وأصحابه؛
حتى بدأ المسلمون يهاجرون إلى “المدينة” فرارًا بدينهم من أذى المشركين، وكانوا يهاجرون إليها خفية، فلما أراد عمر الهجرة تقلد سيفه، ومضى إلى الكعبة فطاف بالبيت سبعًا، ثم أتى المقام فصلى، ثم نادى في جموع المشركين: “من أراد أن يثكل أمه أو ييتم ولده أو يرمل زوجته
فليلقنني وراء هذا الوادي”.
 
الإنجازات في حياته.
تولى أمير المؤمنين خلافة الدولة الإسلامية في 22 جمادي الآخر عام 13 هجريًا.
سُمي “بالفاروق” لعدله وإنصافه للناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين وذلك أثناء توليه مهمة القضاء.
هو صاحب فكرة تأسيس التقوم الهجري ليكون التقويم الرسمي للدولة الإسلامية.
إتسعت الدولة الإسلامية في عهده بشكل عظيم فضمت العراق ومصر وليبيا والشام وخراسان وشرق الأناضول وسجستان وجنوب أرمينية.
إستطاع أن يدخل القدس تحت حكم الدولة الإسلامية لأول مرة في التاريخ.
خاض حملات عسكرية منظمة لإخضاع الفرس وتمكن بالفعل من فتح إمبراطوريتهم بشكل كامل خلال عامين.
الفتوحات الإسلامية لتوسيع رقعة الدولة الإسلامية؛ فشملت بفضله كل من ليبيا والشام وخراسان وفارس ومصر وليبيا والعراق وغيرها.
ترميم المسجد الحرام والمسجد النبوي.
تقسيم الأمصار المفتوحة.
اتباع نظام المركزية في حكم الدولة الإسلامية.
إنشاء الدواوين.
توطيد أواصر نظام الشورى.
عمر والدّعوة الإسلاميّة.
رفض عمر رضي الله عنه الدّعوة الإسلاميّة في بدايتها، وكان من أشدّ النّاس عليها وعلى المؤمنين، فقد كان يرى أنّ النّبي الكريم قد فرّق دينهم وسبّ آلتهم وسفّه أحلامهم، وفي طريقه لتنفيذ مخططه لقيه رجل من بني عدي فنصحه بالإعراض عن ذلك وأخبره بإيمان أخته فاطمة وزوجها
سعيد بن زيد بالرّسالة ليشتاط عمر غيظًا ويتوجّه إلى بيت أخته فيدخل عليها ليجد الصّحابي خبّاب رضي الله عنه يعلّمهم القرآن فينهال عمر ضربًا على أخته وزوجها، ثمّ في لحظةٍ معيّنة يستمع عمر إلى آيات القرآن الكريم التي تتسلّل إلى قلبه فينشرح لها صدره فيقرّر الإيمان
بالرّسالة بعد خمس سنواتٍ من البعثة النّبويّة الشّريفة.
 
خلافة عمر بن الخطاب وإستشهاده.
تولّى رضي الله عنه الخلافة بعد وفاة أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه في سنة 13 للهجرة، وقد كانت خلافته مثالًا للعدل والرّشد، كما توسّعت في عهد الدّولة لتشمل فارس والعراق والشّام ومصر وبيت المقدس وليبيا وسجستان. تُوفّي رضي الله عنه بعد أن اغتيل على يد أبي لؤلؤة
المجوسي لعنه الله في سنة 24 للهجرة بعد حياة حافلةٍ بالعطاء والبذل والتّضحية .
إغتيال عمر بن الخطاب.
قُتل خليفة المسلمين عمر بن الخطاب على يد شخص لا يُعرف عنه شيءٌ سوى أنّه خادمٌ لمغيرة بن شعبة أحد زعماء الثّقيف بمنطقة طائف، فقد كان اسمه فيروز أبي لؤلؤة المجوسي، وهو فارسيّ من سبي نهاوند، حيث كانت حادثة اغتيال الخليفة في فجر يوم الأربعاء الموافق 23 من شهر تشرين الثاني لعام 644م.
 
عندما خرج عمر بن الخطاب من منزله كي يؤمّ الناس في صلاة الفجر، انتظم جمع المصلين، فأخذ ينوي للصلاة ويكبّر، وفي تلك الأثناء دخل فيروز ووقف إلى جانب الخليفة، ثمّ طعنه بخنجر له نصلان حادّان ثلاث إلى ست طعنات، حيث كانت إحداها تحت منطقة السرّة، وبعد أن شعر عمر بن
الخطاب بما جرى، التفت إلى المصلّين وهو باسط اليدين، ثمّ قال: (أدركوا الكلب فقد قتلني)، ثمّ حاول القاتل الهرب والفرار، ولكنّ المصلّين تصدّوا له، فبدأ يطعنهم عن أَيْمانهم وشمائلهم، حتّى أصاب منهم 13 مصلّياً، ثمّ أتى عبدالله بن عوف بردائه وألقاه على فيروز من وراءه، فتمكّن من طرحه أرضاً، ثم طعن فيروز نفسه منتحراً بخنجره عندما أدرك أنّه مقتول لا محالة.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *