ليبيا: صراع يلوح في الأفق داخل "مجلس الدولة" عقب تفاهمات بوزنيقة - صوت الضفتين

ليبيا: صراع يلوح في الأفق داخل “مجلس الدولة” عقب تفاهمات بوزنيقة

صوت الضفتين -ليبيا

ألقى توزيع مناصب ومقار الهيئات السيادية الليبية، الذي تم التوافق عليه خلال الحوار بين الفرقاء الليبيين بمدينة بوزنيقة في المغرب، بظلاله على مواقف العديد من الشخصيات المحسوبة على حكومة الوفاق ومجلس الدولة، وبالتحديد خروج المصرف المركزي من طرابلس، الأمر الذي يعني فقدان السيطرة على مسألة التمويل، وفق المراقبين.

وبحسب المحلل السياسي جبريل الدامي، فإن ”اجتماعات المغرب وزيارة وفد من مجلس الدولة إلى مصر، أحدثا شرخا في تكوين المجلس وصدامات غير معلنة بين أعضائه، خصوصا المنتمين لحركة الإخوان المسلمين، وبين مجموعات أخرى في المجلس غير مؤدلجة“.

وقال الدامي لـ“إرم نيوز“: إن ”صراعا يلوح في الأفق داخل مجلس الدولة عقب التفاهمات التي جرت بمدينة بوزنيقة المغربية، وزيارة وفد مجلس الدولة إلى القاهرة، وهذا الأمر توضحه تصريحات عضو مجلس الدولة الذي زار القاهرة سعد بن شرادة، الذي أشار في تصريحات له إلى أن أغلبية أعضاء مجلس الدولة تقدر وتحترم دور مصر، بخلاف رئيس المجلس خالد المشري، الذي يحكمه الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين“.

فيما رأى الدبلوماسي الليبي السابق محمود المرتضي أن ”تصدعات ما بعد بوزنيقة طالت كل الحلفاء في غرب ليبيا، وصار التباعد هو الظاهر بين رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، وبين باقي الأجسام التي كانت تُظهر التوافق لظروف المرحلة السابقة“.

وقال المرتضي لـ“إرم نيوز“: إن ”الإشارة القوية لهذا الخلاف هو توجه جزء من مجلس الدولة الاستشاري إلى مصر، دون موافقة من رئيس المجلس خالد المشري، المعروف بمواقفه المناوئة للسياسة المصرية“.

2020-09-4-29

أما المتخصص في العلوم السياسية جبران الحامدي، فقد اعتبر أن ”ما أثار الشقاق عبر تحالف الجهات المسيطرة على العاصمة، هو الشعور بأن المجتمع الدولي جاد هذه المرة في إيجاد آلية أكثر وضوحا في حلحلة الأزمة الليبية، وأن ما حدث في الصخيرات لن يتكرر في حالة دخول التفاهمات الحالية حيز التطبيق“.

وقال الحامدي لـ“إرم نيوز“: إن ”مشروع تقاسم المناصب السيادية السبعة بين أقاليم ليبيا الثلاثة، وخروج مؤسسة المصرف المركزي من تحت سطوة الجهات المتنفذة في العاصمة طرابلس، أحدثا حالة من عدم التوازن بين قيادات حكومة الوفاق ومجلس الدولة وأحزاب أخرى، على رأسها حزب العدالة والتنمية الممثل السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الليبية“.

يذكر أن وفد مجلس الدولة الاستشاري في طرابلس يزور القاهرة هذه الأيام، إذ قال عضو المجلس سعد بن شرادة في تصريحات صحفية: إن ”رؤية القاهرة توافقت مع ضرورة الحل السياسي للأزمة بتمثيل جميع الأطراف من خلال الحوار بين مكونات الشعب الليبي“، موضحًا أنه ”لا حل للأزمة في ليبيا دون القاهرة؛ وذلك لاعتبارات الجغرافيا والروابط الأخرى الاجتماعية والسياسية“.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *