نداء الكرديات السوريات للمجتمع الدولي للوقوف على جرائم اردوغان ضد المراة الكردية
صوت الضفتين – أوروبا والعالم
أفرزت الثورة السورية منذ انطلاقتها قبل عشرة سنوات عدة قوى محلية موِلتها دولٌ إقليمية عربية وأجنبية منها تركيا التي تبنّت الفصائل المسلحة التي اتخذت من نفسها اسم “الجيش الوطني السوري” والوطنية منه براء.
هذا الجيش المشكل من عدة فصائل تقودها قيادات سابقة من تنظيمي داعش وجبهة النصرة، أدارت دفّتها في محاربة النظام السوري إلى المناطق الكردية شمال شرق سوريا، واحتلت بدعم من الطيران التركي المسير والحربي ثلاث مدن كردية هي عفرين ورأس العين وتل أبيض. ولا يخفى على أحد ما قدمته قوات سوريا الديمقراطية من تضحيات جِسام في مقارعة أعتى وأخطر تنظيم إرهابي هو تنظيم داعش، وحاربت التنظيم نيابة عن العالم أجمع، قدمت في سبيل ذلك أكثر من أحد عشر شهيداً وأكثر من اثنين وعشرين ألف جريح.
وبالتأكيد كان للمرأة الكردية دوراً بارزاً في مقارعة التنظيم، إذ وقفت جنباً إلى جنب مع المقاتلين، ونظمت نفسها في قوى موازية هي وحدات حماية المرأة التي أبهرت العالم ببطولاتها وتضحياتها، وألهمت نساء العالم بأسره بمدى شجاعتها وقتالها للتنظيم، حتى باتت أيقونة يحتذى بها لدرجة أن كثيراً من النساء في العالم التحقنَ بتلك القوات. وأمام كل ذلك وبعد كل تلك التضحيات التي قدمتها المرأة الكردية، قوبِلت كل تلك التضحيات بالنكران من قبل العالم الحر الذي تخلى عنها بعد القضاء العسكري على تنظيم داعش في الباغور شرقي سوريا، والذي تمثل بانسحاب القوات الأمريكية من بعض المناطق، واتضح ذلك جلياً خلال غزو الجيش التركي للمدن الكُردية في الشمال السوري، وقتله للمقاتلات الكُرديات أثناء أسرهنّ أو خطفهنّ. وتتعرض المرآة الكردية في المناطق المحتلة في الشمال إلى أبشع أنواع الانتهاكات من قبل الفصائل المسلحة التابعة للجيش الوطني السوري وبضوء أخضر من استخبارات الاحتلال التركي التي لم توفر وسيلة للقضاء على كل ما هو كردي في تلك المناطق. في عفرين مثلاً، تعرضت النسوة الكُرديات إلى الاختطاف بغية طلب فدية مالية من ذويهنَّ، إذ تعجُّ سجون الفصائل المسلحة بالنسوة الكُرديات اللائي يعترضن للاغتصاب والتعذيب والإهانات والاستعباد الجنسي.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك فحسب، بل تجاوزه إلى نقل تلك الفصائل للنسوة الكرديات إلى الأراضي الليبية بهدف الاستعباد الجنسي. ورأينا كيف تم الكشف عن وجود نسوة كرديات في سجون فصيل الحمزات المدعوم تركياً في عفرين، وكيف أن بعضهنَّ كانت تحملنَ أطفالهنَ من عمليات الاغتصاب، جراء المدة الطويلة التي قَضينها في تلك السجون. كما أن سجن الراعي السيئ السيط الذي تشرف عليه الاستخبارات التركي يعُجُّ بالمقاتلات الكرديات اللاتي تم أسرهنّ خلال معركة احتلال مدينة عفرين عام ألفين وثمانية عشر، وكأن تركيا تنتقم منهنّ لدورهنّ في القضاء على التنظيمات الإرهابية. نكران العالم لما قدمته المرآة الكردية من تضحيات في مقارعة التنظيمات الإرهابية التي كادت تسيطر على المنطقة برمّتها، ما هو إلا تآمر عليها وعلى القوات التي حاربت تلك التنظيمات، وما رأيناه عند مقتل الشهيدة “هفرين خلف” الأمين العام لحزب سوريا المستقبل، والتنكيل بجثتها بوحشية لم يسبق لها مثيل، وسكوت العالم عن محاسبة تركيا التي تدعم تلك الفصائل، إلا إنكاراً وتنصلاً من واجباته الأخلاقية.